تعقد الجمعية الأردنية الأميريكية لجنوب كاليفورنيا ندوة شهرية باسم "الحوار المفتوح"، وخلال ندوة الشهر الماضي ـ يونيو حزيران ـ تحدث القس أميل حداد عن زيارته لجامع الأزهر والتي جرى خلالها التوقيع على وثيقة الحقوق الدينية التي حملها معه.
استغل المناسبة عدد من الحاضرين للتنافس في النفاق، فاشاد أحدهم ويدعى صلاح كناكري بالوئام المسيحي الإسلامي قائلاً، "إننا عشنا سوية مسلمين ومسيحيين بأمنٍ وأمان وإنّ الحقيقة التاريخية تقول إن ما نشهده اليوم من تطرف سببه الحكم الديكتاتوري الذي كمم الأفواه ومنع حرية التعبير."
أما "محمد" جورج سعد، فقد أشار إلى "العيش المشترك على مدى التاريخ بين المسلمين والمسيحيين" وقال "إنه ليس من عربي إلا وفيه شيء من المسيحية او الإسلام وان أكبر عنصر ثقافي في الأمة هو الإسلام ولا يمكن أن تكون مثقفاً ما لم تعبر في الإسلام!!.."
السيدة راوية حداد قالت إن الوثيقة يجب أن توجه إلى العرب الأمريكيين، فنحن ـ كما أضافت تقول ـ في بلادنا لم نكن نشعر بهذه العنصرية والتعصب وقد عشت كل عمري بين المسلمين وأصدقائي وجيراني وصديقاتي كلهم من المسلمين ولم نكن نعرف التطرف أو التعصب اما هنا فقد فوجئت بما رأيته من أتباع الديانتين المسيحية والإسلامية من عنصرية لا تتفق مع روح الدين.
******
المذكورون هؤلاء لا يستحقون منا تعليقاً على ما قالوه، فالأول مسلم لا يُستغرَب نفاقه، والآخر مهذر معروف في الجالية الشرق أوسطية في كاليفورنيا يضحك عليه ومنه المسلمون والمسيحيون على السواء. أما السيدة راوية فهي مثلها مثل غيرها من الذين تشربوا الذل في ظل حكم المسلمين، وقبلوه مرغمين على مدى مئات السنين، ولأنّ الذلّ اصبح جزءاً منهم يعجزون عن التخلي عنه، تعايشوا معه وعزّوا أنفسهم بأن دعوه تسامحاً وإلفةً!
لكنَّ رجلاً بين الحضور يُدعى "الأب" سمير أبو ليل، كان برأينا الفائز الأول بلا منازع بجائزة النفاق!
قال "الأب" ابو ليل إنه مستاء كثيراً لقيام البعض بتوزيع منشورات تهاجم الإسلام في المهرجان العربي الأمريكي. قال ايضاً، إنه وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قامت بعض المؤسسات الأمريكية بدفع أموال لبعض الكنائس العربية والأفراد ليقوموا بالتهجم على الإسلام، كما قال بأن كنيسته كانت بين من عُرِض عليهم المال ولكنهم رفضوا!!..
******
ترى ماذا يقصد رجل دين مسيحي بهذا الكلام في ندوة كهذه؟..
تعالوا "نتحزّر!!":
ـ لعلّ الرجل يكذب؟.. أمرٌ ممكنٌ جداً.. فالخوارنة بني آدم غير معصومين عن الخطأ. لكن، وإذ لا يمكننا الجزم بكذبه، فمن حقنا على الأقل أن نشك بصدقه إلى أن يأتي بإثبات على ما يقول.
ـ لعلّ المبلغ المعروض عليه لم يكن كافٍ؟.. ياليته حوله لنا، فقد مضى علينا ما يقارب العشرين سنة ونحن نعرّي تعاليم الشرّ التي يمثلها الإسلام، ولم يأتِ حتى الآن من يعرض علينا مبلغاً كي "نهاجمه أكثر"!!..
ـ وإذا افترضنا أن "الأب" أبو ليل كان صادقاً، وأنّ هناك من عرض عليه المال لمهاجمة الإسلام، فهل يعتقد حقاً أنه بكشفه لهذا العرض، يوطّد علاقات "المحبة والإلفة" بين المسلمين والمسيحيين؟.. ما هو ذاك الذي يريد أن يقوله للمسلمين في تلك الندوة أو خارجها؟.. هل يقصد أن يقول لهم "نحن المسيحيون العرب معكم.. نتفهمكم.. نحترم إسلامكم.. نعتقد أن إسلامكم هو دين سلام ومحبة.. أما المسيحيون الغربيون فإنهم يكرهونكم ولا يفهمون دينكم وعلينا أن نقف معاً صفاً واحداً ضدّهم؟..
"الأب" ابو ليل، إما كاذب بادّعائه، وإما مبالغ في نقل ما اقتُرح عليه: ربما جاءه من يقترح عليه وعلى غيره أن يقوموا بإبراز سمو تعاليم المسيحية بالمقارنة مع تعاليم الإسلام الشريرة، فاعتبر ذلك الطلب عرضاً لمهاجمة الإسلام!! وماذا في مهاجمة الإسلام على كل حال؟.. هل ينكر هذا الرجل أن تعاليم الإسلام شريرة، وأن تعاليم إنجيله لا يمكن أن تقارن بتعاليم الإسلام لا من قريب ولا من بعيد؟.. إذا كان ينكر ذلك فليضع على رأسه عمامة ويتلو الشهادة ويحلّ عن ظهر المسيحيين الذين يدّعي تمثيلهم.
أم ربما دفع له المسلمون أكثر مما عرضت عليه الهيئات الغربية؟..
كل ما ذكرناه عن هذا الرجل هو حزازير وفزازير نتركها للقارئ كي يعمل تفكيره فيها. لكنْ، هناك أمر واحد يمكننا أن نجزم به، وهو أن هذا الرجل منافق حتى العظم، وأن اسماً جديداً قد برز في هذه الجالية وهو: الأب محمد سمير أبو ليل.