رأس الحربة

الأحاديث التي تجري في الأروقة السياسية الأمريكية تنبئ بأن العلاقات الأمريكية السعودية قد تأخذ قريباً منحىً جديداً، وهو المنحى الصحيح. الأنباء تقول أن النصائح التي يقدمها السياسيون المخضرمون للرئيس بوش قد تدفعه أخيراً إلى الإعلان بشكل واضح بأن السعودية ليست دولة حليفة للولايات المتحدة وأنها حقاً دولة ترعى الإرهاب وتموّله.

في عددها الصادر 6 أغسطس 2002 ، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تقريراً تم رفعه في الشهر الماضي إلى مجلس استشاري رفيع المستوى في البنتاغون قد تضمّن نصائح تحمل لهجة جديدة وقوية تتعلق بمستقبل العلاقات مع السعودية. وصف التقرير السعودية بأنها دولة عدوّة للولايات المتحدة وأوصى الحكومة الأمريكية بأن توجه للسعودية إنذراً بأنها إذا لم تتوقف عن دعم الإرهاب فإن حقولها النفطية وكذلك استثماراتها المالية في الولايات المتحدة قد تتعرض للخطر.

قال التقرير: "إن السعوديين نشطين على كل الأصعدة في شبكات الإرهاب، سواء كان ذلك في عمليات التخطيط أو التمويل أو تجهيز الإرهابيين بكل ما يلزمهم أو تزويدهم بالمفكرين أو حتى بالمهللين."

قالت الصحيفة أن الذين عملوا على التقرير وقاموا برفعه إلى المجلس الاستشاري هم نخبة من كبار المفكرين والسياسيين الأمريكيين المخضرمين. وقد ذهب التقرير إلى حدِّ وصف السعودية بأنها "نواة للشر، والمحرك الرئيسي وأخطر الأعداء." في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة أيضاً عن أحد المسؤولين في الحكومة الأمريكية قوله: "لقد كان الناس من قبل يبررون تصرفات السعوديين.. هذا الأمر لم يعد يُسمع الآن. ليس هناك شك بأن الناس الآن قد اصبحوا يرون الواقع متمثلاً أمامهم ويقرون بأن العربية السعودية هي حقاً مشكلة."

************

موضوع دعم السعودية للإرهاب قد وُضع مؤخراً على جدول مناقشات المسؤولين الأمريكيين المتعلقة بالتخطيط لضرب العراق والإطاحة بصدام حسين. ويقول المحللون السياسيون أن عملية الإطاحة بصدام حسين بحد ذاتها، ستؤثّر على السعودية سلبياً من حيث أنها ستحرر الولايات المتحدة من اعتمادها على النفط السعودي.  من ناحية أخرى، فإن النظام العراقي الجديد سيكون نظاماً حراً معادياً للإرهاب وحليفاً للولايات المتحدة، وسيشكل عامل ضغط على السعوديين لتغيير سياستهم المناصرة للإرهاب الإسلامي.

إن نظرةً سريعة نلقيها على الجرائد السعودية ومواقع الإنترنيت التي يشرف عليها القادة الروحيون المسلمون، برعاية وعطف المسؤولين الحكوميين، كافية لإقناعنا بما يتمتع به الحكم في هذه الدولة، من قدرة على الكذب والخداع. ولكن يبدو واضحاً أن هؤلاء المسؤولين لا يفقهون تماماً مدى خطورة اللعبة التي يلعبونها، فالأحداث تتسارع ولا بدّ من أن تحمل لهم مفاجأة لن يعوا مقدار وزنها إلا بعد فوات الآوان.

هلاّ عجّل السعوديون بالصلاة قبل الفوت وبالتوبة قبل الموت؟..

*****************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط