بسام درويش
/
Jan 30, 2008
قام شابٌّ مسلمٌ في مدينة حمص السورية بذبح زوجته بعد أن تراءى له أنّ ملاكين قد هبطا عليه من السماء وأعطياه سيفاً وأنّ "النبي" محمد تراءى له بعد ذلك وأشار عليه بذبحها.
تناولت بعض المواقع السورية الحادثة بالتعليق، ومن هذه التعليقات ما جاء في موقع سيريا نيوز بقلم علي حسون، قال فيه:
"هبط عليه ملاكان وأعطياه سيفاً فذبح زوجته!!
... هكذا تروى الحكاية:
تزوج شادي الشعبي (26) عاماً من ابنة عمه قبل حوالي الأربعة أشهر، ويعمل الشاب الذي لم يصل في تعليمه إلا إلى الصف السابع في ورشة لعزل الزفت.. لم تظهر على شادي أي علامات مرض قبل زواجه بحسب ما يقول عمه ووالد زوجته إبراهيم الشعبي لتبدأ تغيرات واضحة تظهر على سلوك الشاب في الأسابيع الأخيرة قبل وقوع الجريمة.
فبعد عدة أسابيع من زواجه حدثت لديه اهلاسات سمعية وبصرية ـ أشياء تشاهد ولا وجود لها في الواقع ـ حيث يقول شادي: "نزل نور من السماء على زوجته بينما كانت تصلي" ومن خلال النور رأى الأنبياء نوح ولوط وعيسى عليهم السلام وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال له الرسول: انك تستطيع أن تنشر الخير وتشفي الناس وان زوجتك التي تلبس الأصفر هي البقرة التي تشابهت على قوم موسى، ويجب ذبحها ليظهر الحق وينتصر..
اهلاسات آمرة:
فيما بعد استمرت الاهلاسات فصار الشاب يرى ألوانا الأزرق والأحمر والأصفر وكان يفسرها بأن الأزرق يعنيه هو بينما الأحمر لون الدم والأصفر يعني زوجته وهو ببساطة إشارة لذبح زوجته!!
يقول أهل المريض: إن سلوكيات شادي شهدت تغيرات واضحة بعد الزواج فمثلاً اقلع عن التدخين بعد أن كان يدخن 3 علب يومياً ويؤكد هؤلاء إن ابنهم استغرق في قراءة القرآن الكريم ومتابعة القنوات الإسلامية وصار يردد تمائم دينية ويرى حيوانات في البيت (كلب ، جرذ..)
ورغم ذلك لم يكن هناك ما يقلق الزوجة أو الأهل أو بيت العم الذين اعتبروا أن الأمر طبيعي ولا يستدعي الخوف ويؤكد العم: "لم تنقل لنا ابنتنا أي شيء يستدعي قلقنا أو خوفنا عليها" وقبل يوم واحد من حدوث الجريمة ذهب الشاب لصلاة الجمعة حيث صلى في جامع قريب من البيت، ويقول شهود عيان انه شوهد وهو يبكي أثناء الصلاة ويقول: "أنا رسول الله"!! ليعود إلى البيت ويتراءى له "نورٌ من السماء ويهبط عليه ملاكان فيأخذانه من كتفه ويعطيانه سيفاً ويسقيانه من حوض الكوثر "فيأخذ بعد ذلك زوجته إلى حديقة بعيدة عن البيت ومظلمة قائلاً لها: سأذبحك!! وأرادها على الأرض قتيلة.
فعل الرجل فعلته فلم يكن خائفاً أو مكترثاً بوجود الناس أو الأمن الجنائي الذي جاء إلى مكان الجريمة.. كان الزوج هادئاً تماماً ليبدأ بعد قليل بالصراخ: "الله أكبر .. الله أكبر!!"
الجميع يؤكد على أن الزوج القاتل هو مريض نفسياً وأهل الزوجة لا يخرجون عن هذا الإجماع حيث يقول والدها: "انه مريض الله يشفيه مضيفاً: لا اعترض على مشيئة الله".
رأي الطب النفسي:
في الواقع [فتحت] هذه القصة المأساوية الباب واسعاً للحديث عن طبيعة الأمراض النفسية في مجتمعنا وعن علاقة هذه الأمراض بالثقافة والبيئة حيث العلاقة قوية بين أمراض المجتمعات وطبيعة ثقافتها وتركيبها..
يقول الدكتور محمد الدندل (أخصائي أمراض نفسية) تعليقاً على هذا الموضوع: "إن الوهم من حيث البناء والشكل هو فكرة لا تختلف عن مجمل الأفكار الأخرى، لكن الاختلاف يكون عادةً في محتوى هذه الفكرة مضيفاً: قد نستدل على بعض الأوهام أحياناً من غرابتها ولكن في أحيان أخرى لا يكون الأمر بهذه السهولة فقد تكون الفكرة ذات المحتوى التوهمي مقبولة وواردة ولكن ما يثبت كونها ذات محتوى توهمي هو طريقة الوصول إليها.
ويضرب د. دندل مثالاً على ذلك بقوله: عندما يتوهم شخص ما بأن زوجته تخونه في لحظة ما وهذا وارد وقد يثبت أن ذلك قد حصل في يوم من الأيام لكنه يستدل على واقعة الخيانة في هذه المرة من خلال قيام زوجته بالتزين والاستحمام أو النظر إلى ساعتها في لحظة معينة، يستنتج هو وبشكل قاطع ارتباط هذا السلوك بالخيانة..
ولكن في بعض الأحيان تكون الغرابة التي قد تشير إلى المنحى التوهمي نسبية فما قد يعتبر غريباً جداً ووهماً في ثقافة ما، قد يكون مقبولا وشائعاً في ثقافة أخرى، وهذا ما يجعل الأمر غالباً معقد وخاصة مع الأوهام ذات المحتوى الديني، فالإنسان عموماً يستخدم ثقافته الخاصة وما يختزن في ذهنه من أفكار ومفاهيم ومعتقدات مادةً لبناء أفكاره أو أوهامه، وفي مجتمعاتنا التي تنحو منحاً غيبياً في تفسير العالم كثيراً ما يخالط هذا التفسير اعتقاداً بالسحر والأرواح أو ما شابه ذلك...
وتكون هذه الأوهام مقبولة أحياناً بحيث يتم الدفاع عنها بقوة من قبل أشخاص لا ينطبق عليهم التوصيف المرضي من وجهة نظر نفسية بحته، فمثلا في هذه الحادثة الشخص مرتكب هذا الجرم مريض حتماً، ولديه بالإضافة إلى الأوهام اهلاسات سمعية آمرة طلبت منه القيام بعملية القتل وهي ذات محتوى وشكل ديني، وقد نتجت بشكل ثانوي عن الأوهام، وهذا ما يؤكد وبشكل جازم كونه مريضاً نفسياً وتحديداً ما يسمى "بمرض الفصام الزوراني"...
ويتابع الطبيب النفسي محمد الدندل في شرحه لهذه الحالة قائلاً: أن الإنسان عادة ما يتملكه نوع من القلق أمام ما يجهل خصوصاً إذا كان ما يجهله غريباً، فنحن هنا أمام حاجة طبيعية لفهم ذاك الشيء الغريب لكي يستطيع تسكين حالة القلق، وباعتبار مجتمعاتنا هي مجتمعات تمتاز ببعدها عن التفسير العلمي للظواهر وهي أقرب إلى التفاسير الغيبية والخرافية الطابع، فالناس لدينا في كثير من الأحيان قد يضيعون [ربما قصد: يصنعون] من رجل بائس مصاب بالفصام قديساً، وهم بذلك يفوتون على ذلك المسكين فرصة العلاج الطبي الذي قد ينتشله من براثن المرض... ... ويخلص الدكتور محمد الدندل إلى اننا شعوب في كثير من الأحيان لازالت تبني مجداً وقداسة على تخوم الأوهام.
===================
ما غاب عن كاتب التعليق، وعن الطبيب النفسي الذي اسشتهد الكاتب بتحليله، وكذلك عن أهل الشاب القاتل، هو وجه الشبه بين الأعراض التي عانى منها هذا الشاب والأعراض التي عانى منها نبيّه محمد.
هذا الشاب غرق في تأملاته فـ "حدثت لديه اهلاسات سمعية وبصرية ـ أشياء تشاهد ولا وجود لها في الواقع..."
وهذه الإهلاسات حدثت لمحمد أيضاً. لقد كان محمد يذهب إلى الاعتكاف في غار حراء ليرجع منه مهلوساً فيقع على الأرض فاقد الوعي والزبد يخرج من فمه ثم يستفيق ويتحدث عن أشياء سمعها وشاهدها لا وجود لها إطلاقاً.
ولقد ذكر رواة الأحاديث والسيرة النبوية حالات كثيرة شوهد فيها محمد وهو يبكي ويروي قصصاً عجيبة غريبة، مثل قصة مروره بجهنم ومشاهدته لنساء أمته وكيف كنّ يُعَذبنَ بنارها: تلك معلقة بشعرها يغلي دماغها وأخرى معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها واخرى شُدَّت رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها، وأخرى قد تحول رأسها إلى رأس خنزير وبدنها إلى بدن حمار، وأخرى على صورة كلبٍ تدخل النار فيها وتخرج من دبرها...! أو مثل حالةٍ أخرى روى فيها تفاصيل طيرانه من المدينة إلى القدس على ظهر حمارٍ ربطه بعد وصوله إليها بباب مسجدٍ لم يكن له من وجود آنذاك، ليصعد بعد ذلك إلى السماء السابعة فيفتح بازاراً مع الله بخصوص عدد الصلوات التي يجب على المسلم أن يقيمها...!
وكما اختلطت الأمور على هذا الشاب فأصبح يفسّر العالم ـ حسب ما ورد في المقالة أعلاه ـ "من خلال السحر والأرواح أو ما شابه ذلك..." كذلك كان محمد ضحية مرضٍ نفسي جعل الأمور تختلط أمامه إذ أصبح يربط ما يصيبه بعالم السحر والأرواح كما فعل عندما أصيب بمرض جعله يهذي ويتخيّل أنه يفعل اشياء دون أن يفعلها. وقد وصفت عائشة حالته آنذاك بقولها: "سَحَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم [اليهودي] حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله...!" وفي حديث آخر قالت: "سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن...!" أخيراً، أتاه ملاكان ـ كما حصل لصاحبنا شادي ـ فقعد أحدهما قرب رأسه والآخر قرب رجليه وأخذا يتحدثان عن الذي سحره وكيف سحره بينما كان محمد يتنصت إليهما، فعرف منهما بأمر الساحر والأداة التي استعملها، فبعث من يجلب له تلك الأداة وكانت عبارة عن حبلٍ او عودٍ جعل فيه ذلك اليهودي الخبيث عشر عقدٍ نفث في كل واحدة منها نفثةً وهو يتلو سحره. وعندما حصل محمد على العود أخذ يتلو آيات المعوّذتين اللتين أنزلهما الملاكان معهما لهذه الحالة، ومع تلاوة كل آية كانت تنحلّ واحدة من العقد، وعندما حلّها كلها برئ وعاد إلى نسائه يفعل ويعرف ماذا يفعل... ويرى ويعرف ماذا يرى...!! (السلسلة الصحيحة للألباني ومراجع أخرى)
علامات هذا الفصام الزوراني الذي يتحدث عنه الطبيب النفسي، ظهرت على محمد بشكل أكثر شمولاً وحدّةً من ظهورها على هذا الشاب المخبول. فمحمد لم يتوهم أنه كان يرى الشيطان فقط ويبادله الحديث بل قال إنه تمكن من ربطه على سارية كي يعرضه على المسلمين عند الصباح ـ ليتسلّوا بمنظره مع فنجان كابوتشينو وقطعة بريوش ـ لكنه غيّر فكره وأطلق سراحه بعد أن تذكّر قولاً قاله سليمان النبي:
عن أبي هريرة عن محمد أنه قال: "إن الشيطان عرضَ لي فشدَّ عليّ ليقطعَ الصلاةَ عليّ فأمكنني الله منه فذعَتُّهُ [أي خنقتُهُ] ولقد هممتُ أن أوثقه إلى سارية [أي كدتُ اربطه بسارية] حتى تصبحوا فتنظروا إليه، [حتى تتفرّجوا عليه عند الصباح] فذكرتُ قول سليمان عليه السلام ربِّ هب لي مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ غيري فردّه الله خاسياً...!" (البخاري، كتاب العمل في الصلاة)
كان محمدٌ أيضاً يرى الجنّ ويتسامر معهم، لا بل إنه كان يسمع صوتين بآن واحد يرافقان نزول الوحي فلا يعرف من كان يناديه: أهو واحدٌ من الملائكة أم واحدٌ من الجنّ؟!
قال ابن اسحق: إن محمدا كان يُرقى من العين وهو بمكة، قبل أن ينزل عليه القرآن. فلما نزل عليه القرآن أصابه مثلما كان يصيبه قبل ذلك، واشتهر على بعض الألسنة كما ذكر الحلبي في كتابه [إنسان العيون] أن آمنة أم محمد رقته من العين. وجاء أن رسول الله قال لخديجة: إذا خلوت سمعت نداءين: يامحمد يامحمد، [وفي رواية] أرى نورا، وأسمع صوتا، [وفي رواية أخرى] أخشى أن يكون الذي يناديني تابعا من الجن. [وفي رواية] أخشى أن يكون بي جنون. فإنه كان يصيبه ما يشبه الإغماء بعد حصول الرعدة، وتغمض عيناه، ويحمر وجهه بسواد، ويغط كغطيط البَكْرِ [الإبل].
وكما هو الحال مع كثيرين من المصابين بأمراض الفصام الذين كثيراً ما يتحدثون إلى أصدقاء من صنع خيالهم، كان لمحمد رفيقٌ من الحمير يجالسه، لكنّ حديثه معه لم يكن يقتصر على التحية والسؤال عن الخاطر، إنما كان حديثاً مطولاً يستمع خلاله إلى ما يرويه الحمار عن أجداده وأجداد اجداده وعن الملوك والأنبياء الذين ركبوا على ظهره.
أما وجه الشبه العظيم بين هلوسات هذا الشاب وهلوسات محمد، فهو أنّ كُلاَّ منهما رأى ملائكة تنزل عليه من السماء وتعطيه سيفاً ليقتل به... مع فارق واحد: السيف الذي أعطته الملائكة للشاب كان لغرض قتل زوجته به، أما السيف الذي أعطته الملائكة لمحمد فكان لقتال كل الناس الذين يختلفون معه... وما هو أسوأ من ذلك، فهو أن ذلك السيف الذي استلمه لا زال يفتك بالناس حتى الآن ـ حتى بعد مرور ألف وأربعمئة سنة على تعفن جثته ـ على يد أمةٍ خلفها وراءه مصابةٍ بالفصام الزوراني مثله.
يقول الطبيب النفسي إنّ "الناس لدينا في كثير من الأحيان قد يصنعون من رجل بائس مصاب بالفصام قديساً وهم بذلك يفوتون على ذلك المسكين فرصة العلاج الطبي الذي قد ينتشله من براثن المرض..."، وهذا تماماً ما صنع العرب من محمد. لقد جعلوا رجلاً مصاباً بأسوأ أنواع الفصام نبياً مقدساً، وبذلك، لم يفوّتوا فقط فرصة العلاج الذي كان يمكن ان ينتشله من براثن المر ض (حتى في تلك الأيام الغابرة) إنما أصيبوا هم أنفسهم به وورثوه لأولادهم ليتناقلوه جيلاً بعد جيل.
يقول المثل: عندما يُعرَفُ السبب يبطل العجب!
عندما نتأمل في حياة محمد لا يعود هناك من حاجة لطبيب نفسي لتحليل الدوافع التي جعلت هذا الشاب يقتل زوجته، ولا لتحليل الأسباب التي تدفع أماً لربط طفلها بأحزمة الديناميت ثم تبعث به ليفجر مدرسة أو حافلة ركاب، أو لتشريح دماغ مسلمٍ يقتل اخته أو ابنته حفاظاً على شرف العائلة بعد ان يغتصبها ابن عمها...؟
في سيرة محمد جواب لكل مشكلة يعاني منها المجتمع الإسلامي، وفي تعاليمه جواب لكل سؤال عن أسباب الإرهاب الذي يعاني منه العالم.
=========================
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط