بسام درويش
/
Jan 01, 2002
أدانت السعودية وإيران ما وصفتاه بالحملة الإعلامية الآثمة ضد الإسلام منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول.
وفي بيان صدر في وقت متأخر من أمس الاثنين تعهد البلدان بمواجهة الصورة التي يرسمها الغرب للإسلام وبتوضيح أن الإسلام دين يدعو للسلام والعدل.
وقال البيان الذي أصدره البرلمان الإيراني ومجلس الشورى السعودي: "يدين البلدان الحملة الإعلامية الآثمة ضد القيم والمبادئ السامية للإسلام ويعتبراها مؤامرة لتشويه صورة الإسلام ولإضعاف الدول العربية والإسلامية."
وصدر البيان عقب زيارة مهدي خروبي رئيس البرلمان الإيراني للسعودية، ويأتي متمشيا مع السياسة التي يتبعها الدبلوماسيون السعوديون والمقالات الصحفية الافتتاحية في الأسابيع الأخيرة.
ودعت قمة مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت أعمالها في عمان أمس الاثنين غير المسلمين إلى "عدم تحميل الإسلام المسؤولية عن الأعمال والممارسات البعيدة عن روح الإسلام وتشريعاته النبيلة"، في إشارة لهجمات 11 سبتمبر أيلول على واشنطن ونيويورك.
(بي بي سي أونلاين 1 يناير 2002)
********
تلقف العالم بيان السعودية وإيران الذي يؤكدان فيه أن الإسلامَ دينُ يدعو للسلام والعدل بسرور عظيم!.. وعلى اثر ذلك، قامت المنظمات والهيئات العامة والخاصة في الغرب بإصدار بيانات تصحح فيه أفكارها السابقة الخاطئة عن الإسلام، متعهّدة بأن تتجاهل كل ما في الإسلام من دعوات لقتال غير المسلمين. كما تعهدت هذه المنظمات أن تتجاهل كل ما يُقال عن وجود تعاليم غير عادلة في القرآن بحق المرأة من حيث اعتبارها إنساناً بنصف عقل وأن شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل، أو أن اليهود أحفاد قردة وخنازير، وغير ذلك مما ليس من القرآن بشيء!
العالم يشكر السعودية وإيران على هذا التوضيح، ومن الآن وصاعداً، سينام الغرب قرير العين، كما سينام المسيحيون في إندونيسيا ومصر وكل البلاد الإسلامية مطمئنين بأن كنائسهم لن تُحرق وأن أموالهم لن يمسّها أحد بفتوى أو دون فتوى.
*****
أهذا هو ما ينتظره العالم من الدول الإسلامية وزعماء المسلمين حقاً؟..
العالم لا ينتظر ماذا سوف يقول زعماء المسلمين عن الإسلام لأنه لا يتوقّع منهم شيئاً، إنما يتطلّع إلى ماذا سيفعل المثقفون من المسلمين، لتحديث الإسلام وإعادة تفسيره لبناء علاقات أفضل مع بقية شعوب العالم وإزالة عدم الثقة والخوف من تعاليمه المعادية لغير المسلمين.
هل حقاً هو الغرب الذي يرسم هذه الصورة عن الإسلام وهل الغرب هو الذي يشوّه الإسلام؟.. وما هي هذه المبادئ السامية التي يتحدّث عنها زعماء السعودية وإيران ويتهمون الغرب بتشويهها. ليت بيانهم جاء على ذكر بعضها شريطة أن لا تكون تكرارا لتلك الايات التي اصدر الله فرمانا بنسخها (إلغائها) كلها بآية السيف!
العرب والمسلمون أمة ولا أمهر في إصدار البيانات التي لا يضحكون بها على العالم فقط بل على أنفسهم قبل العالم. إنهم يكتبون بياناتهم وكأنهم يغمسون أقلامهم في حبر من الكذب والخداع. ويبقى السؤال الذي لا يحيّـر مطروحاً: ماذا يكسب العرب والمسلمون من النفاق وتجاهل الواقع؟..
قلنا أن هذا السؤال "لا يحيّـر" لأن الجواب عليه بسيط جداً!.. إنهم لا يكسبون إلا شيئاً واحداً وهو بقاؤهم في مصاف آخر الأمم، إذ لا يمكن لإنسان أن يتقدّم خطوة إلى الأمام وهو يصمم على تسمية الظلام الذي يعيش فيه نوراً!
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط