بسام درويش
/
Feb 23, 2002
"قتل المجرمين للصحافي دانييل بيرل سوف يضر بقضيتهم!"
هذا ما قاله الرئيس جورج بوش ورجال دول آخرون.
********
معذرة أيها السيد الرئيس.. ومعذرة يا حضرات السادة قادة الدول!..
هل حقاً إنّ لهؤلاء المجرمين ما يمكن أن نسميه قضية؟..
دانييل بيرل لم يذهب إلى باكستان في مهمة عسكرية. لم يكن يحمل سلاحاً بل قلماً.
دانييل بيرل كان في باكستان لخدمة الكلمة. وقتلُ هؤلاء المجرمين لهذا الإنسان البريء الأعزل من السلاح، كان بحد ذاته دليلاً على أنهم ليسوا أصحاب قضية.
لو كان لهم حقاً قضية يؤمنون بها لاستخدموه وسيلةً لتعريف العالم على قضيّتهم!
معذرة أيها السيد الرئيس.. ومعذرة أيها السادة قادة الدول.. هؤلاء ليس لهم قضية.
ضحايا الإرهاب لهم قضية. الأمن العالمي له قضية. المرأة المظلومةُ مسلوبةُ الحقوقِ لها قضية. حرية العبادة لها قضية. حرية الفكر لها قضية. حرية الصحافة لها قضية. حرية اختيار الدين لها قضية. العالم كله له قضية. أما هؤلاء المهووسون دينياً فهم وحدهم الذين ليس لهم قضيّة.. لأنهم هم أنفسهم ضدّ كلّ قضية، لا بل إنهم هم أنفسهم يجب أن يُعتبروا قضية العالم الحر الذي آن له أن يتكاتف لكي يقضي عليهم، وينقذ الحضارة ومستقبل الإنسانية منهم ومن حقدهم ومن مخططاتهم الجهنمية.
**********
قتل هذا الإنسان البريء هو جريمة أخرى تضاف إلى لائحة جرائم الإرهاب الإسلامي، والطريقة التي تم بها القتل إن دلّت على شيء، فإنما تدل على أن الإرهابيين يطبقون تماماً ما تعلموه في مدارسهم الدينية، متخذين من مؤسس الإسلام مثلاً أعلى لهم فيما فعله بعصماء بنت مروان وبأبي عفك.
لذلك، ليس غريباً أن نراهم يعلنون على الملأ بأنهم يفعلون ما يفعلون وهم يشعرون براحة ضمير وصفاء نفس.
=============
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط