بسام درويش
/
Jul 22, 2006
في كل مرة أفتح كتاباً إسلامياً، وعلى وجه الخصوص كتاب "السيرة النبوية"، أجد نفسي أمام سؤالٍ محيّرٍ:
كيف يعقل أن يبلغَ إنسانٌ مرحلةً علميةً يحصل فيها على شهاداتٍ عالية، كالطب أو الهندسة أو الميكانيك أو الفلسفة أو غير ذلك، ويبقى بعد كل ما بلغه من علمٍ وما قرأه من كتبٍ، مؤمناً بأنّ شخصاً كمحمد، يمكن أن يكون نبياً أو شخصيةً تستحق التبجيل!
أنا لا أقصد الجانب الميثولوجي من شخصية محمد، ولا الجانب الثيولوجي الذي تتضمنه التعاليم التي خلفها وراءه، إنما أقصد حياته الذاتية بالمقارنة مع غيره من مؤسسي الديانات المعروفة.
من المؤكّد أن جميع الأديان تصطدم مع العلم بثيولوجيتها وميثولوجيتها، ولكنها تخرج من صدامها معه ـ على الأغلب ـ لا غالبة ولا مغلوبة، لأنها أمور إيمانية مبنية على قناعة شخصية بحت لا يمكن للعلم إثبات بطلانها مهما كانت قوة منطق العلماء، ولا يمكن لأتباع هذه الديانات إثبات صحتها مهما كانت حججهم أو آلاف الظواهر الخارقة التي يتسلحون بها.
لكنّ السيرة الذاتية لمحمد بالمقارنة مع مؤسسي الديانات الأخرى ـ وبناء على المصادر المحمدية لا غيرها ـ لا تحتاج إلى عقلٍ كبير جداً ليستنتج أيّ إنسانٍ من خلالها بأنّ هذا الرجل لم يكن إلا دجالاً بارعاً جداً. لا بل يكفي لإثبات ذلك شهادة واحدة من أقرب الناس إليه، وهي "أم المؤمنين" زوجته عائشة، والتي نُقلَ عن لسانها مئاتٌ ومئاتٌ من الأحاديث "النبوية" التي تشكّل أسُسَ "العقيدة" المحمدية. لقد عرفت عائشة محمداً حقّ المعرفة إذ كان يقضي أكثر أوقاته في بيتها، وكان "الوحي الإلهي" ينزل عليه وهو في فراشها يجامعها أو يداعبها، كما ولم يكن هذا الوحي "ينزل" في بيت امرأة من نسائه سواها. لقد عرفت مبلغ دجله فجابهته ذات مرة حين استنزل آية من السماء تبيح له مضاجعة أية امرأة "تعرض" نفسها عليه، فقالت له: "إن الله يسرع لك في هواك!.."
استغرابي أن يصدّق صاحب شهادة عالية بنبوّة أو قداسة رجل كمحمد لا يعني انتقاصاً من قدرِ الذينَ لم يحصّلوا شهاداتٍ عالية. فأنا لا يمكن أن ألوم إنساناً لم يتعلّم أو لم يقرأ كتابا في حياته إذا قَبِلَ كل ما تعلّمه عن دينه من أهله ثم كبر ليبقى على ما تعلّمه قانعاً لا يقبل فيه جدالاً. لكنْ، أن يصل إنسانٌ إلى مرحلة عالية كهذه المراحل من العلم، فإنّي لأفتَرِضُ بأنّ مداركهُ قد توسّعت، ـ بغضّ النظر عن الاختصاص الذي يحمله ـ وأن عقله قد أصبح قادراً على تقيؤ ما حُشيَ فيه منذ الصغر من تعاليم وأفكار لا يمكن أن تتفق مع موسوعة المعارف التي أصبح يختزنها.
ترى ماذا يدور بعقل إنسان مسلمٍ متعلمٍ حين يفتح كتاب السيرة النبوية ـ الذي لا يختلف كثيراً عن قصص أبي زيد الهلالي ـ ويطّلع على حكاية قتل محمد لكنانة بن الربيع اليهودي لأنه رفض أن يدلّه على كنز قومه، ثم أخذه لامرأته ذات السبعة عشرة ربيعاً وضمها إلى ممتلكاته من "الحريم". هل يرى متعلّمٌ أي فرقٍ بين ذلك الدجال ودجال آخر في العصر الحديث اسمه راسبوتين؟
ماذا يدور بعقله وهو يقرأ عن رجلٍ في العقد السادس من عمره ينام مع طفلة ذات تسع سنوات.
ماذا يدور بعقل مسلمٍ متعلّم وهو يقرأ كيف كان نبيّه يتبادل الحديث مع صديقه الحمار يعفور: "أتى النبي وهو بخيبر حمار أسود فوقف بين يديه فقال له محمد: من أنت ؟.. قال: أنا عمرو بن فلان، كنا سبعة إخوة كلنا رَكِبَنا الأنبياءُ وأنا أصغرهم، وكنت لك فملكني رجلٌ من اليهود، فكنت إذا ذكرتك كبوتُ به فيوجعني ضرباً. فعرفه محمد وقال له: فأنت يعفور!".. (إبن كثير). أو مع حماره "زيد بن هشام" الذي كان "يبعثه ليطلب له بعض أصحابه فيجيء إلى باب أحدهم فيقعقعُهُ فيعلم الحمار أن رسول الله يطلبه.."، لا بل زد على ذلك كيف حزن هذا الحمار عندما مات "النبي" فذهب والقى بنفسه في بئر فمات!!.. (عن القاضي عيّاض بن موسى السَّبتي في كتابه الشِّفا، وأيضاً عن إمام الحرمين في كتابه الكبير في أصول الدين)
ماذا يدور بعقل مسلمٍ متعلّم وهو يقرأ في كتب الحديث والسيرة تفاصيل دقيقة لحياة محمد ـ "الفحل الذي لا يُجدعُ انفه"، (حسب وصف ابي سفيان له) ـ كقصة مروره ببيت عائشة وهو في طريقه إلى المسجد ومجامعته لها ثم إسراعه إلى المسجد ولا زال المني عالقاً في ثوبه ـ أو تفاصيل خروجه إلى الخلاء وعدد الصحابة الذين كانوا يقفون بانتظار أوامره ليأتوا له بالأحجار كي يتمسّح بها ـ أو تفاصيل ما حدث في يومه الأخير الذي سُمِّمَ فيه حين قام عمه العباس بلدّه (واللد هو صب الدواء بالمسعط في أحد شقي الفم). وعندما استفاق "قال: من فعل هذا؟ فقالوا عمك العباس تخوّف أن يكون بك ذات الجنب. فغضب محمد وأمر بأن لا يبقى أحدٌ في البيت إلا ويُلَدُّ أيضا كما لُدَّ هو!!!
ماذا يدور بعقل مسلمٍ متعلّم وهو يقرأ كل الخزعبلات التي كان يتحدث بها هذا الدجّال عن لجوء الشياطين للضراط لغاية صرف المصلّين عن صلاتهم، أو عن إرجاعه لأسباب طنين الأذن إلى تبويل الشيطان فيها لأن صاحبها لم يقم بواجب الصلاة قبل نومه.. وغير ذلك من القصص و"الدواوين" التي تزخر بها الكتب المحمدية!
هل يعقل أن يبلغَ مسلمٌ درجةً عاليةً من العلم ويستمر على الاعتقاد بكرامة قاتلٍ؟
أيّ نبيّ هو هذا الذي يأمر باغتيال امرأة انتقدته ببيتين من الشعر، لينفّذ أمره أحد أتباعه فيذهب ويغرز سيفه في صدرها بينما كانت ترضع طفلها!!
أي نبيّ هو هذا يأمر بحرق منزل رجل له من العمر مائة وعشر سنوات لأنه انتقده بكلمة؟!!.. هل هناك اليوم من يلوم رجلاً بهذا العمر على كلمة ينطق بها؟
أيّ نبيّ هو هذا الذي يقبل بقتل امرأة عجوز بربطها من ساقيها بحصانين يتجه كل منهما إلى ناحية مختلفة ليفسخها فسخاً!!
رجلُ يقتل العجائز و"يركب" الصغيرات اللواتي ذوات الست أو التسع سنوات، ويغزو الناس يسرق أموالهم ويستبيح نساءهم.. ومع ذلك يجد في هذا العصر متعلّماً "ناضجاً" يوقّره أو يعتبره نبياً أو إنساناً صالحاً؟..
**************
البوذيون يعظّمون بوذاهم.. لا عجب!.. يصدقون بأنه وُلد من جانب امرأة وليس من فرجها.. لا عجب!.. يصدقون بأنه صام أربعين سنة على حبة أرز واحدة كل يوم؟.. لا عجب!.. فالرجل بهرهم بتعاليمه العظيمة وحياته البسيطة المتواضعة وشخصيته المسالمة، وشدّهم إليه شداً، فعظّمه وكرّمه بعضهم، وألّهه البعض الآخر.
المسيحيون يعظّمون مسيحهم.. لا عجب!.. يصدّقون بأنه الله نفسه أو جزءاً منه، أو أنه وُلد بلا دنس ومات وقام من بين الأموات.. لا عجب!.. الرجل أيضاً بهرهم بتعاليمه وحياته وشخصيته وحتى بما قد يسميه البعض شعوذات لا عجائب. المهم إنه كان رجلا لا عيب فيه، ليس بناء على الكتب المسيحية فقط بل الإسلامية أيضاً.
لكن محمداً حسب الكتب الإسلامية نفسها، كان قاتلاً وغازيا ـ يعني سارقاً ـ و"زير" نساء، ومنافقاً ينزل بآيةٍ من عند ربه ليقوم بإلغائها في اليوم الثاني ويستبدلها بعكسها. رجل إرهابي قال هو عن نفسه: "أُعطيتُ خمسا لم يُعطَهُنَّ أحد قبلي، بعثتُ إلى الأحمر والأسودِ وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ونصرت بالرعب فيرعب العدو وهو مني مسيرة شهر!!.." (مسند أحمد)، وكذلك هو القائل عن نفسه: "أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح"!! (صحيح بن حيان)
**************
إلى جانب السيرة الذاتية لمحمد والتي تكفي بحد ذاتها للشك في نضوج عقل أيّ إنسان يؤمن بقداسته أو نبوته، ماذا عن ذلك الكتاب الذي خلفه وراءه المسمّى "قرآن"، والذي يزخر بما هب ودب من المغالطات العلمية التي لا يصدّقها حتى الأميّ الذي لا يقرأ ولا يكتب، فكيف بالمسلم الطبيب أو الجغرافي أو الفلكي أو عالم الرياضيات أو غيرهم من الأخصائيين؟..
كيف لواحد من هؤلاء ـ وعلى وجه الخصوص طبيب نسائي ـ أن يصدّق بأن الله وحده يعلم ما في الأرحام بينما الإنسان البسيط يلجأ اليوم إليه ليسأله عن جنس مولوده!.. (آية 8 من سورة الرعد)
كيف لواحد من هؤلاء أن يصدّق بأن الأرض مسطحة وأن الشمس تغرب في عينٍ حمئةٍ على قرني شيطان؟! آية 20 من سورة الغاشية وآية 86 سورة الكهف)
كيف لأحد من هؤلاء أن يصدق بأن الكواكب في السماء منثورة لتحفظ السموات من كل شيطان مارد، وأن الشهب تنطلق منهم لترجم الشياطين التي تحاول التجسس على أهل الجنة؟!.. (آية 5 سورة المُلك وآية 7 من سورة الصافات)
هل هناك من لا يعرف كيف تكونت الجبال؟.. كيف لواحد من هؤلاء أن يصّدق بأن الجبال وجدت كيف تحافظ على توازن الأرض وتحفظها من الاهتزاز؟!! (آية 16 من سورة النحل)
هل هناك من هؤلاء من يصدّق بأن أكل سبع عجوات ينقذ من السحر لمدة يوم كامل أو أن الحبة السوداء "حبة البركة" فيها شفاء من كل الأمراض ما عدا الموت؟ (حديث)
هل يمكن حقاً لمثقّف في رأسه ذرّة من عقلٍ، أن يؤمن بكرامة دجّالٍ كهذا؟
===================
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط