فوق رابية من روابي جنوب لبنان مطلة على بيوت وكروم قرية جون الوديعة والتي تبعد حوالي النصف ساعة عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط، يتربع صرح مسيحي عظيم يعرف باسم دير المخلِّص.
يعود تاريخ بناء هذا الصرح العظيم إلى مطلع القرن الثامن عشر وعلى وجه التحديد إلى سنة 1709 بناء على صكين مؤرخين في 17 تشرين الثاني والأول من كانون الأول من تلك السنة، وكذلك بناء على حجة شرعية صدرت عن قاضي مدينة صيدا سنة 1710. أما فضل تأسيسه فيرجع إلى جهود المطران افتيموس الصيفي الذي ولد في دمشق سنة 1643 لعائلة عريقة النسب هاجرت من بعلبك هرباً من الزلزال الذي دك صروحها وكذلك هرباً من ظلم الأمراء الحرافشة الذين عاثوا في تلك المدينة ومقاطعاتها فساداً وبغوا وتجبروا واضطهدوا المسيحيين.
في تلك الحقبة من الزمن كان أسهل على المطران الصيفي تأسيس جمعية من تأسيس دير إذ لم يكن بناء كنيسة أو دير من الأمور السهلة في ظل الحكم العثماني أو ديار الإسلام. فالتضييق كان شديداً ولا بد من رشوة باهظة وسعي حثيث يكاد يكون مستحيلاً لبلوغ هدف كهذا. إضافة إلى ما كان يتطلبه الأمر من تدخلاتٍ من الملوك والسفراء والقناصل والمرسلين الأجانب. لذلك بدأ المطران مشروعه بتأسيس جمعية رهبانية في مدينة صيدا دعاها باسم الجمعية المخلصية وكان ذلك في سنة 1683 على أغلب الظن. وبعد أن وثّق علاقاته مع حكام الجبل اللبناني ومع الولاة العثمانيين وبعد حصوله على حماية من الأمراء الشهابيين حكام الجبل وكذلك حماية المشايخ الجنبلاطين الذين كانوا أقوى أعوان الشـهابيين، باشر بتأسيس الدير وأخذ في بنائه في عام 1710 كما سبق الذكر.
تم تشييد الدير على مراحل وكان أول بناء سكنه الرهبان هو القبو المستعمل اليوم كمخزن للزيت، ثم أخذ البناء يتكامل حيث بنيت كنيسة الدير الكبرى سنة 1720 وبعدها بنيت الدار البطريركية التي يقوم عليها صالون المدرسة في سنة 1725 ولكن المشروع لم يكن بالأمر السهل إذ تعرض الدير خلال مراحل بنائه الطويلة إلى كوارث ونكبات كانت بعضها طبيعية من جراء الزلازل وأخرى بشرية نتيجة اعتداءات طائفية سقط ضحيتها رهبان وكهنة وراهبات. ولكن همة الآباء المخلصيين لم تنطفئ جذوتها إذ لم يتوقفوا أبداً عن إصلاح ما تهدم بعد كل اعتداء أو كارثة، واستمروا في إضافة بناء بعد آخر إلى أن أصبح الدير صرحاً جميلاً يضم مدرسة داخلية علمانية ومدرسة أخرى رهبانية (إكليريكية) لإعداد الكهنـة، وجناحا للضيوف، وحفروا الآبـار وشـقّوا الطرق وأضافوا إلى أملاك الرهبانية أراض مجاورة زرعوها بأشجار الزيتون والتين ومختلف الفواكه الأخرى، وأسسوا معملاً للصابون ومعصرة للزيتون، وأصبح الدير علماً من أعلام والدين والعلم في الشرق الأوسط، له في أنحاء من العالم إرساليات ووكالات، تخرج منه كهنة ورهبان انتشـروا في كل أرجاء الدنيا يخدمون الطائفة الكاثوليكية بشكل خاص والمسيحية بشكل عام ، كما تخرج منه علمانيون منهم الأطباء والمحامون والمهندسون والكتاب والسياسيون وغير ذلك. وتجدر الإشارة أن هذا الدير لم يكن مركزاً دينياً عظيماً ومنارة للعلم والأدب فقط، بل فقد كان أيضاً وخلال تاريخه الطويل، ملجأ للفقراء والمعوزين والجياع والمرضى سواء في أيام السلام أو أيام النكبات والحروب وانتشار الأوبئة، وخلال الستينات قامت الرهبانية في عهد الأبوين أندره حداد وجبرائيل راشد أراضي وبيوت قريتي مزرعة المحتقرة وخربة بسري إلى الساكنين فيها.
كون هذا الدير منذ مطلع عهده منارة للعلم تشع بنورها على لبنان، ومن ثم على العالم كله خلال مراحل نموه، وأيضاً رغم مآثره وخدماته الجليلة، فإن شيئاً من ذلك لم يشفع له أمام الحاقدين الذين كانوا دائماً يتحينون المناسبات للانقضاض عليه وحرقه ونهب محتوياته وتدمير منشآته وقتل رهبانه. أولئك الرهبان الذين لم يميزوا في خدماتهم يوماً بين مسيحي أو غير مسيحي.
نكبة بعد أخرى
فيما يلي سرد سريع للنكبات التي حلت بالدير وبالرهبانية المخلصية منذ تأسيسها بشكل عام:
سنة 1777 اشتعلت الحرب بين الأمير يوسف شهاب وأحمد باشا الجزار والي عكا الذي هجم على إقليم الخروب ودحر عسكر الأمير. فخاف السكان وهرب الرهبان الذين لبثوا في أديرتهم تبعاً لنصيحة يوسف السكروج وهو أرثذكسي كاتب الجزار، ولكن ما لبث أن هجم عساكر الجزار على الأديار الثلاثة: دير المخلص ودير الراهبات ودير السيدة فنهبوا كل شيء وأحرقوا الأديار وذبحوا كاهناً طاعناً بالسن هو الأب باخوميوس الدمشقي الذي لم يتمكن من الهرب. وحسب التاريخ الرهباني، هجمت الجيوش نفسها على دير السيدة القديم وذبحوا المبتدئين، مع الكهنة المسؤولين، وأحرقوا الدير بعد أن نهبوا الأمتعة. ولا تزال تلك الأقبية شاهداً على وحشيتهم وكانت جدرانها إلى زمن ليس ببعيد قد بقيت ملطخة بالدماء.
في أواخر سنة 1791 اجتـاح جيش أحمد باشا الجزار المؤلف من اثني عشر ألف جندي أكثرهم من المغاربة، إقليم الخروب لمحاربة الأمير حيدر ملحم شهاب والأمير قعدان شهاب. فدبّر الأب العام أغابيوس مطر انتقال الراهبات إلى دير سيدة مشموشة وانتقال الرهبان إلى الأديار البعيدة عن دير المخلص ورتّب حراساً يحافظون على الأديرة الخالية وهم الآباء تيموتاوس كيّال ويوسـف نصر وأكاكيوس أبو عبدالله والأخ إيسيدوروس هرمس. وأتت جيوش الجزار وجيوش الشهابيين فقطعت الأشجار وأحرقت المنازل ونهبت الأموال ودامت هذه الحال أكثر من سنة. وعندما أتى الآباء الحراس لتفقد حالة الأديار دهمهم العسكر وذبحوهم ونهبوا ما معهم، وإذ علم المسيحيون باستشهادهم أتوا ليلاً ودفنوهم في 30 كانون الثاني سنة 1792
سنة 1841 هجم فريق من الدروز على الدير ونهبوا أمتعته واستولوا على كمية كبيرة من الوثائق والحجج.
سنة 1845 كان سبب هذه النكبة فتنة طائفية وقد اقتصرت على السلب والنهب
كانت تلك نكبة النكبات. فقد اندلعت الثورة في كل أنحاء لبنان وسوريا وعمت خصوصاً في دير القمر وحاصبيا ودمشق وزحلة. والتهمت نارها أولاً دير المخلص. فقد هجم الدروز عليه فأحرقوه ونهبوا الأمتعة وسرقوا الأواني المقدسة من الكنيسة وقتلوا بعض الرهبان. أما الباقون فتشردوا في الجبال الوعرة، والتجأوا إلى الأدغال والمغاور واختبأوا في بساتين صيدا . ودهم الجنود مجموعة من الرهبان في كرم الزيتون جنوبي الدير وقبضوا على الآباء نقولا فسفس ونعمة الله رزق وتاوضوسيوس لطفي وأندراوس حجار ونهبوا ما كان عليهم من ثياب وما في حوزتهم من مال ثم ذبحوهم وأحرقوا جثثهم في 21 أيار سنة 1860 .
وفي دير القمر تواطأ الأتراك والدروز على قتل المسيحيين فمنعوا أولاً وصول المؤن إلى البلدة، وتسلل بعض الدروز إلى الأحياء المسيحية، وبدأ الأتراك بجمع السلاح وتسلّم حليّ وجواهر النساء قصد رد الهجمة الدرزية. وتجمّع المسيحيون في سرايا دير القمر ليكونوا في حماية الحاكم التركي . لكن الدروز هجموا في 9 حزيران وذبحوا المسيحيين ذبح الغنم ثم دخلوا الكنائس وذبحوا الرهبان وكسّروا الأجراس ودنّسوا المذابح ونهبوا الأواني المقدسة. وقد قتل في دير القمر حينئذ 2100 نسمة ومنهم الرهبان المخلصيون الأبوان أغناطيوس حاج وقزما سابا والشماس روفائيل بربارة.
أما في زحلة، كرسي المسيحيين كما كانت تدعى فقد هجم عليها الدروز مراراً وأخطأوا الهدف بسبب بطولة الزحليين ووحدة كلمتهم ولكن تكالبت قوى الدروز الذين تجمعوا من الأنحاء اللبنانية وقوى الدروز الذين جاءوا من حوران إضافة إلى فرق من البدو فهجموا على المدينة الصامدة وذبحوا الشيوخ والأطفال والنساء والكهنة وأحرقوا المدارس والمعابد ونهبوا وعادوا بغنائم كثيرة تاركين زحلة خرابا ًيباباً. وفقدت الرهبانية في تلك المذبحة الأبوين بفنوتيوس جرجس وأنطونيوس مرعي وكان ذلك في 18 حزيران سنة 1860
آخر المطاف في مذابح سنة الستين كان في دمشق فقد هجم الدروز على القنصليات الروسية والنمسوية والأميركية والفرنسية والهولندية والبلجيكية واليونانية فقتلوا ونهبوا وأحرقوا ثم تدفقت الجماهير الكافرة الحاقدة على أحياء المسيحيين فقتلوا الرجال وسَـبُوا النساء والبنات وحملوا بعض الرجال على اعتناق الإسلام ، وذبحوا الكهنة والرهبان والمرضى والعميان، وأهانوا الجميع وساموهم أصناف الذل والهوان. ودامت هذه الحال تسعة أيام دون انقطاع، لا فرق بين الليل والنهار، إذ أن الحرائق كانت تضيء ظلام الليالي. ولا بد من الذكر هنا أن عدداً قليلاً جداً من وجهاء المسلمين آنذاك قد أظهروا من المروءة وكرم النفس ما يوجب حفظه لهم في سجلات التاريخ ومنهم صالح آغا المهايني وسعيد آغا النوري وخصوصاً الأمير عبد القادر الجزائري وكثيرون من آل عابد. وكان نصيب الرهبانية ذبح الآباء: عازر مكتّف، فلاسيوس بسـرّيني، ديمتريوس سعد، روفائيل زلحف، يوسف زغيب، وديمتري عيسى، والأخ سمعان جبارة. وكان ذلك في 27 حزيران سنة 1860 .
بعد انتهاء الحرب العالمية الكبرى الأولى سنة 1918 نعم لبنان باستقلال هش تحت حكم الانتداب ثم تم إعلان استقلاله الرسمي في سنة 1943 ولكنه بقي يعاني من الأزمـات الواحدة تلو الأخرى تمثلت بعضها في ثورات وفتن وحروب أهلية وغير ذلك، وكان المسيحيون دائماً يعيشون خلالها في رعب عظيم إذ كانوا أول الذين يقعون ضحايا لها. آخر تلك الحروب كانت الحرب المدمرة التي امتدت من سنة 1975 حتى سنة 1990 والتي أدت إلى النكبة السادسة التي أصابت الرهبانية.
ففي الثامن والعشرين من شهر نيسان 1985 ، سقط دير المخلص الذي بلغ آنذاك ذروة عظيمة كمنارة للعلم والأدب، في أيدي الدروز الذين احتلوه وقاموا بنهب كل محتوياته من مخطوطات تاريخية وكتب وتحف وأيقونات وشردوا رهبانه إلى كل مكان. ولم يقتصر الخراب على هذا الدير وحده من بين المؤسسات المخلّصية بل أصاب القصف والتدمير والنهب أيضاً، على سبيل المثال وليس الحصر، دير النبي الياس في رشميا مع كنيسته، وكنيسة الملاك ميخائيل في عميق المناصف، ودير سيدة النياح، ودير سيدة البشارة ودير القديسة حنة للراهبات المخلصيات ودار العناية في الصالحية. وضاعت الممتلكات والأرزاق وذهب خيرها العميم الذي كان يطعم الجياع، ونهبت الذخائر كلها والمخطوطات والكتب والتحف من الكنائس والأديار، وتوقفت عجلة المؤسسات التربوية والاجتماعية وانطفأ معها إلى حين النور الوهّاج الذي شعّ من الأكمة النيّرة.
وفي كانون الأول من عام 1989 بعد انتهاء الحرب الأهلية، عاد الرهبان إلى الدير لتبدأ ورشة الإصلاح من جديد، ثم في أوائل شهر نيسان من عام 1991 أعيد إلى الدير جزء من الأرزاق المسلوبة وفي 18 حزيران من عام 1992 قام الدروز بإعادة جميع أملاك الدير وما تبقى من مخطوطات إلى رهبانه. واستمرت ورشة الإصلاح بهمة حثيثة إلى أن عاد الدير إلى سابق مكانه مع إضافات جديدة رائعة ليشع بنوره على لبنان والشرق الأوسط والعالم.
مساهمة الرهبانية المخلصية في النهضة المشرقية
قبل أن يكونوا بناء كنائس ومؤسسات في لبنان وسوريا وفي أميركا وكندا وفلسطين، كان الآباء المخلصيون بناة النهضة في المشرق العربي . فمدارسهم انتشرت في مدن وقرى كثيرة، ومطابعهم نشرت الكتب والدوريات ، وعلماؤهم ألَّـفوا الكتب القيّمة في الفلسفة والأدب والتاريخ. وهكذا ثبـّتـوا الكنيسة الملكية على دعائم الفضيلة والعلم.
إن فضل المسيحيين في الشرق على شعوب المنطقة ومساهماتهم في كل نواحي النهضة أمرُ لا يمكن أن يُنكر رغم محاولة التعتيم على ذلك من قبل كثيرين.
ذكر بعض المؤرخين أن أول مطبعة عربية ظهرت في البندقية في إيطاليا، وقد طبعت القرآن سنة 1547 . أما أقدم مطبعة عربية في العالم العربي على الإطلاق فإننا نجدها في دير قزحيا بوادي قاديشا، وقد أصدرت سنة 1610 سفر المزامير باللغة العربية إنما مكتوباً بالحرف السرياني (الكرشوني ). وتوالت من ثم المطابع. فالبطريرك أثناسيوس دباس الملكي أسس مطبعة في حلب وظهرت مطبعة أخرى في دير الروم الأرثذكس في بيروت أسسها يونس الجبيلي المعروف بأبي عسكر.
إن المطبعة في الشرق والغرب استطاعت أن تنشر المعرفة والعلم بفضل رهبان الأديرة. وهؤلاء الرهبـان كما أقرّ المؤرخون أبقوا مشعل الحياة المسيحية والحضارة منيراً. والمخلّصيون لم يكونوا غرباء عن هذا النهج الرهباني الأصيل، فعندما تجمع المخلصيون بعد نكبة سنة 1860 ، ووحّدوا كلمتهم وجمعوا قواهم ، قرّروا إنشاء مطبعة كبيرة في بيروت، تجاري بمطبوعاتها الدينية والعلمية أكبر المطابع الشرقية.
وتأسست المطبعة المخلصية الأولى في بيروت سنة 1865 ، ومن بين أول الكتب التي صدرت عنها كان كتـاب "الأكطيخوس" و "تفسير المزامير" و "نار القرى في شرح جوف الفرا" للشيخ ناصيف اليازجي و "الجمانة في شـرح الخزانة" للمؤلف نفسه ، وكتاب "راشد سوريا" للأب أنطوان بولاد ، وغير ذلك من الكتب، إلى أن توقفت عن الطبع في سنة 1912 .
بعد ذلك، انتقلت المطبعة إلى دير المخلص وفي سنة 1952 اشترت الرهبانية بمساهمة الأب مكسيموس شتوي مطبعة أوتوماتيكية من ألمانيا وقام بالإشراف عليها وإدارتها الأب ميشال زعرورة. نشرت هذه المطبعة الجديدة مجلات الرسالة المخلصية، والنحلة والوحدة في الإيمان و دار العناية، ودار الصداقة والدار ونفحة المخلص ومجلات أخرى عديدة إضافة إلى كتب الأب المؤرخ قسطنطين باشا والأب نقولا أبي هنا وسائر الآباء المخلصيين والأدباء والشعراء مما لا يتسع المكان هنا لذكرهم. وأخيراً توقفت المطبعة، ومعها توقف المد الثقافي في الرهبانية سنة 1973 وكانت البلاد على أبواب الحرب اللبنانية المشؤومة التي دامت حوالي العقدين من الزمن.
أسماء خالدة
لا يتسع المكان هنا لذكر أسماء كل أعلام الرهبانية منذ تأسيسها وحتى اليوم، وذكرنا لبعض هؤلاء لا يعني أبداً تجاهلاً لآخرين، وما على الراغب في المزيد من المعلومات عن هذا الموضوع إلا العودة إلى سجلات الرهبانية التي بذل الأب الياس كويتر جهداً عظيماً في جمعها ضمن مجموعة من الكتب: دليل الرهبانية المخلصية العام، والرهبانية المخلصية في خدمة الإنسان الاجتماعية، والأكمة النيّرة (المنارة). وإذ أن الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من الإشارة هنا، إلى أن هذه المجموعة من الكتب بحد ذاتها، إضافة إلى مؤلفاته العديدة الأخرى، لتضع اسم الأب الفاضل كويتر بين أسماء الذين تركوا أثراً خالداً في سجل الرهبانية، هذا عدا ما قدمه ولا زال يقدمه من خدمات لها منذ أن أصبح ابناً من أبنائها ومن ثم أباً من آبائها. وننبه القارئ هنا إلى أننا سنتحدث في المستقبل بالتفصيل في صفحة "من أعلام المسيحيين" عن عدد من الشخصيات الرهبانية التي مر أو لم يمر ذكرها، وكذلك عن شخصيات أخرى دينية وعلمانية من مختلف الطوائف المسيحية.
وفيما يلي عرض سريع لبعض الأسماء المخلّصية:
- البطريرك غريغوريوس يوسف (1823 – 1897) ويعتبر من بين أعظم البطاركة في تاريخ الطائفة الملكية الكاثوليكية
- المطران غريغوريوس حجار (1875 – 1940) الذي عُرف بأن أصغر أسقف في العالم وبموهبته العظيمة في الخطابة.
- الأب جبرائيل نبعة (1861 – 1917) واحد من الرؤسـاء العامين للرهبانية الذين تركوا أثراً عظيماً فيها . عرف بمساعدته للفقراء وبتأسيسه مكتبة غنية في دير المخلص.
- الأب بشارة أبو مراد (1853 – 1930) راهب من الأتقياء قضى حياته في خدمة الكنيسة والفقراء والمحرومين عرف بتقشفه وورعه وتواضعه ويعتبر بحق قديس الرهبانية المخلصية وملفات تطويبه كقديس موجودة قيد الدرس في الفاتيكان.
- الأب قسطنطين باشا (1870 – 1948) كاهن عظيم خصص جزءاً كبيراً من حياته للكتابة خصوصاً في تأريخ النصرانية في الشرق الأوسط.
- الأب نقولا أبو هنا (1888 – 1956) من أئمة اللغة العربية الكبار وشاعر فذ وكاتب مسرحي .
- المطران جرمانوس معقّد (1852 – 1912) أسقف رائد وكاتب عظيم ومؤسس الجمعية البولسية ومجلة المسرّة
- الأب روفائيل زخور راهبة (1759 - 1831) اشتهر كعالم وطبيب وكاتب بارع ومترجم وارتبط اسمه بنابوليون بونابرت وبمحمد علي باشا الكبير في مصر
منائر مخلصيّة رائدة
دون مبالغة، يمكن القول أن الرهبانية المخلصية قد طبعت آثارها في كل مكان من العالم تقريباً ، فحيثما رحلنا وجدنا هناك مخلّصيين، سـواء كانوا علمانيين أو إكليريكيين هناك أيضاً أديرة ومؤسسات ونشاطات ووكالات للرهبانية نذكر منها ثلاثاً مع الوعد بالعودة في المستقبل للحديث بالتفصيل عن كل منها:
- دير القديس باسيليوس في ماساشوستس في الولايات المتحدة وقد تم تأسيسه على أثر ازدياد هجرة المسيحيين وخاصة أبناء الطائفة الملكية إلى الغرب. يضم هذا الدير مدرسة إكليريكية وبيتاً للرياضات الروحية ومكتبة شرقية بيزنطية عظيمة تحوي ما يزيد عن 8000 آلاف مجلّد.
- مؤسسة المخلّص الاجتماعية ( دار العناية ) لبنان: يعود فضل تأسيسها إلى همة ثلاثة أباء وهم لطفي لحام وسليم غزال وجورج كويتر وتضم المؤسسة مما تضم، مدرسة عادية ومدرسة مهنية وميتماً وبيتاً للشبيبة ومستوصفاً ومركز صناعات محلية وتعاونية استهلاكية وكنيسـة ومركزاً للدعوات الكهنوتية وغير ذلك.
- دار الصداقة – لبنان: أنيط أمر تأسيس هذه الدار إلى الأبوين أندره حداد وحنا سليمان ثم كبرت وتوسّعت فروعها بعدما تسلم إدارتها الأب عصام درويش (هو حالياً مطران الطائفة الكاثوليكية في زحلة، لبنان)، وتضم هذه الدار دوراً لرعاية الأطفال ومدرسة مهنية ومعهداً للتعليم الديني العالي ونشاطات أخرى.
إن صفحات قليلة كهذه ليست ولن تكون بالتأكيد كافية للحديث عن مؤسسة كبيرة كالرهبانية المخلصية، وليس من المبالغة في شيء إذا قلنا أنها من أعظم المؤسسات المسيحية في الشرق الأوسط.
منقول مع بعض التصرّف
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط