جون يونان / Jun 02, 2002

"اللعنة على النصارى" سبع مرات قبل بدء الصلاة!

تحت هذا العنوان جاء في الصفحة الأولى لجريدة الوطن الكويتية السبت 18 مايو 2002 الخبر التالي:

"على الرغم من تحذيرات وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد باقر الأسبوع الماضي في اجتماعه مع الأئمة والخطباء من الدعاء على النصارى واليهود في خطبة الجمعة، إلا ان هذه التحذيرات لم تجد صدى لدى عدد كبير من الأئمة الذي صب جام غضبه على اليهود والنصارى وواصل الدعاء عليهم وعلى من هاواهم وناصرهم.


وقال أحد الأئمة ان القرآن يحثنا على الدعاء على اليهود والنصارى ونحن المصلين نكررها يوميا في صلواتنا، حيث ورد في سورة الفاتحة (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، والمقصود بالمغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى.


وفي أحد المساجد كرر خطيب المسجد اللعنة على النصارى سبع مرات قبل إقامة الصلاة، فيما دعا آخر بقوله «اللهم عليك باليهود ومن هاواهم وبالنصارى ومن ناصرهم وبالشيوعيين ومن شايعهم»."

الوطن الكويتية 18 مايو 2002

************* 

إنها بحق صورة واضحة للعجز والشلل الفكري الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية والتي فشل عقلها الفذّ في البحث عن طريق سليم للتعامل مع الأمم المتحضرة والتي يمثلها النصارى واليهود، فاكتفوا بنقطة النهاية وهي الدعاء عليهم فكانت ورقتهم الأخيرة والخاسرة!.. هكذا هو حال المسلمين، فهم حين يفشلون في التعايش مع الآخرين يتهمونهم بالضلال والتآمر، حتى باتوا يلعنون ويدعون على ثلاثة أرباع الكرة الأرضية.

لقد كان بمقدور المسيحيين رد الإسـاءة بالإساءة واللعنة باللعنة كما يلعنهم المسلمون في مساجدهم بقولهم: "لعن الله النصارى ومن ناصرهم!.." ولكن المسيحيين يترفعون عن أســلوب الشــتم واللعن في صلواتهم لأن الشتم واللعن سـلاح العاجزين الضعفاء والسلبيين الســفهاء. مسيحيتنا النبيلة تدعونا لأن نرد اللعنة بالبركة حسب وصيــة المعلم الأعظم: "باركـــوا لاعنيكم، أحســـنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم" (متى 5 : 44) .

 

في دعاء المسلمين المتواصل على أهل الكتاب باللعنات والويلات، إنما يظهرون الفارق العظيم بين ما يتعلموه وما نتعلمه! لقد علمهم ربهم صلاة الفاتحة تلك التي يعترفون بأفواههم أنها تتضمن لعن الآخرين، بينما علمنا ربنا نحن، الرب الحقيقي، رب المحبة والخير والسلام، صلاةً لا أسمى ولا أروع.. صلاة هي على النقيض من صلاة المسلمين، لا لعن فيها ولا شتم ولا استعلاء. صلاة تنتهي بطلب الغفران ليس لأنفسنا فقط بل لكل الذين أرادوا ويريدون بنا شراً: "واغفر لنــا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا" (متى 6 : 12)

يخطئ مَن يقذف بالحجارة إلى فوق إذا توقّع أنها ستسقط عليه وروداً، بل ستعود فتهوي عليه مهشمة رأسه الممتلئ بصدأ الحقد والكراهية والتعصب. عن أمثال هؤلاء تحدّث الكتاب المقدس وقال: "قد أحبّ اللعنة فأتته ولم يُسـرّ بالبركة فتباعدت عنه." (مزمور 109 ك 17) وأيضاً: "ما يزرعه الإنسان إياه يحصد" (غلاطية 6: 7) وهاهم المسلمون يحصدون في الحقيقة ما زرعته أيديهم. لقد تكشّفت حقيقتهم للعالم أجمع، وتكشّفت "لعنتهم" التي تهدد كل البشر والحضارات والأديان.

 

حين لا يجد المسلمون من لغة في تعاملهم مع غيرهم من البشر غير اللعن والشتيمة، فإنما يؤكدون للعالم إفلاسهم الروحي والإنساني، ولذلك، ليس لنا نحن أبناء الحياة والنور، إلا الصلاة من أجلهم، لعلّ الرب الصالح يخلّصهم مما تنطق به ألسنتهم، فينقذهم من الغضب الآتي، ويسير بهم باتجاه الصراط المستقيم الحقيقي، صراط المسيح الذي سفك دمه من أجل كل العالم وخاصة من أجل الضالين من أمثالهم.

************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط