رشيد احمامي / Oct 15, 2006

لقد وصلت شخصية محمد في الكتابات الإسلامية إلى مكانة التأليه حتى لو أصر المسلمون على أنه بشر ورغم قول القرآن (قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا)، وهذا يراه الباحث المخلص في كل التراث الإسلامي وحتى في واقعنا اليومي، بل حتى أعضاء محمد العادية بالكاد تجد أنها تشبه البشر حتى أن عائشة قالت: « ما رأيت فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قط» وورد عن علي: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم لا يغسله غيري، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه، بل ذهبت الأخبار أبعد من ذلك حين قالت: روي عن أمه آمنة أنها قالت: قد ولدته نظيفاً ما به قذر، وأنه صلى الله عليه وسلم قد ولد مختوناً مقطوع السرة..إلخ من الأساطير، وهذا موضوع متشعب يحتاج دراسة مستوفية، أما ما سأقوم به الآن هو ما تناولته الأخبار الإسلامية عن فضلات محمد وكيف أنها أيضا أحيطت بنوع من الهالة التقديسية جعلتها بركات من بركات النبي الأمي حتى لو عرفنا أن فضلات البشر ما هي إلا إفرازات يتخلص عن طريقها جسم الإنسان من كل الزوائد والسموم التي فيه، وهذا أمر يدعو إلى الشفقة من حال هذه الأمة الغبية التي صارت تعبد شخصية بدوية من قلب الصحراء وأصرت ليس على نبوتها فحسب بل وعلى ترفعها عن كل الصفات البشرية العادية، وسنتطرق إلى هذه الفضلات النبوية واحدة تلو الأخرى حتى نعرف مكانتها في التراث الإسلامي:

 

الريق النبوي:

طبعا بما أن محمدا نبي وخاتم الأنبياء، فإن فمه لا يحتوي على جراثيم كباقي البشر بل يحتوي على جراثيم نبوية تصلح للشفاء، فقد جاء في السيرة الحلبية أن امرأة جاءت بابن لها وقالت يا رسول الله هذا ابني غلبني عليه الشيطان، ففتح فم الولد وبزق فيه وقال: اخسأ عدو الله، أنا رسول الله، قال ذلك ثلاثاً. ثم قال للمرأة: شأنك بابنك، لن يعود إليه شيء مما كان يصيبه!! إذن هذا الريق النبوي مضاد حيوي يقضي على تمرد الأبناء بجرعة واحدة فقط أو عفوا (بزقة واحدة) بحسب الحديث الشريف، وقد جاء في تفسير القرطبي أن عبد الله ابن أبي جلس إلى النبي فشرب رسول الله، فقال له: بالله يا رسول الله، أما أبقيت فضلة من شرابك أسقها أبي لعل الله يطهر بها قلبه، فأفضل له فأتاه بها، فقال له أبوه: ما هذا؟ فقال هي فضلة من شراب النبي صلى الله عليه وسلم جئتك بها تشربها لعل الله يطهر قلبك بها، فقال له أبوه، فهلا جئتني ببول أمك فإنه أطهر منها! .. وما أبلغ هذا الرد!

ليس ريق النبي دواء فحسب بل هو مفتاح الجنة فلا يمكن لأي شخص أن يبتلع هذا الريق بأن يدخل جهنم قط لأن الله من المستحيل أن يعذب الجراثيم النبوية في جهنم، ولهذا جاء في مسند الإمام أحمد، عن معاوية أنه قال: «رأيت رسول الله يمص لسان (الحسن بن علي) ـ أو قال: شفته، ـ وإنه لن يُعَذَّب لسان ـ أو شفتان ـ مصّهما رسول الله صلى الله عليه وسلم». نعم لن تدخل جهنم شفتان مصهما رسول الله!! وما العيب في ذلك؟ فالخلاص في الإسلام يمكن أن يكون بالمص أيضا! ولو كان محمد لازال حيا لمص شفاه كل المسلمات القانتات المتعبدات حتى يضمن لهن الجنة، وأنا أتعجب من إنجيل النصارى لماذا يجعلون الخلاص معقدا لهذه الدرجة حتى أنه كان على السيد المسيح أن يصلب على خشبة الصليب ويؤدي ثمن الخطية.. إن المسألة سهلة للغاية لا تحتاج إلى فدية أو إيمان أو أي شيء من هذه الأمور المعقدة يكفي الإنسان مصة واحدة من الشفاه النبوية أو من اللسان النبوي الشريف وهاهي الجنة مضمونة مائة بالمائة! وأقترح على المملكة العربية أن تحفر قبر النبي الشريف لتخرج لنا لسانه الشريف وتضعه في موضع هناك حتى يتمكن الحجاج من مصه والدخول للجنة! اللهم لا تحرم المسلمين والمسلمات من ريق النبي ومن مصته الشريفة يا أرحم الراحمين!

 

العرَق النبوي:

يبدو أن رسول الله لم يكن له عرق كعرق باقي البشر بل على العكس من ذلك كله كان عرقه ريحا طيبا حيث روى لنا القاضي عياض في كتابه الشفا عن أنس، قال: ما شممت عنبراً قط، ولا مسكاً، ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم. و يحكي لنا القاضي عياض أيضا أنه ذات يوم  نام رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار أنس فعرق، فجاءت أمه بقارورة تجمع فيها عرقه فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقالت: نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب!! وقد فات الأمة الإسلامية أن تحتفظ  لنا بهذه الماركة العظيمة من الطيب حتى نتأكد من جودتها وربما صارت تبيعها في الأسواق العالمية تحت اسم: العطر النبوي (عرق محمد الطبيعي، خالص مائة في المائة دون مركبات كيماوية)، أو على الأقل ربما احتفظوا به في قارورة يتبركون بها كل سنة كما فعلوا مع الشعرة التي يقولون أنها من لحيته حيث ورد في أحد أخبار قناة العربية ما يلي: "أجهش المصلون في مسجد "الجزار" الفلسطيني الواقع في مدينة عكا بالبكاء خلال صلاة العيد هذه السنة، وذلك بعد رؤية شعرة يقولون إنها من لحية الرسول صلى الله عليه وسلم، وراحوا يتبركون بها كما يفعلون كل عام عندما يتم إخراجها من المكان الذي حفظت فيه بالطابق العلوي من المسجد ذاته."  فليتأمل القارئ أي حال هذه التي جعلت النتانة تصير طيبا، فحتى العرق، فيه العرق الآدمي وفيه العرق النبوي!!

 

الدم النبوي:

جاء في الشفا للقاضي عياض أن مالك بن سنان شرب من دم محمد يوم أحد، ومصه، وقد سوغ محمد ذلك له، وقال له: لن تصيبك النار. ومثله شرب عبد الله بن الزبير دم حجامته، وقد روى ابن حبان أَنَّ غُلامًا حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حِجَامَتِهِ شَرِبَ دَمَهُ فَقَالَ وَيْحَك مَا صَنَعْت بِالدَّمِ؟ قَالَ: غَيَّبْته فِي بَطْنِي قَالَ: اذْهَبْ فَقَدْ أَحْرَزْت نَفْسَك مِنْ النَّارِ!! وهذا الحديث للأمانة جاء من بين الأحاديث الضعيفة لكن على الرغم من ذلك نجد العلماء قد استدلوا به على جواز ذلك، حتى أن شيخ الإسلام ابن حجر علل هذا الحديث وأوجد له دليلا دون أن ينكره حيث قال بأن ذلك يجوز لأن السِّرُّ فِي ذَلِكَ مَا صَنَعَهُ الْمَلَكَانِ مِنْ غَسْلِهِمَا جَوْفَ محمد! فإذن جوفه طاهر وبالتالي كل فضلاته طاهرة! فليتأمل الإنسان ما آلت إليه حال الأمة الإسلامية!

 

الضراط النبوي والمني والنبوي:

قد يستغرب القارئ أن رسول الله لم يكن له ضراط قط! لقد كان لرسول الله أمعاء خالية من الغازات كلها، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم ومن علامات نبوته التي تجدها مكتوبة في التوراة والزبور والإنجيل، لقد جاء في حديث عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله نام حتى سمع له غطيط، فقام فصلى ولم يتوضأ، قال عكرمة: لأنه صلى الله عليه وسلم كان محفوظاً!! نعم إنه السوبرمان الذي لا تخرج منه ريح قط!! إني مثلكم مصدوم أنه لا يوجد شيء إسمه الضراط النبوي ذو الرائحة الزكية!! وكدت أقول أن رسول الله ليس له مني أيضا وكنت سأقول من أين أتى أولاده إذن؟ لكني وجدت عائشة تقول: «كنت أفرك المني من ثوب النبيّ صلى الله عليه وسلم ثم يذهب فيصلي فيه». فتعجبت من رسول نظيف إلى هذه الدرجة حتى أنه قدوة في النظافة ينبغي على المسلمين الاقتداء بها وأن لا يغسلوا سراويلهم من المني بل فقط يحكوه منها فالصلاة بها جائزة من غير شك!!

 

البول النبوي:

يستغرب الناس اليوم أن المسلمين يتداوون ببول البعير، وأنا لا أستغرب هذا الأمر أبدا فليس بول البعير بأقل ضررا من بول محمد، فحتى بول الرسول هو شفاء من كل الأسقام! طبعا بول رسول الله يختلف عن بول البشر جميعا، فقد جاء في المستدرك على الصحيحين عن أم أيمن أنها قالت: قام النبيّ من الليل إلى فخارة من جانب البيت، فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت ما في الفخارة وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبيّ قال: «يا أمَّ أَيْمَنَ قُومي إِلى تِلْكَ الْفَخَّارَةِ فَاهْرِيقي ما فِيها» قلت: قد والله شربت ما فيها، قال: فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ثم قال: «أَما إِنَّكِ لا يَفْجَعُ بَطْنُكِ بَعْدَهُ أَبداً» وفي رواية أخرى أنه لن ترى بطنها النار، وعلى الرغم من الجدل القائم على ضعف الحديث من صحته فإن الكثير من الرواة ذكروه منهم الحاكم والدارقطني والطبراني وقد استدل الكثير من العلماء بأحاديث من هذا النوع تدل على جواز التبرك ببول الرسول ودمه والاستشفاء بهما، وقد عدوا ذلك من فضائل نبوته صلى الله عليه وسلم! فانظروا وتأملوا فيمن يقولون النظافة من الإيمان ثم يشربون لا بول البعير فقط بل حتى بول النبي للاستشفاء والنجاة من النار! فلا حول ولا قوة إلا بالله !

 

الغائط النبوي:

إن الغائط عادة له رائحة كريهة إلا أن الغائط النبوي له شأن آخر، حيث قال القاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفى: حكى بعض المعتنين بأخباره وشمائله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد أن يتغوط انشقت الأرض فابتلعت غائطه وبوله، وفاحت لذلك رائحة طيبة. صلى الله عليه وسلم. وأسند محمد بن سعد كاتب الواقدي في هذا خبراً عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك تأتي الخلاء فلا نرى منك شيئاً من الأذى! فقال: يا عائشة، أو ما علمت أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء، فلا يرى منه شيء! وفي نفس السياق ذكر القاضي عياض حديثا عن علي قال فيه: غسلت النبي صلى الله عليه وسلم، فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أجد شيئاً، فقلت: طبت حياً وميتاً، قال: وسطعت منه ريح طيبة لم نجد مثلها قط.

بناء على هذه الأخبار نستنتج أن محمدا لم يكن بشرا قط، فليس جهازه الهضمي مثل جهازنا ولا إفرازاته مثل إفرازاتنا بل إن الأرض لتبتلع غائطه النبوي الذي يبدو أن رائحته  طيبة جدا تجعل المرء يتمنى أن يشم هذا الخراء ويتبرك به. لكن على الرغم من ذلك وجدت حديثا مثيرا للاهتمام بهذا الخصوص حيث جاء في صحيح البخاري أن أبا هريرة كان يتبع محمدا يحمل إداوة لوضوئه فقال له محمد ابغنِي أحجاراً استنفِض بها، ولا تأتنِي بعظمٍ ولا برَوثةٍ..إلخ الحديث!! فلماذا يمسح النبي الغائط بأحجار مادامت ريحه طيبة. أيمسح أحد الطيب من ذاته؟ كان عليه أن يترك الغائط ولا يمسحه ولا يتوضأ أصلا لأن غائطه على العكس من كل الناس طيب! فهل يتوضأ الإنسان إلا من نجاسة؟ في الختام أقول ما جاء في صحيح مسلم عن سلمان قيل له: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى الْخِرَاءَةَ. فَقَالَ: أَجَلْ!

فمبروك عليكم ما علمكم نبيكم إذن، خصوصا ما يتعلق بالخراءة!!

رشيد احمامي- المغرب

hmamister@gmail.com

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط