بسام درويش / May 14, 2011

قُتِلَ أسامة بن لادن، وإذا دلّ مقتله على شيء، فإنما يدلّ على تصميم أمريكا على ملاحقة واعتقال أو قتل كل من يمس بأمنها أو يعتدي على مواطنيها، مهما طال الزمن ومهما كلّف الأمر.

 

قُتِل بن لادن كفأرٍ مختبئٍ في حجرٍ وليس كأسامة؛ وأسامة، لمن لا يعرف، اسمٌ من أسماء الأسد!

وما أكثر ما للأسد من أسماء في أمّة معظم أبطالها فئران!

أمةٌ يبعث قادتها بأولادهم للقتال بينما هم يختبئون في جحورهم أو يتخذون العزّلَ الأبرياء من الناس ستاراً يحميهم عندما تأتي ساعتهم لمواجهة غضب ضحاياهم.

 

*********

 

ما أن سمع الشعب الأمريكي بهذا النبأ حتى خرج بضعة مئات من أفراده يهللون أمام البيت الأبيض للتعبير عن فرحتهم. لكنّ فرحتهم لم تكن شماتةً بموت إنسان، كما فعل الآلاف من المسلمين الذين خرجوا إلى الشوارع يرقصون ويوزعون الحلوى فرحاً بموت آلاف الأبرياء في نيويورك يوم الحادي عشر من أيلول السيء الذكر.

هذا الشعب لا يفرح أو يرقص شماتةً بموت أحد، لكن حتى ولو رقصوا، فإنهم قد رقصوا لموت إرهابي مجرم مهووس لم يقتل دفاعاً عن بيتٍ أو وطن، إنما مدفوعاً بكراهية دينية ومهووساً بعذارى في جنة ابتدعتها مخيلة أكبر إرهابي عرفته البشرية.

 

*********

 

لقد فعلت القوات الأمريكية عين الصواب بقتل هذا المجرم عوضاً عن أسره، فالشعب الأمريكي غير مستعد لدفع فلس واحد لإيوائه في سجنٍ أو لإطعامه لحماً حلالاً.

كفاه ما استحل من لحوم الأبرياء ودمائهم على مدى سنين، وكفى ما تكلفه المواطنون الأمريكيون حتى الآن للوصول إليه وقتله. لكن، كان من الأفضل لو قاموا بحرق جثته ثم ذرّوا بعد ذلك رمادها في مكان لا يصل إليه إنسان ولا حيوان أو ينبت فيه نبات...!

منذا الذي سيستسيغ بعد اليوم أكل سمكةٍ من بحر العرب؟

 

*********   

 

فرح الأمريكيون وأنا منهم ومعهم؛ لكن فرحي كان ولا زال فرحاً متحفظاً لم يدفعني للخروج إلى الشارع أو إلى شرفة منزلي وفي يدي زجاجة شمبانيا لأهتف على الملأ: مبروك لشعبنا ولأبرياء العالم بمقتل بن لادن.

 

فرحي فرحٌ متحفّظ كل التحفّظ، لأنّ مقتل إرهابي واحدٍ أو حتى مئات من الإرهابيين، سواء كانوا بحجم هذا الفأر أم أصغر منه، لن يخلّص العالم من شرّ الإرهاب الإسلامي.

هذا الإرهاب الإسلامي باقٍ طالما بقيت هناك جامعات ومدارس تخرّج الآلاف منهم، وطالما لازالت هناك مساجد تُتْلى فيها على مدار الساعة كتبٌ تغسل عقول البسطاء غسلاً بتعاليم الكراهية وتدعوهم إلى إرهاب كل من لا يتبع هذه التعاليم.

**********

******

***  

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط