بسام درويش / Feb 17, 2006

عندما يلقي احد ما نكتةً على الناس، فإن عليه أن يتوقّع أن يكون الضحك هو ردّة فعلهم. لا بل عليه أن يتوقع أن تجرّ النكتةُ نكتةً أخرى.

في الحقيقة، الناس الذين لا يضحكون عندما سماعهم نكتة ـ حتى ولو كانت بايخة ـ فإنهم يكونون قليلي الذوق!.. خصوصاً عند الغربيين.

**********

في الشهر الماضي طلع العرب بنكتة نشرتها الصحافة العربية تقول، إن عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله ظهرت على رأس وليدٍ سوداني. وقال الطبيب الذي أجرى عملية التوليد، "أنّ رأس الجنين رفض أن ينزل لتتم الولادة طبيعية، تنزيها لاسم الجلالة المكتوب عليه!!"

وقبل أسبوع، طلعت الصحافة العربية بنكتة أخرى مشابهة تقول، إن عبارة "لا إله إلا الله" ظهرت على رأس عجلٍ وُلدَ حديثاً، وأن المصريين قد سارعوا إلى مكان الولادة ليتبرّكوا بالعجل المقدّس!

واليوم.. طلعت صحيفة الوطن بنكتة جديدة تقول، إن تلميذ مدرسة جاء إلى إدارة الصحيفة يحمل بيضة دجاج موجود عليها خطوط توحي باسم النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلّم. وقد اهتمت إدارة الصحيفة بالبيضة وحاملها واجرت معه حوارا لاستكشاف معنى هذه العجيبة، فأجاب الولد "محمد الظفيري" "ان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام محفوظ من ربه من اي مساس او اساءة وان وجود اسمه عليه الصلاة والسلام في كل ركن من اركان حياتنا لتأكيدٌ على مكانته عليه!.."

لم تأتِ الصحيفة على ذكر اسم أو صحة سيدتنا الدجاجة التي بارك الله بقفاها فأنزل منه بيضة عليها اسم جلالته!

**********

لماذا يحق للمسلمين إطلاق هذه النكت ويغضبون إذا ضحك الناس لها أو إذا ردوا عليها بنكتٍ أخرى. ألا يقول العرب بأن الضحك بدون سبب من قلة الأدب؟.. أكلُّ هذه النكت وليس هناك سبب يدعو للضحك؟..

الشعب الغربي شعب صاحب ذوق.. يضحك عندما يسمع النكتة ولو كانت بائخة، ويرد بنكتة أخرى كي لا يحرج قائلها. فكم بالأحرى عندما تكون النكت مثيرة للضحك حقا كهذه النكت؟..

هل ترى سيغضب المسلمون إذا قام رسام كاريكاتوري غداً فرسم مقاماً يحج إليه المسلمون ودعاه بمقام سيدنا العجل، او مقام رأس السوداني، أو مقام طيز الدجاجة؟..

الشهر الماضي على رأس طفل سوداني. وهذا الأسبوع على رأس عجل. واليوم على بيضة واحدة لدجاجة. ترى متى سوف نراه على بيضتين؟..

=========

زاوية تعليقات سريعة 

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط