بسام درويش / Dec 01, 2014

الأحمق فقط هو الذي يفتح باب بيته ليسمح لشخص بدخوله وهو يعرف سلفاً أنّ هذا الشخص يكرهه ويتمنى له الموت والخراب لبيته.

لكنّ ذلك هو بالضبط ما فعله المسؤولون عن الكاتدرائية الوطنية في واشنطن حين قاموا بفتح أبوابها للمسلمين لتأدية صلاتهم فيها في الرابع عشر من نوفمبر الماضي.

*******  

عندما يصلي المسيحيون فإن صلاتهم تزخر بالدعاء للعالم بالخير والسلام قبل أن يطلبوا ذلك لأنفسهم أو لأحبائهم. إذ هكذا علمهم معلمهم، أن يحبوا أعداءهم ويباركوا لاعنيهم، وأنّ لا فضل لهم إطلاقاً إن أحبوا فقط أخوتهم والذين يحبونهم لأن الخطاة يفعلون ذلك أيضاً. لكن، ولأنهم شعب طيب ومتسامح، فإنهم يعتقدون بأنّ كل من صلّى فإنه يصلّي مثلهم أو على الأقل بشكل يشبه صلاتهم. المسيحيون، وخاصة الغربيون، لا يتصورون أنه يمكن لمؤمن بأي دين من الأديان أن تتضمن صلاته إلا الخير. يصعب عليهم إن يصدقوا إن قيل لهم إن صلاة المسلم تزخر بالأدعية الرهيبة على كل من هو ليس بمسلم وبالذات على المسيحيين واليهود أكثر من أية جماعة أخرى!  

"اللهم، رمّل نساءهم، يتم أطفالهم، شرّد رجالهم، إجعلهم غنيمة للمسلمين...!"

"اللهمّ.. العن الكفّار من أهل الكتاب، الذين كفروا برسولك ويقاتلون أحبّاءك. اللهمّ شتت شملهم، زلزل الأرض تحت أقدامهم، وافتح عليهم السماء وأمطرهم بغضبك، باسمك يا الله ندعو يا أرحم الراحمين!!" 

تلك هي مجرد نماذج من صلوات المسلمين.  

************** 

حسنٌ جداً أن يطبق المسيحيون تعاليم معلمهم بأن يحبوا أعداءهم ويباركوا لاعنيهم، ولكن المحبة لا تعني سذاجة. فالمسيح الذي علمهم أن يكونوا ودعاء كالحمام علمهم أيضاً أن يكونوا حكماء كالحيات. لقد عرف تماماً العالم الذي أرسلهم ليعملوا فيه: "ها أنا أرسلكم كغنمٍ في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيّات وبسطاء كالحمام..."

علمهم حقاً أن يحبوا أعداءهم ويباركوا لاعنيهم، ولكنه لم يعلمهم أن يحبوا الشيطان ويباركوه ويرحبوا به داخل بيوتهم، وهؤلاء الذين لا تتضمن صلاتهم إلا اللعن والدعاء على الأطفال بالتيتم والنساء بالترمل وعلى البيوت بالخراب ليسوا إلا أبناء الشيطان عينه.

************** 

وقفت إمرأة مسيحية داخل الكاتدرائية في واشنطن حين كان المسلمون مجتمعين فيها وهتفت قائلة: المسيح هو ربي!

جاء الحرس وأمسكوا بها واقتادوها خارج الكنيسة.

هل بلغ تسامح المسؤولين عن الكاتدرائية من المسيحيين حدّ منع المسيحي من رفع دعائه داخل كنيسته إرضاءً للمسلمين؟

************** 

الإسلام يعتبر كل من هو ليس بمسلم عدواً له ويدعو أتباعه إلى محاربتهم وإخضاعهم لسلطته بأية وسيلة من الوسائل، لذلك، فالقول بأن الإسلام عدو للمسيحيين واليهود والعالم كله هو معادلة منطقية وسليمة جداً؟ 

نعم؛ إنّ "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم.." مبدأ حضاري وتعليم يعجز عن فهمه من وصفهم المسيح بـ "غلاظ القلوب"، لكن من الحمق أن يعتبره البعض إجازةً بالنوم مع هذا العدو في فراش واحد. 

======================

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط