يؤسسون مجلس معارضة
بسام درويش
/
Sep 16, 2005
في حديث مع بهية مارديني مراسلة موقع "إيلاف"، قال السيد عبد المهيمن السباعي، عضو اللجنة التنفيذية لمجلس عائلة "الديري" المسمى بـ "المجلس الوطني السوري" أن "فكرة تشكيل المجلس جاءت من خلال مشاورات شارك فيها كل من السيدين فريد الغادري ومحمد الجبيلي. وأردنا منذ البداية أن يكون المجلس مفتوحاً لكل التيارات الفكرية والسياسية ولكل الشخصيات المعارضة. وكان السيد الغادري قد أحضر معه المدعو بسام درويش المعروف بحقده تجاه الأديان والمقدسات، وخاصة الإسلام والعروبة. هذا الأمر أثار بعض الحاضرين، من غير المتدينين وحتى من غير المسلمين، الذين فاتحوا درويش بما يكتبه عن الإسلام في موقعه الإلكتروني، فما كان منه إلا أن أعلن انسحابه، متخذاً من استفساراتهم مبرراً على عدم تسامحهم، ومطلقاً حملة مسعورة ضد كل من شارك في المؤتمر، رغم أنه لم يحضر أكثر من عشر دقائق من جلساته".
*********
عندما تجلس مع شخص ما في قاعة واحدة، تحادثه وتستمع إليه ومن معه لمدة ثلاث ساعات أو اكثر، ثم تسمعه يقول أن الساعات الثلاث أصبحت في نظره عشر دقائق، فهناك بالتأكيد واحد من ثلاث احتمالات:
ـ إما أنه قد استمتع بحديثك إلى درجة عظيمة جداً جعلته لا يشعر بالوقت على الإطلاق.
ـ أو إنه كان محشّشاً يعيش في عالم آخر. (وهذا احتمال وارد لأن بعض التعاليم الدينية ـ كتلك التي يؤمن بها صاحبنا ـ لها مفعول أقوى من الحشيش)
وربما أكون مخطئاً بقولي هذا، حيث أن هناك احتمالاً ثالثاً وهو أني ربما شعرت أنا نفسي بالعشر دقائق تصبح ثلاث ساعات أو يزيد ـ لشدة ضجري ـ وأنا أستمع إلى حديث مجموعة من الفارغين من أمثال السباعي والديري وخير الله وخوام ومن هم على شاكلتهم من المنافقين الحاقدين على كل من هو ليس بمسلم سنّي.
يقول السيد السباعي "أردنا منذ البداية أن يكون المجلس مفتوحاً لكل التيارات الفكرية والسياسية ولكل الشخصيات المعارضة":
أنا لم أكن أمثل في ذلك الاجتماع أي تيارٍ سياسي وقد صرّحت بذلك منذ اللحظة الأولى. لقد مثلت تياراً فكرياً آخذاً بالانتشار في العالم العربي ليس بين غير المسلمين فقط، إنما بين المسلمين أيضاً. تيارٌ هو أكبر من أي تيار سياسي ولا يجهل وجوده إلا أمثال هؤلاء المعمية بصائرهم من المذكورين أعلاه. لذلك، فإن قوله بأنّه قد أراد للاجتماع أن يكون مفتوحاً لكل التيارات الفكرية فإنه عنى بذلك "شريطة أن لا تخرج عن نطاق التعاليم التي يؤمن بها."
الذين ثاروا في ذلك الاجتماع على آراء بسام درويش لم يكونوا "من غير المتدينين ومن غير المسلمين" كما يكذب السيد السباعي. (انظر الحاشية)
فالمجتمعون كانوا كلهم من المسلمين ما عدا أنا وشخص آخر من كاليفورنيا من أعز أصدقائي لا يختلف معي بالرأي. أما الثالث غير المسلم فكان واحداً منافقاً اسمه لطفي حداد جاؤوا به كطرطور ليعلن بكل ذل أنه كمسيحي لا يرى أيّ مانع في أن يعيش تحت ظل الشريعة الإسلامية لأنها تمنح جميع البشر حقوقاً متساوية!.. (يا حرام) وبذلك أثبت هذا الطرطور انه أكثر إسلامية من بعض المسلمين الذين يرفضون دولة كهذه. ولقد سبق وأن ذكرت أن هذا المنافق إنسان ضعيف الشخصية لا بل أقول انه ربما يعاني من خلل في تركيبته، إذ أنه على الرغم مما صرح به داخل القاعة، خرج يحييني ويشد على يدي قائلاً إنه يقرأ "الناقد" ويعجب بما أكتب إعجاباً شديداً. لكن النفاق لم يكن ميزة السيد حداد فقط، إنما كان ميزة صاحبنا هذا السباعي نفسه الذي خرج إلى قاعة الفندق هو ايضاً يقول لي أنه يحترم آرائي التي يدعوها الآن بالحاقدة ضد الإسلام والعروبة. ترى كيف تتحول هذه الآراء التي أعلن أنه يحترمها إلى أراء حاقدة؟!!.. الجواب هو، كما يقول أهل الشام: "عزّيني!.."
بصراحة، هنا لا بدّ لي من التوقف لبرهة كي أقول إنني لا استطيع أن أفهم لماذا يستخدم العرب والمسلمون كلمة "حقد" على الطالع والنازل!..
فعل "حَقدَ" في اللغة العربية يُقال عن الذي "يُمسِكُ عداوتَهُ في قلبه يتربّص فرصة الإيقاع بالآخرين، والاسم من هذا الفعل هو، حاقد".
أنا لم أخفِ يوماً عدائي للإسلام!.. لقد أعلنت عدائي لهذه العقيدة مراراً وأعلنها كل يوم وأكررها اليوم. أنا شخصياً أعلن عن عدائي لهذه العقيدة الشريرة علناً. أصرح بعدائي لها علناً واسميها كما يجب أن تُسمّى: خبيثة، خطرة وإجرامية. إذا فأنا لست حاقداً. أنا رجل صريح.
الحاقد هو السيد السباعي وبقية أفراد عصابته الذين يقولون لي في وجهي شيئاً ثم يذهبون للاجتماع في الليل في وكر عائلة الديري ليتآمروا على الشعب السوري. الحقد هو في تعاليم الإسلام في مبدأ التقية الذي يقول للمسلمين أن لا بأس بأن يكذبوا وينافقوا طالما كان الأمر لمصلحة الإسلام والمسلمين. الحقد يتمثل بمؤامرات هذه الشلّة من المغمورين الذين يسعون لاستغلال المرحلة الحالية في سوريا ليستفيدوا منها لا ليقدموا للوطن شيئاً. الحقد يتمثل بالمؤامرات التي يخططها المسلمون الحقيقيون لدمار العالم وحضارته.
أما فيما يتعلق بقوله عن حقدي على العروبة، فهل هذه العروبة بحاجة لأن يحقد عليها أحد. هل يحقد أحد على الأموات؟.. إنها فكرة ميتة، ولدت ميتة ولا زالت ميتة ولا يتغني بحياتها إلا الأموات عقلياً من أمثال سباعينا هذا.
***********
تقول السيدة مارديني في حديثها عمن دعتهم بـ "المعارضين السوريين في المجلس الوطني في أميركا" أنهم "نفوا رغبة المجلس في تحويل سورية إلى دولة إسلامية وكشفوا عن ماهية المجلس الوطني السوري ومبررات الاختلاف بين اطياف المعارضة في الخارج وماذا يريد المجلس من النظام من جهة ومن المواطنين السوريين من جهة اخرى"!!!
هذا المجلس يتكلم "من طيز واسعة جداً" لأنّ من يسمع أعضاءه يتحدثون عما يريدون من النظام أو من الشعب السوري فإنه ليعتقد أنهم جيش من المعارضة أو أن لهم قيمة تُذكر في سوريا أو في خارجها. ثلاث أفراد من عائلة الديري جمعهم تعصبهم "الحاقد" ضد كل من هو ليس بسني مع خمسة إسلاميين "حاقدين" آخرين؛ ثلاثة منهم ملتحون واثنان لم تنبت لهم لحى: محمد الخوام، إياس المالح، وعبد المهيمن السباعي ـ ونجيب الغضبان وفهمي خير الله.. هذه هي "ماهية المجلس الوطني السوري!!".. (تعجبني كلمة "ماهية"!..)
لا اعرف إذا كان هناك بين صفوف الشعب السوري أو حتى في النظام من يهتم لقرقعة هذه "الماهيّة". لا أحد يشعر بوجودهم، قرقعوا أو لم يقرقعوا. يبدو أن الأخبار كانت جافة عند السيدة مارديني فلم تجد إلا هؤلاء تتحدث إليهم.
بعد انفراط الاجتماع وانسحاب الغادري وانسحابي وزميلي، واختفاء الطرطور المذكور، أعلنوا تشكيل مجلسهم بحدود الستة عشر أو سبعة عشر شخصاً. وانخفض العدد أخيراً بعد أن بدأ الصراع بينهم إلى الخمسة المذكورين وعائلة الديري. هذا يريد رئاسة المجلس وذاك لا يقبل إلا باسم الأمين العام وآخر يتآمر سراً على تسجيل اسم المجلس دون إعلام الباقين، وقصص أخرى أظرف منها.. لكن قصة "مبررات الاختلاف بين أطياف المعارضة" فإنهم وإذ لم يتوسعوا في ذكرها تعالوا واضحكوا معنا ونحن نحدثكم عن بعضها:
خلال أحد الاجتماعات، قام بينهم من يقول بأن المجلس بدون فريد الغادري لن يكون له أية قيمة. فالغادري هو الشخص الوحيد الذي يمكن ان يُعتبر صلة الوصل مع الإدارة الأمريكية. فقد حاول أعضاء هذا "المجلس" مراراً الاتصال بالإدارة الأمريكية لتنسيق اجتماع مع مسؤولين فيها، فكانت المحاولات دائماً تبوء بالفشل. الإدارة تعرفهم واحداً واحداً وتستضرط بعضهم استضراطاً كاملاً، وبالذات، عائلة الديري والخمسة الباقين اليوم معها.
وحين تكرر الحديث عن وجوب الاتصال مع الغادري، انتفض حسام الديري و"أصدر" أمره قائلاً: "أنا أمنع اي شخص أن يحكي مع فريد الغادري لا في السياسة ولا في غير السياسة!". وبالطبع، سواء كان الاخرون على خلاف أو على وفاقٍ أو بعضِ وفاق مع الغادري، فقد اعتبروا هذا الأمر الأحمق تصرفاً مهيناً بحقهم. آنذاك تراجع الديري عن أمر المنع المطلق وقال انه يقتصر منعه على الحديث مع الغادري بشؤون السياسة فقط!!!.. تصاعدت حدة الغضب على هذه "الولدنة" وتبودلت الشتائم فاقترح المذكور أن يتم التصويت على الموضوع. وطبعاً رفض الجميع ما عدا الشلّة المقرّبة من آل الديري والذين لا زالوا معه (مؤقتاً..) أما المضحك، فهو أن احدهم (وأعتقد أنه محمد الخوام.. لا تؤاخذوني فقد خانتني الذاكرة هنا) وبعد ان صوّت لصالح "الأمر" القاضي، "بأن على الجميع أن ـ يُخاصوا ـ الغادري!.." قرر التراجع عن تصويته قائلاً إنه يريد أن يكون القرار بشكل مختلف. وآنذاك قال له الديري: "ما بيصير.. رفعت إيدك وقلت نعم!.."
ألم أقل لكم من قبل أنهم شلّة أولاد؟!..
ما يضحكني في هذا التحقيق الذي أجرته السيدة مارديني هو لقب "الدكتورة سلمى الديري عضوة اللجنة الإعلامية للمجلس الوطني السوري". ولأن لكل أمرٍ أوان، فلسوف أختار الوقت المناسب لأطلع قرائي على ما بين يدي من ملفّ الحملات "الإعلامية" التي تقوم بها هي وعائلتها عبر الرسائل الإلكترونية.
أما ما يضحكني أكثر، فهو تصريح "الغضبان" الذي وصف فيه سياسة النظام الحاكم الحالي بالطائقية البغيضة، بينما يطالب هو بتأسيس دولة تحكم في ظل الشريعة الإسلامية. يبدو أنه نسي ما أجابني به حين استفسرت منه عن رأيه بعبارة في القرآن (مصدر هذه الشريعة) تقول بأن على المسيحيين ان يدفعوا الجزية وهم أذلاء، إذ قال: "معك حق.. قويّة!.."
نعم قويّة!!.. هكذا برأيه!.. ولكنه يريد أن يطبّق أحكامها على غير المسلمين من شعب سوريا، ولا يرى فيها أي بغض طائفي!!
على كل حال، هذا المجلس فرطت "ماهيّته" ولم يبق فيه إلا "أولاد آدو" بعد أن تركه الذين وجدوا أن كرامتهم وعزة أنفسهم ومصلحة بلدهم لا تسمح لهم بالاستمرار طرفاً فيه.
ختاماً، أعتذر من قرائي لتفرغي لكتابة صفحة أو صفحتين، للتعليق على أخبار هذه الشلّة من "الحاقدين بكل ما للكلمة من معنى". أنا أعرف أن هذا مضيعة لوقتي الثمين الذي أفضّل ان أخصص أكبر جزء منه لكشف هذه الإيدولوجية التي تخرج أناساً كهؤلاء. لكن، أطمئنُ قرائي إن ما كتبته اليوم لم يكن على حسابهم إنما على حساب "دقّ" طاولة زهر جرى إلغاؤه.
****************
(1) السباعي هو الذي قصدته بالحلقة الثانية من حديثي عن الاجتماع حيث كتبت:
"توجهت بردي إلى ذاك الذي سألني "كيف يمكن أن أكون علمانياً وأنا أقتصر نقدي أو هجومي على الإسلام دون المسيحية؟"
في الحقيقة، إنّ نظرة رثاء إلى هذا الرجل كان يمكن أن تكون كافية بالنسبة لي، إذ لم أصدّق ان يطرح سؤالاً كهذا، إنسان يُعَوَّلُ عليه في تقرير مصير أمة!..
قلت له، هل لك يا سيد أن تطلعني على أي شيء في المسيحية يسيء إليك وأنا أعدك بانتقاده والتهجم عليه!!..
بصراحة، كنت على ثقة تامة بأنه يعرف الجواب على سؤالي، ولكني توقعت أن يسكت دون أن يجيبني بكلمة. لكنه فاجأني برده قائلاً: "طبعاً لا.. فالمسيحية معروفة بأنها دين تسامح!!!.."
"تهانينا يا سيد.. طالما أنك تعرف ذلك، فلماذا سألت ذلك السؤال أساساً؟!!"
الرجل يطالب بحصص متساوية من النقد للمسيحية والإسلام، وإلا فإن النقد لن يكون عادلاً!.."
******************
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط