أطباء المستقبل

كتب طالب مسلم يدرس في كلية الطب إلى المفتي الدكتور عبد الرحمن بن أحمد فايع الجرعي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد يسأله ما يلي: 

"أنا حالياً أدرس الطب، ويفيدني جداً اقتناء هيكل عظمي لأتعلم عليه، يستطيع أحد معارفي توفير هيكل لي، ولكن المشكلة هي أن هذا الهيكل طبيعي، أي لجثة قد تحللت وأخذ عظمها، فهل يجوز لي اقتناؤه؟ علماً بأنه يتوفر هياكل اصطناعية، لكنها ليست بمقدار الفائدة التي أجنيها من الطبيعي ـ أي أنه لا يظهر عليه جميع الأجزاء والتراكيب الدقيقة المطلوبة ـ أفيدوني بأسرع وقت ممكن جزاكم الله خيراً."

وأجابه "الدكتور" المفتي:

"لا بأس باقتناء الهيكل الطبيعي للجثة عند وجود الحاجة لطلاب الطب؛ لأن حذق الطب – وهو أمر مطلوب- لا يتحقق في الغالب -كما قيل- إلا بالتطبيق على جثة حقيقية، ولكن يجب أن يقتصر في هذه الجثة على القدر المطلوب، وألا تكون الجثة لمسلم؛ لأن في جثث غير المسلمين غنية عن جثته، ولتأكد حرمته حياً وميتاً، ويجب كذلك دفن أشلاء الجثة بعد الانتهاء منها. والله أعلم."

**********

لندع جواب المفتي جانباً، إذ لا يُحاسب مسلوبُ عقلٍ على ما يقول، لكن لنتأمّل في سؤال طالب كلية الطب!

أي نوع من الأطباء سيكون هذا الطالب، وهو يستشير شيخاً ليعرف إذا كان اقتناؤه لهيكل عظمي لغاية التعلّم عليه حلالاً أو حراماً؟.. كيف يمكن أن يؤتمن هذا الإنسان بعد أن يصبح طبيباً، على مريض يقوده حظه السيء للوقوع بين يديه في إحدى المستشفيات. هل هناك من حدود سيقف عندها في المستقبل دون اللجوء إلى شيخه لاستشارته وهو يقوم بإجراء عملية جراحية؟..

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط