كشف المسلمون بالأمس الغطاء عن وجههم الحقيقى المقيت، وأوضحوا للعالم أجمع أنهم فى قمة الهمجية والوحشية واللصوصية واللاإنسانية. كشفوا بوضوح عن سوءاتهم وأعلنوها صريحة أنهم لا تحكمهم أية معايير أخلاقية عند تعاملهم مع غيرهم .
فما شاهدته بالأمس من أحداث يندى لها الجبين قامت بها هذه الحشرات السامة كشفت لى مزيدا من الحقائق التى كانوا يتفنون فى تغطيتها وتزييفها على مر العصور مدعين ـ زورا ـ أنهم فى غاية التسامح والمسالمة.. ولكن الوجه الحقيقي لهم قد إنكشف عن همجية ولصوصية وتعصب أعمى وطائفية مقيتة وعدم إعتراف بالآخر ومحاولة لطمس هويته وإزالته من الوجود.
وقد يتصور البعض أن ماقام به هؤلاء المسلمون لا يمت إلى الإسلام بصلة وليس له أدنى علاقة بالتعاليم التى جاء بها محمد قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، ولكن الحقيقة التى تؤكد نفسها أن أفعالهم تلك لم تخرج قيد أنملة عن التعاليم الإسلامية فى صورتها الأصيلة عندما حضت على نفى الآخر وكراهيته وقتله وإستباحة ماله وعرضه الى غير ذالك من أشياء يعلمها جيدا من يحاولون خداعنا بالدفاع الزائف عن التعاليم الإسلامية المتطرفة، ولكنهم يتهربون من هذه الحقائق ويفضلون الحياة فى أوهام لا تمت للواقع بصلة.
لقد شاهدت بعينى رأسي هؤلاء الرعاع وهم يقتحمون محلات إخواننا الأقباط بعد أن أضحت منطقة محرم بك بأكملها خارج السيطرة الحكومية تماما، ورأيتهم وهم يبعثرون محتوياتها ذات اليمين وذات الشمال وسط التكبير والتهليل والصيحات الإسلامية المتطرفة وشاهدتهم وهم يسرقون الأموال من داخل أدراج هذه المحلات ويقسمونها بينهم على أنها غنيمة أحلت لهم كونها كانت مملوكة لمن أسموهم الكفار عباد الصليب!
شاهدتهم وهم يقتحمون محلا لتجارة الخمور يمتلكه تاجر قبطى يدعى "لبيب لطفي"، ورأيتهم وهم يحطمون كل ماتصل إليهم أياديهم القذرة النجسة داخل المحل من الثلاجة الى الميزان الى صناديق وزجاجات الخمور التي رأيت بعضهم يسرقونها كى يسكروا بها بعد يوم جهاد شاق ضد الكفرة الأقباط!
يجدر بالذكر أن هذا المحل والذى ربما يتصور البعض أنه خص بالهجوم لأنه يبيع الخمور المحرمة فى الإسلام يقابله محل آخر يبيع الخمور أيضا يمتلكه تاجر مسلم ولكن أحدا لم يجرؤ على مهاجمته كما فعل مع المحل الآخر.. هل أدركتم معى هذا الحس الطائفى المقيت؟؟!!
إن مافعله المسلمون بالأمس من سلوكيات غاية فى الوقاحة والإجرام والبشاعة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنهم قد أصبحوا وبالا على البشرية وأصبح وجودهم فى المجتمع الإنسانى يهدد وحدته ويزعزع إستقراره، فالمسلم لا يعترف بالآخر ولا بحقه فى الوجود ولا بأحقيته فى الحياة ولا بحريته فى التعبير عن رأيه، كما أنه ينظر اليه بإستعلاء ويعتبره أقل منه منزلة وأنه يجب محاربته وإستئصال شأفته، فهل يحق لهذا المخلوق البشع المشوه أن يترك له الحبل على الغارب لكى يعيث فى الأرض فسادا.. يقتل.. ويدمر.. ويسرق.. ويحرق؟؟!!
إن التعاليم الإسلامية التى جاء بها محمد قبل أربعة عشر قرنا يجب أن تواجه بكل شجاعة وجرأة، يجب علينا أن نفضحها ونبين سوءاتها ونظهر للعيان مساوئها، ونحذر البشرية من خطرها، يجب علينا (على إختلاف إنتماءاتنا) أن ننظر بعين العقل الى هذه التعاليم التى تعمل على تحويل الإنسان الى وحش مفترس لا يفقه فى لغة الحياة سوى القتل والنهب والسلب وإغتصاب وسبى النساء.
يجب علينا أن نقف بكل شجاعة وجرأة ضد هذه التعاليم التى أصبحت وبالا على البشرية ولم تخرج لها سوى المتطرفين من أمثال بن لادن والزرقاوي والظواهيري والهمج الرعاع الذين اعتدوا على إخواننا الأقباط وحرقوا منازلهم ونهبوا ممتلكاتهم وحاولوا الإعتداء على كنيستهم وقتل رجال دينهم.
يجب علينا أن ننزع الثوب الطائفي والديني وأن ننظر الى الأمور نظرة أكثر إنسانية. يجب علينا أن نعقد محاكمة لكل رموز الإرهاب والتطرف الذين احتفظ لنا التاريخ الإسلامي بأسمائهم وأفعالهم الإجرامية بدءا من محمد بن عبد الله مرورا بصحابته سفاكي الدماء من أمثال خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب وسعد بن أبى وقاص والمغيرة بن شعبة وسمرة بن جندب.. وملوك بنى أمية وبني العباس وآل عثمان، وإنتهاءا بمجرمي الإسلام فى العصر الحديث الذين أصبحوا أكثر شهرة من نجوم السينما وسلاطين الطرب!
يجب علينا أن نبين للعالم حقيقة هؤلاء المجرمين الذين أصبحوا ـ مع الأسف الشديد ـ مثلا عليا للعديد من شبابنا وأطفالنا ونسائنا. يجب علينا أن نفضحهم ونكشف زيف تعاليمهم ونبين للعالم أنهم خطر يجب القضاء عليه وإستئصاله من جذوره.
قبل أن تحاكموا المسؤولين عن جرائم يوم الجمعة الأسود فى محرم بك عليكم أولا أن تحاكموا التعاليم القذرة التى دفعتهم الى الخروج للسلب والنهب والغارة والغنيمة. حاكموا الإسلام واحكموا عليه وعلى رموزه بالإعدام المعنوى حتى تتأكدوا أن ماحدث بالأمس لن يتكرر حدوثه مرة أخرى.
طالما بقى الإسلام على هذه الأرض فستفشل كل محاولاتكم لإنهاء الحروب والنزاعات والإضطرابات، فأصابع الإسلام القذرة ستجدونها ـ كما عهدتموها ـ وراء كل مصيبة تحدث للبشرية!
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط