الشرق الأوسط الجديد..

تتسارع الأحداث العسكرية في منطقة الشرق الاوسط وعلى خلفيتها الحراك السياسي هناك وفي عواصم صنع القرار في العالم، ممهدا ً الطريق لنضوج أفكار عملية وبلورة حلول مستقبلية للوضع المزداد تعقيدا ً والمتأزم الذي يهدد السلم في المنطقة ويضع الإستقرار فيها على شفير الهاوية .

لاشك أن الأيام والأسابيع القادمة حبلى بالمفاجآت على أكثر من صعيد، فالحرب التي كانت تبحث عنها اسرائيل ووفر عليها الحلف الإيراني السوري عناء إيجاد المسوغات لها بعد أن كان المبادر بإشعالها من خلال عود ثقابه في لبنان ـ أي حزب الله ـ هذه الحرب ستكون بمثابة نهاية مرحلة وبداية لأخرى لا تشبه سابقتها .

الشرق الاوسط الجديد الذي باشرت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها في الشرق والغرب برسم ملامحه وتوفير الظروف الملائمة لخروجه الى النور، سيكون بجميع الأحوال وبكل المقاييس أفضل من شرق أوسطنا القديم المسن والمريض، والذي استنفذ كل جرعات العلاج والمهدئات وينتظر من يطلق عليه رصاصة الرحمة ويطوي صفحته التي ملّت شعوب المنطقة قراءتها، بعد كل ما حملته لها من حروب ونزاعات ودمار ومآسي، وما خلفته من قهر وفقر وقمع للحريات وسلب للحقوق بحجة تلك الشعارات الجوفاء والنظريات الخرقاء التي زيفت الماضي بزيفها وتكبّل الحاضر بقيودها، ومزمعة أن تشوه المستقبل بمخططاتها .

ـ الشعوب في الشرق الاوسط توّاقة لواقع جديد لا مكان فيه للأنظمة الفاسدة والسياسات الرعناء والمتاجرة بالمصائر.

ـ الحريات في الشرق الاوسط مكبلة وقد حان الوقت لإطلاقها لينعم الناس بها ويعيشوها.

ـ الديمقراطية لم و لن تعرف سبيلا ً للتطبيق في ظل شرق أوسط عقيم يعجز عن إنجاب قادة إلا عن طريق الإستنساخ .

ـ كرامة الإنسان المشوهة في بلدان الشرق الأوسط تنتظر أن يُنزع عنها رداء الشعارات القبيح لتلبس رداءها الحقيقي الزاهي بألوان العيش الكريم والرخاء الإقتصادي والحريات المصانة.

ـ الشعوب المتجاورة والأقليات المتعددة الأعراق تتطلع إلى شرق أوسط آخر حاضن للجميع وضامن لعيش مشترك حقيقي على مبدأ تكافؤ الفرص ونبذ الخلافات وتقريب المسافات.

ـ السلام المنشود في الشرق الأوسط الجديد لا بد له من أرضية صلبة تعجز عن تأمينها حكومات لا تمثل سوى مصالحها و قيادات مقامرة رهنت السلام برسم خيالاتها المريضة .

ـ أجيال قاست ظلم وظلام الشرق الأوسط القديم ترنو لآخر جديد ومضيء يحمل للأجيال القادمة حياة رغيدة لا تعكر صفوها نزاعات عقيمة وحروب بالوكالة .

بانتظار ما ستحمله الأيام القادمة وما سيسفر عنه هذا المخاض العسير الذي تشهده المنطقة، دعونا نتمسك بحلمٍ لا نملك سواه ونرجو أن تكون الظروف الدولية ناضجة الآن لتحقيقه، وهو أن تجد حمامة السلام أخيراً عشاً لها لتقيم فيه في الشرق الاوسط ولترحل عنه بلا رجعة غربان الحروب .

************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط