بسام درويش
/
Mar 29, 2002
ما يلي هو فقرة من خبر نشرته صحيفة الشرق الأوسط في 28 مارس 2002
«وفيما يستعد الفلسطينيون لمواجهة عدوان إسرائيلي واسع ووشيك، ردا على عملية نتانيا الفدائية التي قتل فيها الليلة قبل الماضية، اكثر من 20 إسرائيليا وجرح ما يزيد عن مائة، بتخزين المواد التموينية الأساسية وإخلاء الأجهزة الأمنية لمقارها وتعطيل المدارس، يعد الجيش الإسرائيلي من جهته العدة لهذا العدوان..»
*********
لا أستطيع إلا أن أقول، "قليلاً من الأمانة في نقل الخبر يا عرب!.." لا بل الأفضل، "قليلاً من الحياء في نقل الخبر يا عرب!.."
أنا أفهم أن لكل من الأطراف وجهة نظره في حقوقه التي يطالب بها، ولكني لا أرى في هذا الأسلوب الذي تتبعه الصحافة العربية، وخاصة تلك التي تعتبر نفسها متزنة كصحيفة الشرق الأوسط، إلا استهتاراً بذكاء القارئ.
إضافة إلى استهتارهم بذكاء القارئ، فإن الخبر بأسلوبه هذا، إن لم يعبّر عن غباء المسؤولين عن كتابته فهو بالتأكيد يعبّر أشدّ التعبير عن تعصب أعمى مفضوح.
ربما يرى الفلسطينيون فيما يقومون به عملاً فدائياً، رغم أن استهداف الأبرياء من الناس ليس من الفدائية بشيء بل جريمة همجية، ولكن أن يتوقعوا من الإسرائيليين أن يردوا على العمل بالقول، "سامح الله إخواننا الفلسطينيين" فهذا أمر لا يتوقعه إنسان فيه ذرة عقل.
لو نقلت الصحيفة الخبر بقولها أن "القوات الإسرائيلية تستعد للقيام بعملية ثأر للعملية الفدائية.." لكان في نقل الخبر توازن رغم تصميمنا على القول بأننا لا نرى "فداءً" في قتل المدنيين بل إرهاباً. أما أن يسمى ثأر الإسرائيليين لمقتل مواطنيهم المدنيين عدواناً فهو عدوان على الحقيقة وعلى المنطق.
قليلاً من الحياء وأنتم تتحدثون إلى العالم يا عرب. العالم يرثي لغبائكم لأنكم أمة لا تعرف حتى كيف تخاطب العالم.
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط