بسام درويش
/
Dec 01, 2001
<< طالبت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي هيئة الأمم المتحدة بمنع الهجوم على الإسلام والافتراء عليه ولصق التهم الباطلة به. ودعت إلى إصدار قانون دولي يحرّم التطاول على الرسالات الإلهية وخاتمتها رسالة الإسلام ويجرّم كل من يمس هذه الرسالة بسوء أو يتعمد تزوير مقاصدها الإنسانية العظيمة لبث الكراهية والتمييز ضد من يعتنقون الإسلام. جاء ذلك في بيان أصدره الدكتور عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي قال فيه إن الإسلام يتعرض في البلدان الغربية لحملات ثقافية وإعلامية تتهمه بما ليس فيه وتلصق به تهم الإرهاب الباطلة وتحرّض على كراهية المسلمين وتشيع أنواع التمييز ضدهم بسبب معتقدهم. وأبانَ أن هذه الحملات العدائية ضد دين الإسلام والمسلمين تثير العداوة والبغضاء بين الشعوب الإنسانية مما يؤثر على طمأنينة الناس واستقرارهم وأبان بأنّ هذه الحال الظالمة تتعارض بما تثيره من تمييز وكراهية وعداء مع ميثاق هيئة الأمم المتحدة الذي وقعت عليه بلدان العالم عام 1945 وتتناقض مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أصدرته هيئة الأمم المتحدة عام 1948.>>
(نشرت الخبر جريدة العرب التي تصدر في كاليفورنيا 22 تشرين الأول 2001)
*********
الستار الحديدي الذي كان مفروضاً على المسلمين لم يعد يفي بالغرض، فالتكنولوجيا الحديثة حطمت كل الأسوار. وإذْ لم يعد بقدرة العقلية المتأخرة أن تحرم الشعب من الاطّلاع على الفكر المخالف، بلغ بها الجنون حداً تطلب فيه من دول العالم، عن طريق الأمم المتحدة، أن تعمل على إسكات شعوبها، حتى لا يسمع المسلمون شيئاً مخالفاً يعكّر صفاء تعاليمهم ويؤثر على طمأنينتهم واستقرارهم!
مطالب "الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي" من دول العالم تتلخّص بما يلي:
· منع الهجوم على الإسلام والافتراء عليه ولصق التهم الباطلة به
· تحريم التطاول على الرسالات الإلهية وخاتمتها رسالة الإسلام
· أن يعتبر مجرماً كل من يمس الإسلام بسوء أو يتعمد تزوير مقاصده بشكل يكرّه الناس بالإسلام والمسلمين، أو يساعد على أعمال التمييز ضد من يعتنقون الإسلام.
*********
هل هناك حقاً أي شيء يُقال عن الإسلام لا يعتبره المسلمون هجوماً وافتراءً عليه؟..
لا أحد في العالم غير المسلمين يؤمن بنبوّة محمد.. ولا أحد في العالم غير المسلمين يرى في القرآن كتاباً سماوياً.. ولكن، برأي "الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي"، لا يجوز لأحدٍ من هؤلاء أن يقول علناً أنه لا يصدّق بنبوّة محمد أو بقداسة القرآن. وإن فعل ذلك، فهو يتهجم على الإسلام!..
ما هي المقاييس التي تضعها "الرابطة" لتحديد "الافتراء على الإسلام"؟..
لقد أعلن محمد الحرب على كل من هو ليس بمسلم، وأتباعه يرددون دعوته في كل مرة يقرأون القرآن. يسمون ذلك دعوة إلى الجهاد. ولكن إذا تحدث غير المسلم عن هذه الدعوة معبّراً عن استهجانه لها، فإن حديثه يصبح تهجماً وافتراء على الإسلام!
كتب الحديث تتضمن ما هب ودب من أحاديث الجنس. منها مثلاً، ما تقوله عن قدرة محمد الجنسية التي تعادل قوة أربعين رجلاً، أو عن قدرته على ممارسة الجنس مع نسائه كلهن في ساعتين من الزمن. تتضمن هذه الكتب أيضاً قصص الاغتيالات التي أمر بها محمد، وكذلك عشرات الوصفات الطبية والنصائح الأخرى التي لا يقبلها عقل سليم. هذه الأحاديث لا بأس بأن يتحدث بها شيخ ويتلوها على تلاميذه في صحن جامع، أما أن تصدر عن لسان غير مسلم، فإنها تصبح تهكماً وتهجماً وافتراءً وتطاولاً على الإسلام، وبالتالي، يجب تجريمه وعقابه بناء على اقتراح "الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي"!
ما هي التهم التي ترى فيها هذه "الرابطة" افتراء وتطاولاً على الإسلام؟.. ألعلها التهم الموجهة للإسلام باحتقاره للمرأة واعتبارها صاحبة عقل ناقص وكذلك بأن شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل؟.. أم هي تهمة العنصرية والتفوّق التي يعلّمها الإسلام لأتباعه زارعاً في عقولهم بأنهم أفضل أمة خلقها الله على وجه الأرض؟..
تقول "الرابطة" أنها تريد من الأمم المتحدة إصدار قرار بمنع التهجّم على الرسالات الإلهية؟.. أية رسالات إلهية تلك التي يتحدث عنها هؤلاء المنافقون والإسلام يعتبر أن لا دين غير دين الإسلام وأن الإسلام قد "نسخ" أي ألغى كل الديانات التي أتت قبله؟..
*********
تريد الرابطة أيضاً تجريم كل إنسان يتحدّث بأي شكل يسيء إلى الإسلام أو يساعد على أعمال التمييز ضد من يعتنقون الإسلام لأن ذلك يتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان!.. يقول المثل العامي: "مجنون يحكي وعاقل يسمع.." تعالوا نسمع من هو هذا الذي يتحدّث عن أعمال التمييز وعن حقوق الإنسان!..
ليس هناك أمةٌ كأمةِ الإسلامٍ في سوء معاملتها لكل من لا يدين بدينها. المسيحيون واليهود في البلاد الإسلامية مواطنون من درجة ثانية أو ثالثة. يعيشون بخوف دائم. أموالهم ونفوسهم مستباحة. كنائسهم تتعرض للحرق. أفواههم مكممة.. وهم ليسوا وحدهم في معاناتهم من الاضطهاد. ملايين من المسلمين الذين ينتمون إلى أقليات طائفية يعانون الأمر نفسه تحت حكم الأكثرية السنية.. ومع ذلك، تطلع علينا هذه "الرابطة الإسلامية" بمطالبها في تجريم من يساعد على أعمال التمييز وتذكّر العالم بميثاق حقوق الإنسان!
****
العالم لن يخرس إكراماً لجهلكم!
تخافون على أنفسكم وعلى أولادكم من نور الشمس؟.. ما عليكم إلا أن تعصبوا أعينكم وأعينهم وأن تسدّوا آذانكم وآذانهم وكل ثقب في حيطانكم! أما أن تعتقدوا بأنكم قادرين على إطفاء شعلة الشمس فهذا لن يحدث إلا في مخيّلاتكم!
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط