بسام درويش
/
Mar 15, 2008
مقتل المطران بولس فرج رحو جريمةٌ بشعة جديدة تُضاف إلى سجل جرائم الوحوش البشرية.
يخطئ من يصف هذه الجريمة بأنها عارٌ على الإسلام والمسلمين، لأنّ العارَ لا يُعيّر بشيء، أمّا العار فهو على العالم كله الذي لا زال يعتبر الإسلام ديناً وأنّ أتباعه أبناء حضارة من أي نوع!
لو كان لدى زعامات المسلمين، سياسيين كانوا أو دينيين، أية ذرة من ضمير، لدعوا المسلمين في كل مكان إلى إغلاق مدارسهم ومحالهم التجارية ودوائرهم الحكومية والخروج إلى الشوارع لإعلان تبرئهم من هؤلاء المجرمين.
إنهم يخرجون كالمجانين إلى الشوارع، يحرقون السفارات ويعتدون على الأبرياء من أجل رسم كاريكاتوري سخيف، أو احتجاجاً على طفلٍ في مدرسة حضانة أطلق على لعبته اسم محمد... أما أن يقتل إرهابيو الإسلام باسم هذا "النبي" كل يوم إنساناً بريئاً، ولا يرون في ذلك أية إساءة له، فهذا لا يعني إلا تأكيداً على أنه هو الملهم الحقيقي لجرائمهم القذرة.
لو يعرف هؤلاء المجرمون أي ذنب اقترفته أياديهم باختطافهم هذا الإنسان وقتله أو حتى التسبب في موته، لكفروا بإسلامهم ومزقوا قرآنهم ورموا به للخنازير التي لا شكّ بأنها ستشمئز من راحته وترفض الدوس عليه بأقدامها كي لا توسّخها. لكن هيهات أن يكون في جماجمهم ذرة من عقلٍ تُستخدَمُ للتفكير، وقد سلخ الإسلام عقلهم وزرع محله غريزة حيوانية تدفعهم لعمل أيّ شيء طمعاً بفرجِ بكرٍ في عالمٍ آخر أو بغنيمة مادية على هذه الأرض.
هذا الإنسان الذي قتلوه، لم يقف يوماً في كنيسته يصب اللعنات، لا على مسلم ولا يهودي ولا على ملحد.
لم يقف يوماً يحرض المصلين على قتل أحد أو كراهية أحد.
على العكس من ذلك تماماً، كانت يردد يومياً خلال كل قداس يقيمه ما علمه كِتابه أن يردده: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلّوا لأجل الذين يسيؤون إليكم ويطردونكم...
هؤلاء الوحوش لم يقتلوا عدواً لهم إنما إنساناً كان يحبهم بكل ما للكلمة من معنى؛ إنساناً لم يحمل في قلبه أية كراهية لهم ولا لغيرهم؛ إنساناً يحلق اليوم بروحه فوق رؤوسهم وهو لا زال يصلي من أجلهم ويدعو لهم بالغفران على الرغم مما جنته أياديهم الأثيمة.
==============
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط