بسام درويش
/
Feb 05, 2002
>>مهاجمة العديد من الممتلكات في رام الله.
قتل مواطن من مخيم قلنديا يهدد صفو العلاقات الإسلامية المسيحية!
تحول شجار شخصي على موقف سيارة مساء الخميس 31 كانون الثاني إلى صراع "طائفي" انعكس على صفو العلاقات الإسلامية المسيحية في مدينة رام الله.
وإثر مقتل جبريل محمد عيد (43 عاماً) من مخيم قلنديا على يد حنا سلامة الأقرع (45 عاماً) من رام الله إثر شجار بينهما على موقف سيارة بالقرب من حاجز قلنديا على الطريق الرئيس القدس/ رام الله تناول عيد مفكاً فيما تناول الأقرع سكيناً وتعاركا مما أدى إلى مقتل عيد. ولدى محاولة الأقرع الفرار حاول شقيق المغدرور إبراهيم عيد اعتراضه فصدمه بسيارته ولجأ إلى رام الله. وعلى الإثر قام أكثر من مئة شخص من مخيم قلنديا بمهاجمة منزل وملحمة القاتل وأضرموا النار فيهما، فيما لجأ حنا سلامة إلى مقر قوات الأمن الوطني وقام بتسليم نفسه.
وواصل المهاجمون من مخيم قلنديا اعتداءاتهم على العديد المحال التجارية العائدة لمواطنين مسيحيين، وهاجموا نادي سرية رام الله بالحجارة وأضرموا النار في الجناح الصحي، وحاولوا مهاجمة الكنيسة الإنجيلية غير أن عددا من لأجهزة الأمنية حالت دون ذلك.
وقال شهود عيان أن أحداث الشغب استمرت لنحو أربع ساعات من الخمسة وحتى التاسعة مساء قام خلالها المهاجمون بأعمال تخريب طالت إضافة إلى ملحمة القاتل ومنزل أُسرته، عدة محال تجارية ومطاعم، وتوجت بعملية إضرام النار في النادي الصحي التابع للسرية.
وأفاد الشهود أن شباناً أطلقوا النار على الملحمة المغلقة قبل أن يحضروا بنزيناً ويشعلوا النار فيها، ثم أضرموا النار في منازل القاتل ووالده وشقيقه ومنعوا طواقم الإسعاف التي حضرت إلى المكان من القيام بعملها في إخماد النيران. وقام المهاجمون بتهديد أفراد الدفاع المدني إلى حين وصول أفراد الأمن الوطني وإبعاد المهاجمين.
وانتقد العديد من سكان رام الله تأخر قوات الأمن في التحرك لتطويق الأحداث وإخفاقهم في السيطرة عليها طيلة أربع ساعات، وطالب عدد من فعاليات رام الله الرئيس ياسر عرفات محاسبة مسؤولي الأجهزة الأمنية الذين تقاعسوا عن القيام بواجبهم.
وقال أحمد أبو لبن، عضو الهيئة الإدارية في سرية رام الله، "ما جرى في المدينة أمر مؤسف ومخجل، والأجهزة الأمنية مسؤولة بدرجة كبيرة، لأنها لم تتصرف بسرعة تجاه الأحداث".
واعتبر د. غازي حنانيا نائب رئيس المجلس التشريعي ورئيس جمعية أصدقاء المريض في رام الله ما شهدته المدينة بأنه "إساءة للجميع، ومحاولة لضرب الصف الوطني". وقال أن حجم التخريب والدمار الذي لحق بالممتلكات "كبير جداً".
وقالت مصادر أمنية أن القاتل يخضع للتحقيق وسيقدم إلى المحاكمة.
وكان وفد من فعاليات رام الله قد التقى الرئيس عرفات وأطلعوه على ما جرى من أحداث. وقال مشاركون في اللقاء أن "الرئيس دان أعمال التخريب وأصدر قراراً بتشكيل لجنة تحقيق ستكون مهمتها تقديم كافة المسؤولين عن الأحداث للقضاء لنيل العقاب الرادع".
ويتعامل الرئيس عرفات بحساسية بالغة تجاه أي محاولة لإحداث شرخ في العلاقات الإسلامية المسيحية، ويسعى للتأكيد على علاقات الأخوة بين أبناء الشعب الواحد. وكان قد تحدث مرراً خلال الأيام الماضية خلال لقاءاته بوفود التضامن التي ضمت رجال دين مسلمين ومسيحيين على العلاقات المميزة بين أبناء الديانتين والتي جسدتها "العهدة العمرية".<<<<
الخبر منقول عن (شبكة أمين، شبكة الإنترنيت للإعلام العربي. القدس- 31 كانون ثاني 2002)
**************
أحمقان فلسطينيان أحدُهما مسلمٌ والآخرُ مسيحيّ اختلفا على موقفٍ للسيارات فتسلّح الأول بمفكّ براغي والآخر بسكين. كان يمكن لأيٍّ من الاثنين أن يقتل الآخر بسلاحه، ولكن الحظ ساعد المسيحي فقتلَ المسلم. وكان يمكن للحادثة أن تنتهي بأن يقوم أحد الناس بالاتصال بالسلطات لتبعث برجالها لملاحقة القاتل والقبض عليه ومن ثم إحالته إلى العدالة. هذا بالطبع إذا أردنا أن ننظر للحادثِ ونتيجتِه بعين العقل والقانون!.. لكن وإذ أننا لسنا غريبين عن طبيعة شعبنا ونزعته إلى الثأر واستهتاره بالقانون، فإننا لا نستغرب أن يقوم أهل القتيل بملاحقة القاتل والاقتصاص منه قبل أن يصل رجال الأمن، لا بل ربما لا نستغرب أن يقوم أهل القتيل بالاقتصاص من أحد أفراد عائلة القاتل، بالإضافة إلى القاتل، إمعاناً في العقاب. أمّا حين يتجه أهل القتيل إلى قرية القاتل ويحرقون المحلات التجارية والمطاعم التي يملكها أشخاصٌ يدينون بنفس دين القاتل، ثم يتجهون إلى مراكز عبادته الدينية كما فعلوا باعتدائهم على الكنيسة الإنجيلية، فآنذاك نوقن تماماً أن عملية الثأرِ هذه لم تكن ثأراً من فردٍ قتل فرداً آخر!..
الخلاف بين الأحمقين لم يكن على تدنيس كنيسة أو مسجد. لا ولم يكن خلافاً على اختطاف مسلمين لفتاة مسيحية وإجبارها على اعتناق الإسلام والزواج من مسلم.. لو كان الخلاف على واحد من هذين الأمرين لكنا ـ وانطلاقاً من خبرتنا بأحوال الناس في البلاد العربية ـ قد تفهّمنا إلى حد ما أعمال التخريب والحرق. ولكن الخلاف بين هذين الأحمقين لم يكن إلا على موقف سيارة. كلاهما تسلحا بأداتي قتل متشابهتين، وواحد منهما شاء له حظه أن تكون ضربته للآخر هي الضربة القاضية. رغم ذلك، يطلع من يقول أن قتل ذلك الفرد، "هدد صفو العلاقات المسيحية الإسلامية"!..
أي صفوٍ للعلاقات بين المسلمين والمسيحيين يتحدث عنها المنافقون؟.. هل يصدّق عقل سليم أن هناك صفواً للعلاقات بين المسيحيين والمسلمين حين نرى مئة شخص أو أكثر يهبون كالمجانين، ليحرقوا على مدار أربع ساعات من الزمن منازل ومطاعم ومحلات تجارية يملكها مسيحيون، أو ليهاجموا كنيسة مسيحية محاولين حرقها، وكل ذلك بسبب مشاجرة بين مسيحي ومسلم على موقف للسيارات انتهت بموت واحد منهما؟ أم ترى بأن القصّة "ليست قصة رمّانة.. بل قصّة قلوب مليانة؟" كما يقول المثل؟
ماذا لو كانت المشاجرة بين الاثنين إذاً على تدنيس جامع؟.. هل كان سيبقى مسيحي واحد على قيد الحياة؟..
يقول الخبر أيضاً أن الرئيس عرفات "قد تحدث مرراً خلال الأيام الماضية خلال لقاءاته بوفود التضامن التي ضمت رجال دين مسلمين ومسيحيين على العلاقات المميزة بين أبناء الديانتين والتي جسدتها "العهدة العمرية".
أيْ نعم!.. العهدة العمرية!..
أية عهدة هي تلك التي يتحدّث عنها عرفات ورجال الدين المسلمين والأغبياء من رجال دين المسيحيين؟..
أما آن لهؤلاء كلهم أن يكفوا عن الضحك على أنفسهم والعالم بذكر هذه العهدة؟.. إن هذا الشعب مجبول بالكذب جبلاً ولا يُستثنى منه حتى زعماء الطوائف المسيحية الذين لا يتوقفون عن ترديد ذكر هذه العهدة متجاهلين ما فيها من ذل لهم؛ لا بل متجاهلين أن أوضاع المسيحيين "الزفت" هي نتيجة لهذه العهدة بالذات!
إنَّ شعباً كهذا يعيش وهو يكذب ويضحك على نفسه، لا يحق له أن يغضب من شعوب العالم إذا ضحكت منه أو عليه!
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط