ميشيل باكمان
/ ترجمة بسام درويش
/
Dec 25, 2013
إذا ما قررت الحكومة الانتقالية في مصر اعتبار تنظيم الأخوان المسلمين منظمةً إرهابية، فإن على الولايات المتحدة أن تحذو حذوها.
منذ أيام حسن البنا والهجمات الإرهابية التي قام بها "التنظيم السري" في أنحاء مصر وأعمال الاغتيالات التي طالت رئيس الوزراء محمود النقرشي باشا والقاضي أحمد الخازندار سنة 1948، ومروراً بالاعتداءات المستمرة على المسيحيين الأقباط والكنائس، والأعمال الإرهابية ضدّ الجيش في سيناء وفي أمكنة أخرى، ما برح الأخوان المسلمون يعتبرون الإرهاب سلاحاً لهم، كما ولا زالوا يعملون بما يمليه عليهم شعارهم القائل، "الجهاد سبيلنا."
لقد عرفنا الأخوان بسياستهم ذات الوجهين، فهم يدينون الإرهاب وهم يتحدثون إلى وسائل الإعلام الغربية، بينما يناصرون الإرهاب حيث يعتقدون أنه ليس هناك من يلتفت إليهم. وعندما يُواجَهون بالحقيقة فإن ردّهم المتوقع هو أنّ ما نُقل عن لسانهم كان محرفاً أو أنه كان مبتوراً وخارجاً عن سياق الموضوع. عن هذا الأمر تحدث الرئيس السابق للاستخبارات الفرنسية آلان شوويه قائلاً، "إنّ الأخوان المسلمين قد بلغوا الكمال في ازدواجية الخطاب، مثلهم كمثل كلّ حركة فاشية تسعى إلى السلطة."
بعد ثورة 25 يناير، خُدِعت إدارة الرئيس أوباما ووسائل الإعلام الأمريكية بهذا الخطاب المزدوج فصدّقت بشيء اسمه "الأخوان المسلمون المعتدلون."
لكنّ الأخوان المسلمين، وكما اكتشف الشعب المصري بسرعة، كانوا أبعد الناس عن الاعتدال. فخلال الفترة القصيرة لحكم الرئيس السابق مرسي، حصل الأخوان المسلمون على الضوء الأخضر للسير ببرنامجهم المتطرف. وبعد انتخابه، جعل على راس برنامج عمله المطالبة بإطلاق سراح القيادي الإرهابي الشيخ عمر عبد الرحمن من سجنه في الولايات المتحدة. وكان هذا "الشيخ الأعمى" قد حكم عليه من قبل محكمة فدرالية لدوره الرئيسي في الإفتاء بجواز تفجير مركز التجارة العالمي سنة 1993 وأيضاً هجوم "يوم الإرهاب" الذي كان مخططاً له بعد ذلك. إضافة إلى ذلك، قام مرسي بإطلاق سراح العشرات من الإرهابيين المحكوم عليهم من السجون المصرية.
تحت حكم مرسي، تزايدت الاعتداءات على النساء وعلى الأقليات الدينية من أقباط مسيحيين وشيعة دون أن تقوم الحكومة بالرد عليها. وفي شهر أبريل، عندما قامت العصابات بمشاركة البوليس بالاعتداء على جنازة في كاتدرائية القديس مرقص حيث قتل خلالها على الأقل واحد من المشيعين، كتب أحد مساعدي مرسي في صفحته على فيس بوك يتهم المسيحيين الأقباط بالهجوم. وحتى الآن، لا زال حزب الحرية والعدالة الأخواني منذ عزل مرسي يحرض على العنف ضد الأقباط.
عندما أصدر مرسي في 22 نوفمبر 2012 قراره الذي ينص على أن سلطاته غير قابلة للمراجعة من قبل القضاء وعلى أنّ قراراته لا تتقبل الطعن ـ منصباً بذلك نفسه ديكتاتوراً ـ لم تقم إدارة الرئيس أوباما بإصدار أية إدانة له. وعندما كانت كوادر الأخوان المسلمين تقوم بتعذيب المتظاهرين أمام القصر الجمهوري، كانت الولايات المتحدة لا زالت تعمل على تنفيذ خططها بإرسال الطائرات والدبابات والقنابل المسيلة للدموع والمساعدات المالية لنظام مرسي على الرغم من احتجاجاتي واحتجاجات كثيرين من زملائي في جناحيْ الكونغرس الأمريكي.
وخلال الوقت الذي كان يجري فيه سجن المصريين ومحاكمتهم بتهمة "القذف" ومسبّة الرئيس، وبعد أن قام مرسي بتعيين قيادي إرهابي كان ينتمي إلى الجماعة الإسلامية محافظاً للأقصر، هناك حيث سبق وأن قامت جماعته الإرهابية بقتل 62 سائحاً سنة 1997، قامت سفيرة أوباما في مصر آن بيترسون بإلقاء محاضرة في القاهرة قبل أيامٍ من مظاهرات الاحتجاج التي نظمتها حركة تمرد في 30 يونيو أعلنت فيها استمرار التأييد لمرسي وللأخوان المسلمين.
في أكتوبر 2003، قام ريتشارد كلارك، المسؤول الأكبر الأول عن مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش، بالإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب الأمريكي وقال إنه لأمرٌ واقع بأنّ كل المنظمات الإسلامية الإرهابية في العالم تشارك منظمة الأخوان المسلمين في العضوية وفي الأيدولوجية. في الوقع، لم يكن فقط كل زعيم من زعماء القاعدة عضواً في منظمة الأخوان المسلمين إنما كان هناك عددٌ من مختطفي الطائرات في 11 سبتمبر، بمن فيهم قائد المجموعة محمد عطا، قد تحوّلوا إلى متطرّفين على يد الأخوان أيضاً.
في فبراير 2011، وبعد بضعة أيام فقط من إعلان مبارك عزمه على التنحّي، صرّح مدير مكتب التحقيقات الفديرالي روبرت مولر أمام اللجنة الدائمة للإستخبارت في مجلس النواب الأمريكي وقال: "إنّ عناصر من الأخوان المسلمين، هنا وفي الخارج، قد قاموا بدعم الإرهاب."
إنّ الاتجاه لاعتبار الأخوان المسلمين منظمة إرهابية هو حتمية ضرورية نظراً لتاريخ الجماعة الطويل الحافل بالإرهاب. وإذا ما قامت الحكومة المصرية باتخاذ قرار بهذا الخصوص، فإنه ما على الولايات المتحدة إلا أن تحذو حذوها. في الحقيقة، إن اعتبار الأخوان المسلمين منظمة إرهابية أمرٌ قد آن أوانه وطال انتظاره.
http://bachmann.house.gov/daily-news-egypt-michele-bachmann-writes-muslim-brotherhood-history-terror
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط