مالك مسلماني
/
Mar 16, 2007
النار هي المكون الثاني في ثنائية الثواب والعقاب الإسلامية، فالجنة ثواب المؤمنين، والنار مصير الكافرين حسب المنظومة الآخروية الإسلامية.
وكما تكشف التصورات الإسلامية عن الجنة طبيعة وبيئة الإسلام الأوّل، وتساعد على فهم أكبر لشخصية المسلم؛ فإن النار الإسلامية تكشف بدورها ظروف نشأة الإسلام، وتسلط ضوءاً على شخصية المسلم، لأنها تكشف عن مفهوم المسلم للعقاب. فالعقاب هو بناء قيمي وأخلاقي، وبالتالي صياغة هذا الشكل أو ذاك من العقاب يعود إلى المعيار الأخلاقي للمشرّع؛ ومن هنا، فإن مفهوم الجنة والنار، أو الثواب والعقاب في الإسلام يؤثر على شخصية المسلم لأنه يحدد له مستوىً أخلاقياً، ويجعله يتحرك ضمن معايير قيمية محددة.
في مادة سابقة لنا قدمنا صورة الجنة لدى المسلمين اعتماداً على القرآن بشكل رئيس،[1] وفي مادتنا الحالية سنعتمد على القرآن أيضاً لتعريف القارئ بنار المسلمين، وسنستعين بالمأثور الإسلامي لإكمال ملامح الصورة فحسب.
فكيف هي نار المسلمين؟
على النقيض من رحابة الجنة، مكان النار ذو ضيق، ووُصف بأنه <سِجِّينٌ[2]>؛ فالضيق وسيلة عذاب مرعبة لمن يعيش في الصحراء المفتوحة الحدود. وللنار <سَبْعَةُ أَبْوَابٍ>. ويتوجب على كل مجموعة آثمة أن تدخل من باب خاص.[3] ويسمى القيمون عليها «خزنة»، وهم يتصفون بالغلظة والشدة يقول عنهم القرآن <مَلاَئِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ>.[4] وعددهم تسعة عشر.[5]
العذاب
استغرق التحضير للنار «أَلْفَ سَنَةٍ فَابْيَضَّتْ، ثُمَّ... أَلْفَ سَنَةٍ فَاحْمَرَّتْ، ثُمَّ... أَلْفَ سَنَةٍ فَاسْوَدَّتْ؛ فَهِيَ سَوْدَاءُ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ».[6] والتقدير الحراري أنّ نار الأرض «جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ».[7] ووقود النار هي الناس والحجارة.[8]
تحيط النار بالآثمين من كل جهة.[9] ويُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، ويُقال لهم ذُوقوَا نار جهنم،[10] التي تنفذُ عبر الأجسام إلى القلوب[11] «فتحرقها، وألمها أشدّ من ألم غيرها للطفها».[12] وتوضع الأغلال في أعناقهم، حيث يسحبون منها،[13] وطول السلسلة سبعون ذراعاً.[14] وثيابهم من قطران.[15] وقد قيل في عذاب النار: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ عَلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ وَالْقُمْقُمُ».[16] أو بصيغة أخرى: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً يَنْتَعِلُ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي دِمَاغُهُ مِنْ حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ».[17]
ويكون المعذبون في البدء في الماء الغالي <الْحَمِيم>، ثم يُوقد بهم في النار.[18]
ويأخذ الوصف القرآني للنار منحىً أكثر رعباً،[19] ففيها يشوى لحم الوجه وينزع جلده. وتلفح النار وجوه المعذبين <وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ>،[20] أيْ «شمرت شفاههم العليا والسفلى عن أسنانهم».[21] وتزداد القسوة عندما تنضح جلود المعذبين من النار، يبُدل جلودهم غيرها ليذوقوا العذاب مجدداً.[22]
تتحدث المأثورات عن لون من العذاب هو الزمهرير (البرد الشديد)، فيقول ابن عباس: «يستغيث أهلّ النّار من الحرّ؛ فيُغاثون بريحٍ باردة يصدع العظام بردها، فيسألونَ الحرّ»، ويُنسب لكعب القول: «إنّ في جهنم برداً هو الزمهرير، يسقط اللحم عن العظم حتى يستغيثوا بحرّ جهنم».[23]
ونتلمس في صورة النار نزعات سادية، بالوصف الذي يقول بأن من يتعذب في النار يود أن يتخلص من عذابها، ولو أمكنه لافتدى نفسه ببنيه وزوجته وأخيه وعشيرته التي ينتمي إليها.[24] والندم الذي لا ينفع حتى أنه ليتمنى لو كان <تُرَاباً>[25] ولهذا سمّي ذلك يوم الحسرة.[26]
وفي النار سيعلن الكافرون الندامة، ويطلبون من اللّه الخروج، أو إرجاعهم لإعادة الاختبار، لكن الجواب يكون: <قَالَ (اللّه): «اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ»[27]>.
ويقوم التابعون <الضُّعَفَاء> بلوم المتبوعين <الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ>،[28] ويضيفون القول بأنهم كانوا يتبعون زعمائهم، ويطالبون اللّه بمضاعفة العذاب لمن كان سبباً في مصيرهم الحالي.[29] وكذلك يطالبون أن يضاعف العذاب لمن دفعهم لرفض الإيمان بدعوة الإسلام.[30] لكن الأخيرين يرفضون دعواهم ويذكرونهم بأنهم رفضوا الإيمان بمحض إرادتهم،[31] ويقولون: <لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا[32]>؛ فيتبادلون الاتهامات واللعنات.[33] ويلوم الشيطان الذين اتبعوه ويقول لهم بأنهم يتحملون عاقبة عدم إيمانهم، لأنه لم يقم إلاّ بدعوتهم.[34]
وعندما يزج بمجموعة جديدة في النار، فإن كُلاً من الداخلين والموجودين قبلاً، يقولون لبعضهم: <لاَ مَرْحَباً[35]>. كما أن الأمم تتبادل اللعنات: <قَالَ: «ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ». كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا، حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعا،ً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ: «رَبَّنَا! هَؤُلاء أَضَلُّونَا، فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ». قَالَ: «لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُون»[36]>.
في هذه الموقف يصاب المعذبون بالحيرة ويقولون: <يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ، وَأَطَعْنَا الرَّسُولا[37]>. ويطلبون من <خَزَنَةِ جَهَنَّمَ> أن يدعوا ربهم أن يخفف عنهم <يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ[38]>.
وعندما يسعى المعذبون للخروج من النار، يُعادون إليها، ويُقال لهم: <ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ![39]>. ويُعلن بأنه لا يقبل منهم دفع فِدْيَةٌ.[40] وعندما يطلبون الغوث من العذاب <يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ[41]>.
الشراب والطعام
يسمّى طعام أهل النار <ضَرِيعٍ>، وهو الشوك المرّ الذي يتعذر على الدواب رعيها، والذي <لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ[42]>، وهو طعام يغص في الحلق، إضافةً إلى أن في أكله عذاباً شديداً،[43] لأنه «شوك يأخذ بالحلق، لا يدخل ولا يخرج».[44] كما أن للمعذبين طعام آخر <مِنْ غِسْلِينٍ[45]>: وهو «صديد أهل النار أو شجر فيها».[46]
فاكهة أهل النار شجرة الزقوم،[47] وهي <كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ[48]>، أيْ: كالزيت أو المعدن المذاب. بينما يسقون <مِن مَّاء صَدِيدٍ[49]>، وهو القيح والدم الذي يسيل من المعذبين. كذلك <حَمِيمٌ[50]> أي الماء الغالي، <وَغَسَّاقٌ[51]>: وهو ما يسيل من صديد المعذب في النار. والماء الغالي الذي يسقون منه يقطع <أَمْعَاءهُمْ[52]>.
دركات النار
مثلما للجنة مراتب تسلسلية يأتي محمد على قمتها، فللنار مستويات متعددة عُرفت باسم دركات النار. والتسمية جاءت من «الدَّرَكُ: أَسفلُ كلًّ شيءٍ ذي عُمقِ... والدَّرَكُ اسمٌ في مقابَلَةِ الدَّرَجِ بمعنَى: أَنَّ الدَّرَجَ مراتِبُ اعتباراً بالصّعُودِ، والدَّرَك مَراتِبُ اعتباراً بالهُبوطِ؛ ولهذا عَبَّرُوا عن مَنازِلِ الجَنَّةِ بالدَّرَجاتِ، وعن منازِلِ جَهَنَّمَ بالدَّرَكاتِ».[53]
لا يوجد في النص القرآني تقسيم لأصناف المعذبين، والدركات التي يوضعون فيها، والنص الوحيد يتعلق بالمنافقين، حيث يضعهم أسفل مكان في النار.[54] ويبدو أن الأمر له علاقة بخطورة الصراع داخل يثرب لحظة نُطْقِ هذه الآية بين محمد وأعدائه من أهل المدينة. ولكن الأقوال المتصلة بالنار تقوم بعملية التوزيع، فمثلاً ثمة رواية تفيد أن التوزيع من الأسفل نزولاً على الشكل التالي:
1. أهل التوحيد؛ 2. اليهود؛ 3. المسيحيون؛ 4. الصابئون؛ 5. المجوس؛ 6. مشركو العرب؛ 7. المنافقون.[55]
تطور آيات النار
في الفترة المبكرة من الدعوة المحمدية، وخلال السنوات الخمس الأولى، كان الإنذار بعذاب النار ذا إيقاع موزون ولغة متوقدة ـ سِمَةَ آيات هذه الفترة.
كان مضمون الآيات أنّ المكذبين بالدعوة المحمدية سيلقون عقوبة النار،[56] فكان محمد يسميهم: <أَصْحَابُ الشِّمَالِ>، وينذرهم بأنهم سيكونون <فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ. وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ. لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ> بعد أن كانوا <مُتْرَفِينَ>، وبعد أن <َكَانُوا يَقُولُونَ: «أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ»>.[57] ويهددهم بأنهم سوف يأكلون <مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ... فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ. فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ. فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ[58]>.
في هذه الفترة قال محمد، مهدداً منذراً بلغة شعرية:
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ! وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ؟
لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ
لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ
عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ.[59]
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً
لِلْطَّاغِينَ مَآباً
لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً
لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً
إِلاَ حَمِيماً وَغَسَّاقاً
جَزَاءً وِفَاقاً.[60]
تتكرر هذه القصائد في سورة الغاشية (88/1 ـ 7)؛ سورة الليل (92/14 ـ 17)؛ سورة الهمزة (104/4 ـ 9)؛ سورة الفجر (89/21 ـ 26).
في الفترة المكية الثانية (617 ـ 619م)، تبقى الآيات المنذرة بعذاب النار شعرية مشتعلة، لكنها تغدو أطول بعض الشيء، والجديد هو الحديث عن الرؤية والوجه: فالآثمون يرون النار،[61] وهم كالِحُو الوجوه،[62] ويكبّون على <وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ[63]>.
ما زلنا نجد أيضاً اللغة المتوقدة، المهددة، ذات العمق النفسي لمحمد:
وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ
جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ
هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ[64]
ونشعر حجم الغضب الذي يعتمل في نفس محمد من قريش، بقوله على لسان جهنم التي تكاد تتمزق غضباً على الكافرين: <تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ، سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا: «أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ»[65]>.
في الفترة المكية الثالثة (619 ـ 622م)، بدأ الوعيد بالنار يقترن بذكر العذاب للجن والناس.[66] وصار محمد يعقد المقارنة بين أَصْحَاب الْجَنَّةِ وأَصْحَاب النَّارِ في نفس الآية.[67] كما صار يميل أكثر إلى الإسهاب في وصف العذاب في النار.[68]
وبعد هجرة محمد، فإن آيات الفترة اليثربية المتعلقة بالنار تطورت، فصار التهديد بالنار يشمل اليهود[69] بعد أن كان مقتصراً من قبل على الرافضين لدعوته. وفي خضم الأزمة بين محمد وأعدائه اليثاربة، الذين كانوا الخطر الأكبر عليه، قال: <إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ[70]>. كما صارت الآيات تورد مقارنة بين الجنة والنار.[71]
في نهاية المرحلة اليثربية، وبعد أن تعززت قوة محمد العسكرية، صار القرآن يورد ذكر اللّه ومحمد سوياً، فغدت صيغة «اللّه وَرَسُولِهِ» كثيرة الورود، وكان من المنطقي أن نجد الكافرين يتحسرون في النار، قائلين: <يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ، وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ[72]>.
آيات أخرى في الفترة المدينة (سورة البقرة: 2/24، 39، 81، 167، 217؛ سورة آل عمران: 3/131، 185؛ سورة المائدة: 5/37؛ سورة الأنفال: 8/14).
أسماء النار
يذكر القرآن أسماء مختلفة للنار، وها هي وفق ترتيبها الأبجدي:
<جَهَنمَّ[73]>: هي أبرز أسماء الجنة، وجاء في اللسان بأن أصل الاسم إما عربي، وأن النار سُميت جهنم «لبُعْد قَعْرِها»؛ أو أعجمي من العبرية. وفي الواقع فإن المفردة أتت من جذر سامي آرمي، وفي العبرية גַּהִנָּם بلفظ قريب من العربية.
<الْجَحِيمِ[74]>: والْجَحِيم «النَارُ الشَّدِيْدَةُ التَّأَجُّجِ. وجَحُمَتِ النّارُ جُحُوْماً: اضْطَرَمَتْ، وجحم النارَ: أَوْقَدها». ومنه يقال في العربية: «الجاحِمُ، أي المكان الشديد الحرّ». «وجاحِمُ الحَرْبِ: شِدَّةُ القَتْلِ».[75]
<الْحُطَمَة[76]>: سُميت النار بذلك لأنَّها تَحْطِمُ ما تَلْقى. وفي معاجم اللغة: «نار حُطَمَةٌ: شديدة». و«الحُطَمَة: هي النار التي تَحْطِمُ كل شيء وتجعله حُطاماً أي مُتَحَطِّماً متكسراً».[77]
<سَعِير[78]>: والسَعيرُ: النارُ. والسُعارُ: حَرُّ النار. ويُقال: سَعَرْتُ النارَ والحربَ: هيَّجْتهما وألهبْتهما. ومِسْعَرُ الحرب: هو الرجل الذي يوقِدُها. واسْتَعَرَتِ النارُ وتَسَعَّرَتْ، أيْ توقَّدت. ونار سَعِيرٌ: مَسْعُورَةٌ. وسُعارُ العَطَشِ: التهابُه. لاحظ: «والسُعُرُ أيضاً: الجنون».[79]
<سَقَر[80]>: السَّقْرُ: حَرُّ الشَّمْس وأذَاهُ. يُقال: سَقَرَتْه الشمْسُ تَسْقُرهُ سَقْراً: لوَّحَتْه وآلمَتْ دِمَاغَه بِحَرَّها... وقيل: سُمِّيت النارُ سَقرَ، لأنها تُذِيبُ الأَجْسامَ والأرواحَ.[81]
<لَظَى[82]>: اللَّظى: النار، وقيل: اللَّهَبُ الخالص. وسميت النار لظى لأَنها أَشد النيران.[83]
<هَاوِيَةٌ[84]>: وهي النار يهوي فيها من يدخلها، أي: يهلك. «وقول القرآن <فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ> أي: أُمه التي يأوي إليها، كما يأوي الرجل إلى أمه، هاوية. وقيل: فأم رأسه هاوية فيها، أي: ساقطة».[85]
جاءت هذه الأسماء لتصور جنهم الإسلامية، وربما كان تنوعها يعود إلى اختلاف حالة محمد النفسية أثناء صياغة النص المهدد. واستقصاء هذه المسألة يدخل في إطار دراسة حياة مؤسس الإسلام. ولكن يبقى أن نشير هنا أن البعض يرى في هذه الأسماء إشارة إلى المراتب المختلفة للنار، وإن كل اسم يختص بطبقة نار محددة.
مصدر فكرة النار
إن النار هي أداة العقاب الآخروي في العقيدة الإسلامية، والتركيز على هذه الأداة يعود إلى طبيعة الجزيرة العربية، حيث يعيش أهلها في صحراء؛ فالدعوة المحمدية انطلقت في مكة، ودام نشاطها فيها حوالي ثلاث عشرة سنة، وكان من المنطقي أن يشدّد محمد على حرّ النارِ، ذلك أن مكة، وإنْ كانت مركزاً تجارياً مهماً، إلاّ أنها كانت تخلو من الزرع، على عكس الطائف التي كانت تُعتبر واحة المكيين. ولهذا لا بدّ أن تأثير التهديد كان كبيراً على آمن بفكرة العذاب كما أنذر بها محمد، والذي أراد أن يشعر المخاطب عظمة النار بقوله: «نَاركم الّتي تُوقدون جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ جَهَنَّمَ».
من الواضح هنا تأثير البيئة على فكرة النار باللغة الوصفية، والمفردات الصحراوية مثل: سَمُومٍ ـ حَمِيمٍ، ظَلِيلٍ ـ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ. ولكن يبقى واقع أن الفكرة المحمدية مقتبسة من مصدرٍ أبعد. وعلى ذلك سنعود إلى مؤلِّف كتاب مصادر الإسلام،[86] الذي يقدم لنا معلومات مهمة عن مصدر فكرة النار، والذي يورد الحقائق التالية:
في نص زوهار (من أعمال الكابالاه) مثيل الفكرة القرآنية، «للنار سبع بوابات». ويقول المِدراش على الْمَزَامير (11): «هنالك سبع مقامات في النَّار للأشرار». وفي التلمود (سوتا، الورقة 10ب) يُروى أن داوود حرّر أبسالوم من «دور النار السبعة». وهنالك عقيدة هندوسية مشابهة مذكورة في الأدب السنسكريتي، تتحدث عن سبعة مقامات دنيا أسفل سطح الأرض، وسبع أدوار عليا فوقها. وكما آمن المجوس بغرف النار السبع، التي جاء وصفها في ﮔﺎثاس، حيث روح الشرير «تختبر من الآلام أكثر ما يمكن لكل العالم الحي أن يختبر». إنه مكان قذر، ومنتن، فيه يُقدم طعام سام وكريه، والروح تقطن في ظلام مقام الكذب، بين ريح نتنة ومؤذية.
يرد في الأدب الإسلامي ذكر خازن النار ويسمّى «مالك»[87] الذي يُعتبر في الأدب المحمدي رئيس الْمَلاَئِكَة التِسْعَة عَشَر حراس النار.[88] والمصدر البعيد لهذا الملاك هو مولوخ، الإله الكنعاني الذي كان يُقدم له أضحيات بشرية حرقاً. ومالك مذكور في الأدب اليهودي بأنه «أمير الجحيم»، والاقتباس المحمدي جاء من ِمُولَك الوارد ذكره في الكتاب المقدس على أنه كان معبود الكعنانيين.[89] ومعنى مالك في العبرية والعربية واحد.[90]
يوجد في الْقُرْآن إشارات أخرى للنار، والتي جاءت من المصادر اليهودية والمسيحية بشكل واضح؛ ففي سورة ق (50/30): <يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ: «هَلِ امْتَلأْتِ»؟ وَتَقُولُ: «هَلْ مِن مَّزِيدٍ»>، وهي مشابهة بعض الشيء لما يوجد في أوثيوث للحبر عقيبة (8/1)، الذي يرد فيه: «يقول أمير الظلام يومياً: ”اعطني طعاماً كافياً“». وفي تعزيز لهذا التأكيد، فإن الحبر يستشهد بالمقطع من إِشَعْيَاء (5/14): «لِذَلِكَ وَسَّعَتِ الْهَاوِيَةُ نَفْسَهَا، وَفَغَرَتْ فَمَهَا بِلاَ حَدٍّ». في سورة آل عمران (3/106): <يَوْمَ... تَسْوَدُّ وُجُوهٌ! فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ... فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُوَن>، وهذه فكرة حبرية، موجودة في روش هاشّاناه، الورقة، 17أ: «يقول الحبر إسحٰق بن أبهين (عن أصحاب السعير): بأن وجوههم سودٍ كالمرجل».
وربما كانت شجرة الزقوم[91] في النار الإسلامية، من إبداعات محمد الخاصة؛ فهذه الشجرة ربما جاءت من فكرة شجرة الجنة، أو لعل محمداً كان مديناً بها للتقاليد اليهودية، التي تتحدث عن طعام عشبي مر بوصفه أحد عقوبات النار.[92]
سؤال: هل يبقى مَنْ في النار أبداً؟
وجدت إجابتان على هذا السؤال. فالجواب الأول يقول بأن من فيها خالدٌ اعتماداً على نصوص القرآن.[93] في حين ترى آراء أخرى بأن من فيها ليس خالدٌ، وهذا أيضاً اعتماداً على نصوص قرآنية.[94]
في الرؤية الإسلامية «يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: ”لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ“، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ».[95] وهنا نجد مؤثراً يهودياً، إذْ إنه لدى اليهود اعتقادٌ يفيد بأنه لن يبقى يهودي في النار خالداً، بل لبعض الوقت. وكان مُحَمَّد مطلعاً على هذا الاعتقاد اليهودي، وهذا ما تشير إليه سورة البقرة، حيث نقرأ: <وَقَالُواْ (اليهود): «لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً»[96]>.[97]
كل البشر سيدخلون النار
لدينا إشكالية في تفاصيل أحداث يوم القيامة الإسلامية نشأت من نص ورد في سورة مريم يعلّم بأن كل الناس سيدخلون النار؛ فالنص يقول: <وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا، كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً؛ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا، وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً[98]>.
لا يترك هذا النص مجالاً للشك في أنّ القرار الإلهي ينص على دخول جميع البشر النار. وهذا القرار الإلهي القطعي أثار قلقاً وحيرةً في أوساط المفسرين، وهذا ما يمكن تبينه من خلال ما يورده عن الآية أحد كبار المفسرين، ألاّ وهو القرطبي.[99]
يقول المفسّر بأن ثمة اختلافاً بخصوص معنى عبارة <وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا>، وأن الآراء توزعت:
1. المقصود بها أن جميع البشر سيردون النار. والحديث المحمدي يقول: «الورود الدخول، لا يبقى بَرٌّ ولا فاجرٌ إلاّ دخلها؛ فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم».
هذه الفكرة أوقعت كثيراً من العلماء في ذهول إذْ إن النص قاطع عن الورود بدون أيِّ إشارة فيه إلى الخروج من النار، فتلمسوا لها مخرجاً بقولهم: إنه عندما يصبح الجميع في النار، فإن من له أعمالاً صالحة يخرج من النار، وفق القاعدة التي ورد ذكرها في حديث لمحمد: «فمنهم كَلمَح البصر، ثم كالريح، ثم كحُضْر الفرس [كعَدوْ الفرس]، ثم كالراكب المجِدّ في رَحْله، ثم كشدِّ الرَّجُلِ في مشيته».
2. الرأي الثاني يقول بأن الورود يعني المرور على الصراط.
3. الرأي الثالث: «هو ورودُ إشراف واطِّلاع وقُرب. وذلك أنَّهم يحضرون موضع الحساب، وهو بقرب جهنّم، فيرونها، وينظرون إليها في حالة الحساب، ثم ينجي اللّه الذين اتقوا».
4. ثمة رأي طريف يقول بأن «وُرود المؤمنين النارَ: هو الحمى التي تصيب المؤمن في دار الدنيا، وهي حظُّ المؤمن من النار فلا يردها». وهي تستند إلى حديث يقول: «الحُمَّى حَظُّ المؤمن من النار».
5. «الورود: النظر إليها في القبر، فينجّي منها الفائز، ويصلاها من قُدّر عليه دخولها، ثم يخرج منها بالشفاعة أو بغيرها».
6. ثمة رأي حاول حل المعضلة بقوله إن عبارة <وَإِن مِّنكُمْ> هو خطاب للكفار، وإن منكم هم الكفرة.
7. حاول بعضهم أن يجد مخرجاً من المعضلة بقوله إن نص سورة مريم الإشكالي منسوخ بنص <إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ[100]>. ويرفض القرطبي هذا الرأي لأنه ليس ثمة علاقة ناسخ ومنسوخ بين الآيتيْن.
لكن يتفق أكثر العلماء على أن المخاطب في نص الآية البشر كلّهم، ولا بُدَّ من ورود الجميع النار. وإن عبارة <كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً> تشير إلى حتمية الورود. ويعلق ابن مسعود على الآية: «أي: قسماً واجباً». وما يدعم الرأي القائل بحتمية دخول النار العبارة <ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً>. فالمجموعة الأولى ينجيها اللّه، والثانية يتركها، ولم يقلْ ندخلها.
وهذا الرأي الغالب بين المفسرين الأوائل يرى أن النار تمس الجميع، لكنها تكون بَرْداً وسلاماً على المؤمنين، فينجون منها سالمين. وعلى هذا يميل القرطبي الذي يختم قوله: «وهذا القول يجمع شتات الأقوال، فإنَّ من وردها ولم تُؤذِه بلهبها وحرَّها، فقد أُبعد عنها ونُجِّي منها... فإنْ قيل: فهل يدخل الأنبياء النار؟ قلنا: لا نُطلِق هذا، ولكن نقول: إنَّ الخَلْق جميعاً يردونها... فالعصاة يدخلونها بجرائمهم، والأَولياء والسعداء لشفاعتهم».
في الواقع، إنَّ هذه التفاسير المتباينة للنص تشير إلى مدى الإرباك الذي أحدثه نص سورة مريم، وهذا يعود إلى أن المفسرين نظروا إلى الآية كنص منفصل عن تاريخه. فتاريخ النص يقول بأن سورة مريم سورة مكية، وأن محمداً بعث بالسورة مع المهاجرين إلى الحبشة. ولدينا في المصادر الإسلامية ما يفيد بأنّ السورة كانت وسيلة للتقرّب من حاكم الحبشة؛ فعندما جاء وفد قريش إلى النجاشي للمطالبة بتسليم المهاجرين، فإن جعفرَ بنَ أبي طالب قرأ أمام المجتمعين سورة مريم. وإذا كانت السورة، أو أجزاء منها، تهدف إلى التقرب من الأحباش وتلمس الحماية، فإنه كان من المنطقي أن يسعى محمد إلى إدخال عناصر مسيحية في السورة، ولنلاحظ اسم السورة ـ مريم. ولهذا نجدنا نقبل ما يراه تيسدال[101] بأن الآية ربما تشير إلى إيمان محمد في المطهر. ويعتقد تيسدال بأنه إنْ كانت الإشارة إلى المطهر، فلا بدّ أن محمداً تعلم ذلك من مسيحيي عصره، الذين حاولوا استخلاص هذه العقيدة من (مَرْقُس: 9/49؛ 1كُورِنْثُوس: 3/13)، أو ربما من المحتمل أن محمداً قد سمع النصييْن الإنجيلييْن يُتليان، فأساء فهمهما.[102]
خاتمة
لقد تطور مفهوم العقاب الآخروي بتغير ظروف الدعوة؛ فبدأ محمدٌ الوعظ بلغة شعرية وعيدية تهدف إلى دفع المستمعين إلى الإيمان بالديانة الإسلامية، وانتهى، في ختام حياته، بالتهديد بالعقاب الأشد لكل من يرفض الخضوع للّه وله؛ فصار رفض قبول الخضوع السياسي لمحمد يعني رفض المشيئة الإلهية التي توجب النار الأبدية، كما تبينه الآيات المتعلقة بالنار في المرحلة المدنية. وكلما كانت الحركة الإسلامية في يثرب تزداد قوةً، كلما تعززت سلطة محمد وصار حضور الرؤية الذكورية في الإسلام أكثر قوةً، فشمل العداء للمرأة مجال الآخرة أيضاً، حيث قال محمد إنّ النِّساءَ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ.[103]
وبعد أن كانت المفاضلة بين أهل الجنة والنار تتم بالسماء عبر المقارنة بين أهل الجنة وأهل النار[104] حيث يذكّر أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ الوعد الحق،[105] ويعبّر أهل النار عن الندم، ويطلبون من أهل الجنة الماء والطعام، وحيث يُرفض طلبهم.[106] صار المسلمون يعملون في الأرض على تأسيس جنتهم على طريقتهم، وإشعال النار لأعدائهم كي يعيشوها في الدنيا، ولم يكن ذلك إلاّ لأن الحركة الإسلامية ازدادت ميلاً للحرب مع تنامي قوتها. وفي سنوات محمد الأخيرة في يثرب أخذت تتشكل بوادر الغزو في صيغة الجهاد، وقد ترافق ذلك بنصوص تحريضية، وحديثية، فكانت الجنة والنار من أركان الأدب الجهادي، وهذا ما يلخصه الحديث المحمدي القائل بأن الْجَنَّةُ تَحْتَ بَارِقَةِ السُّيُوفِ، وأن قتلى المسلمين فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلى أعدائهم فِي النَّارِ.[107] فانطلقت السيوف في رحلة طلب جنة الأرض أو السماء، وإرسال الأعداء إلى النار إنْ في الأرض أو السماء، فكانت الصورة الحاضرة في مخيال المقاتل المسلم أبداً:
الجنة والنعيم والحواري للمسلمين، والنار ومختلف صنوف العذاب لأعدائهم.
ــــــــــــــــــ
[1] الْجَنَّةُ لَدَى المُسلِمِين.
[2] سورة المطففين: 83/7 ـ 8.
[3] سورة الحجر: 15/44.
[4] سورة التحريم: 66/6.
[5] سورة المدثر: 74/30.
[6] ابن ماجه، كتاب الزهد.
[7] البخاري، كتاب بدء الخلق؛ مسلم، كتاب الجنة؛ الترمذي، كتاب صفة جهنم.
[8] سورة البقرة: 2/24؛ سورة التحريم: 66/6.
[9] سورة الأعراف: 7/41.
[10] سورة القمر: 54/48.
[11] سورة الهمزة: 104/7.
[12] الجلالان على الآية.
[13] سورة غافر: 40/71.
[14] سورة الحاقة: 69/32.
[15] سورة إبراهيم: 14/50.
[16] البخاري، كتاب الرقاق.
[17] مسلم، كتاب الإيمان.
[18] سورة غافر: 40/72.
[19] سورة المعارج: 70/15 ـ 16.
[20] سورة المؤمنون: 23/104.
[21] الجلالان على الآية.
[22] سورة النساء: 4/56.
[23] التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار، مكتبة المؤيد، الطائف ومكتبة دار البيان، دمشق، 1409ﻫ/ 1988م، ص 96.
[24] سورة المعارج: 70/11 ـ 13.
[25] سورة النبإ: 78/40.
[26] سورة مريم: 19/39. قارن تحسر على ما فات <قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ> (سورة الأنعام: 6/31).
[27] سورة المؤمنون: 23/106 ـ 108.
[28] سورة إبراهيم: 14/21؛ سورة سبإ: 34/33؛ سورة غافر: 40/47.
[29] سورة الأحزاب: 33/67 ـ 68.
[30] سورة ص: 38/61.
[31] سورة سبإ: 34/32.
[32] سورة البقرة: 2/167.
[33] سورة العنكبوت: 29/25.
[34] سورة إبراهيم: 14/22.
[35] سورة ص: 38/59 ـ 60.
[36] سورة الأعراف: 7/38.
[37] سورة الأحزاب: 33/66.
[38] سورة غافر: 40/49.
[39] سورة السجدة: 32/20.
[40] سورة الحديد: 57/15.
[41] سورة الكهف: 18/29.
[42] سورة الغاشية: 88/6 ـ 7.
[43] سورة المزمل: 73/13.
[44] التخويف من النار، ص 146.
[45] سورة الحاقة: 69/36.
[46] الجلالان على الآية.
[47] سورة الصّافات: 37/63؛ سورة الدّخان: 44/43.
[48] سورة الدّخان: 44/45.
[49] سورة إبراهيم: 14/16.
[50] سورة الأنعام: 6/70؛ سورة ص: 38/57.
[51] سورة ص: 38/57.
[52] سورة محمد: 47/15.
[53] تاج العروس، مادة درك.
[54] سورة النساء: 4/145.
[55] التخويف من النار، ص 71.
[56] سورة الطور: 52/14؛ سورة النبإ: 78/27 ـ 28.
[57] سورة الواقعة: 56/41 ـ 48.
[58] سورة الواقعة: 56/52 ـ 55.
[59] سورة المدثر: 74/26 ـ 30.
[60] سورة النبإ: 78/21 ـ 26.
[61] سورة الكهف: 18/53.
[62] سورة المؤمنون: 23/104.
[63] سورة النمل: 27/90؛ قارن من هذه الفترة الآية رقم 48 من سورة القمر (54).
[64] سورة ص: 38/55 ـ 57.
[65] سورة الملك: 67/8.
[66] سورة الأنعام: 6/128؛ سورة الأعراف: 7/38.
[67] سورة الأعراف: 7/44، 55.
[68] سورة يونس: 10/27؛ سورة هود: 11/106؛ سورة إبراهيم: 14/50؛ سورة السجدة: 30/20؛ سورة غافر: 40/49، 72.
[69] سورة البقرة: 2/80؛ سورة آل عمران: 3/24.
[70] سورة النساء: 4/145.
[71] سورة محمد: 47/12، 15.
[72] سورة الأحزاب: 33/66.
[73] سورة مريم: 19/68، 86.
[74] سورة البقرة: 2/199.
[75] لسان العرب والمحيط في اللغة والصحاح، مادة جحم.
[76] سورة الهمزة: 104/5.
[77] لسان العرب، مادة حطم.
[78] سورة النساء: 4/10.
[79] لسان العرب، الصحاح، مادة: سعر.
[80] سورة القمر: 54/48؛ سورة المدثر: 74/26 ـ 27، 42.
[81] لسان العرب وتاج العروس، مادة: سقر.
[82] سورة المعارج: 70/15.
[83] اللسان، مادة: لظي.
[84] سورة القارعة: 101/9.
[85] تهذيب اللغة، مادة: أم.
[86] John C. Blair, The Sources of Islam, Chapter VII, pp 92-103, Madras, Allahabad, Rangoon, 1925.
[87] سورة الزخرف: 43/77.
[88] سورة المدثر: 74/30.
[89] انظر مثلاً: سِفْرُ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ: 11/7؛ سِفْرُ الْمُلُوكِ الثاني: 23/10؛ سِفْرُ اللاَّوِيِّينَ: 18/21؛ سِفْرُ أَعْمَالِ الرُّسُلِ: 7/43.
[90] W. St, Clair Tisdall, The Original Sources of the Qur'an, p. 123.
[91] سورة الصّافات: 37/62، سورة الدّخان: 44/43؛ سورة الواقعة: 56/52.
[92] John C. Blair, op. cit.
[93] سورة البقرة: 2 2/39، 80 ـ 81. 257، 275، سورة آل عمران: 3/24، 116؛ سورة المائدة: 5/37، 80؛ سورة الأعراف: 7/36؛ سورة التوبة: 9/17؛ سورة يونس: 10/27؛ سورة الرّعد: 13/5؛ سورة المؤمنون: 23/103؛ سورة الزخرف: 43/74؛ سورة المجادلة: 58/17.
[94] سورة الأنعام: 6/128؛ سورة هود: 11/107 ـ 108.
[95] البخاري، كتاب الإيمان.
[96] سورة البقرة: 2/80؛ قارن: سورة آل عمران: 3/24.
[97] جون سي بلِر، مرجع سابق، ويورد المؤلف في الهامش الشاهد التالي:
«ليس بوسع نيران الجحيم أن تنال أبدان الخطاة في إسرائيل... الخطاة في إسرائيل سينجون من نيران الجحيم... إن ضياء (أو نار) جهنم لا تتسلط (أو تلمس) أبناء إسرائيل». إيروبين، الورقة 19أ.
[98] سورة مريم: 19/71 ـ 72.
[99] الجامع لأحكام القرآن، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1427ﻫ/2006م؛ المجلد 13، ص491 ـ500.
[100] سورة الأنبياء: 21/101.
[101] W. St, Clair Tisdall, op. cit., p. 197-198.
[102] في عهد إبراهيم المنحول يرد أن عمل كل إنسان يختبر بالنار، وإذا ما التهمت النار عمل المرء فإنه يؤخذ إلى مكان العذاب. انظر تفاصيل أوفى عن الموضوع في كتابيْ تيسدال وبلِر.
[103] البخاري، كتاب الإيمان.
[104] سورة الحشر: 59/20.
[105] سورة الأعراف: 7/44.
[106] سورة الأعراف: 7/50 ـ 51.
[107] البخاري، كتاب الجهاد والسير، وكذلك في كتاب الجزية.
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط