لؤي الدسام
/
Jun 20, 2006
معروفة هي قصة الآيات الشيطانية التي تناولها المفكر سلمان رشدي، والتي بسببها أفتي عليه بالموت، وهي تدور حول ما يقول عنه المفسرون بأنّ الشيطان قد ألقاه في أمنية محمد عند قراءته سورة النجم "ارايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهم لترجى" (تفسير القرطبي لآية 45 من سورة الزمر)
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=39&nAya=45
أما ما لا يقوله المفسرون فهو أن هذه الآيات كانت مناورة تكتيكية من محمد لمراضاة أهل مكة لكنه اكتشف بالنهاية أنها تضر باستراتيجيته المستغلة لفكرة وحدانية الله فنسخ هذه الآيات بالآية:
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّته فَيَنْسَخ اللَّه مَا يُلْقِي الشَّيْطَان ثُمَّ يُحْكِم اللَّه آيَاته وَاللَّه عَلِيم حَكِيم" (الحج 52)
وهذا لم يتم في يوم واحد كما يدعي المفسرون بل على الأرجح انه امتد لفترة أطول مما نتوقع بحيث أن أهل المهاجرين في ارض الحبشة أرسلوا يطلبون عودتهم إلى عشائرهم لان أهل مكة قد اسلموا كلهم، وهذا لم يتم بالفاكس أو الايميل بل برحلة تمتد لأشهر وتجهيز لعدة أيام وبعد أن اسلم كل أهل مكة بفضل هذه الآيات، لكن الحزانى ولدى عودتهم وجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقاه الشيطان؟
وهنا يحق لنا أن نسأل:
من هو أقوى، جبريل ملاك الله، أم الشيطان؟ لان الشيطان دخل على الخط بينما كان جبريل يلقن محمد الآيات، وهنا يجب أن نشك بهذا الجبر يل الذي يحتاج إلى أسابيع لينزل بقرآن أو ينسخ آيات عندما يتعلق الأمر بموضوع هام يخص إيمان المسلمين، بينما ينزل بقرآن بسرعة الضوء عندما يتعلق الأمر بحاجة شخصية للنبي خاصة إذا كانت جنسية من مثل زواجه بزوجة ابنه بالتبني زينب بنت جحش، وهنا نتفق مع عائشة عندما اتهمته بقولها إن الله ليسارع في هواك.
أين ضاعت حقيقة إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظين؟؟
أين ضاعت حقيقة، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؟؟ (النجم 3 ـ 4)
من هنا انطلق لأقول انه يمكن للشيطان كما تجرأ وفعلها مرة في آية النجم أن يكون قد فعلها أيضاً مرات أخرى، ولما لا؟؟ واليكم الشواهد:
الشاهد الأول: هو آية "ومنهم من يقول ائذن لي" (التوبة 49 ـ 54) فالرسول المجاهد في سبيل الله (!) يطلب من جد بن قيس زعيم بني سلمة أن يساعده في حربه العدوانية على بني الأصفر بالقول هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء؟؟ فيرد جد بن قيس، "لا تفتني بهن وائذن لي بالقعود عنك وأعينك بمالي" فينزل الشيطان جبريل بالآية متهما جد بن قيس بأنه منافق وبخيل ليقوم محمد بناء على ذلك بعزله وتعيين زعيم آخر مكانه هو بشر بن البراء! (من كتاب أسباب النزول - للإمام أبي الحسن النيسابوري)
وهنا نعود للتساؤل؟
هل يمكن للإله أن يطلب قتال قوم من اجل سبي نسائهم في سبيله؟؟
هل يمكن لنبي أن يدعو إلى الله بالقوادة وبالترغيب الجنسي في نساء الغير؟؟
هل يمكن أن يكون شخص مثل جد اطهر واعف من النبي بحيث يرد عليه بالا يفتنه بالنساء رغم حبه للنساء، ويعرض عليه المال بدل المشاركة في عيب، ومع ذلك يتهم بالبخل؟؟
لن أعطي جوابا بل اتركه لعقل كل واحد فيكم وضميره وإيمانه الحقيقي وصورة الله في قلبه، مذكرا أن الله هو غاية كل إيمان وليس أحد غيره مهما كان.
الشاهد الثاني: هو من السنة النبوية والحديث الذي يمثل صنو القرآن انطلاقا من أن ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
من ذلك على سبيل المثال ما جاء في صحيح مسلم عن محمد حين كان بين أصحابه فراى امرأة مارة غوقعت في نفسه أي انه اشتهاها جنسيا! فدخل على زوجته زينب وقد كانت تمعس منيئة لها وبدون مقدمات مارس معها الاستمناء الفرجي حتى قضى وطره ثم عاد وخرج لأصحابه. وقال لهم: أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه (صحيح مسلم)
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=2491&doc=1
ونعود إلى التساؤل؟؟
هل يجب أن يمثل النبي قمة الأخلاق أم وضيعها، وهل هذه المراة من عالم أخر أم أنها جارة أو قريبة أو أخت لأحد الحاضرين أو....؟ وبالتالي فان طرحاً بهذه الوضاعة سيضع المجتمع في أزمة شك ورذيلة دائمة، وهنا لا بد أن نقارن في السوية الأخلاقية لهذا الحديث مع مقولة السيد المسيح بان من نظر إلى امرأة جاره فقد زنى.
ماذا سيكون الموقف لو انه كان بعيدا عن أزواجه بحيث انه لم يتمكن من إفراغ شهوته؟ هل كان سيغتصب الامراة طالما أن جبريل جاهز تحت زناره لأي تبرير طارئ.
إذا كان هذا هو موقف الرجل الناضج المتزوج من إحدى عشرة امرأة غير السراري فماذا سيكون حال الأعزب الطائش المتفجر شبابا وشبقا؟؟
ثم ما هذه الفضائحية في الأسرار الزوجية فهو لم يصرف رهطه ليتفرغ لزوجته بل بقوا ينتظرونه، ودخل هو إلى خيمة أو ما يشبه بيت دون أدنى حياء، بحيث سمع وعرف الجميع بما فعل ثم خرج هو و أكد فعلته؟
ونتساءل بالنهاية هنا هل كل ما ينطق عن الهوى وحي يوحى أم يمكن أن يكون رجساً من عمل الشيطان؟؟
الشاهد الثالث : هو عن الشيطان والسحر، الفاعل والفعل الأسود الذي لطالما استهدف النبي المعصوم وصوت الله على الأرض، والمنصور بثلاثة آلاف ملك في بدر والمنسي منهم في أحد وفي قصة لبيد بن الاعصم، فقد استطاع هذا الرجل أن يسحر محمداً عن طريق بضع شعرات سقطت منه أثناء تمشيط شعره، ووضع لبيد السحر في بئر ذروان، فكان يخيل لمحمد انه فعل الشيء ولم يفعله وانه جامع نساءه ولم يجامعهن؟وصدف أن يكون كل الملائكة في إجازة جماعية ولم يتدخلوا في معالجة محمد، بل تم ذلك عن طريق رجلين عاديين شخّصا مرض محمد بأنه مطبوب من قبل لبيد، فيذهب محمد إلى البئر ويردمها ويزول السحر ولكن تبقى التساؤلات لمن في رأسه عقل وإيمان حقيقي. (فتح الباري في شرح صحيح البخاري)
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=5094
والحقيقة فقد كان محمد رحيما هذه المرة مع لبيد، فهل كان هذا حال عائشة عندما سحرتها جاريتها:
(حدثنا سفيان حدثنا يحيى عن ابن أخي عمرة ولا أدري هذا أو غيره عن عمرة قالت: اشتكت عائشة فطال شكواها فقدم إنسان المدينة يتطبب فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها فقال والله إنكم تنعتون نعت امرأة مطبوبة قال هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها قالت نعم أردت أن تموتي فأعتق قال وكانت مدبرة قالت بيعوها في أشد العرب ملكة واجعلوا ثمنها في مثلها)
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=22996&doc=6
طبعا لا فقد باعت جاريتها في اشد العرب بخلا بحيث لايمكن أن تحلم هذه الجارية بالحرية بقية عمرها
ولنرى الموقف الأكثر تطرفا عند حفصة بنت عمر زوجة محمد عندما علمت أن جارية قد سحرتها فكان العقاب هو الموت نعم الموت؟؟؟
(وحدثني يحيى عن مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أنه بلغه أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها وقد كانت دبرتها فأمرت بها فقتلت)
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=7&Rec=2360
وهنا نعود إلى التساؤل في:
ـ ضحالة المستوى الفكري عند محمد وزوجاته ومنهن عائشة التي يأخذ عنها المسلمون نصف دينهم، وذلك بربط الأمراض خطأ بالسحر والشياطين
ـ خطورة تكريس هذه المفاهيم المقدسة عبر الحديث النبوي والقرآن في عصرنا الراهن الذي تجاوز السحر والشيطان بقرون (العربية 19 يونيو 2006)
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/06/19/24874.htm
ـ لا عصمة النبي وخذلان الرب والملائكة له وتركه تحت رحمة رجل عادي مثل لبيد بن الاعصم
إن فعل حفصة بقتلها جاريتها هو فعل شيطاني حقيقي يدل على جور العقاب واستهسال موت الآخرين بوساوس عقولهم المريضة.
يكذب المسلمون بقولهم إن محمداً لم يتزوج أحداً من نسائه إلا بأمر الهي، وبأنه لم يتزوج لغايات دنيوية جنسية بل لأهداف دينية سياسية لإرضاء القبائل لكسبها في الإسلام؟ فتعالوا نرى كيف تزوج محمد صفية بنت حيي وكيف أرضى قبيلتها؟؟؟
فقد كانت صفية الجميلة جدا ذات السبعة عشرة ربيعا عروسا في شهرها الأول، وعريسها هو كنانة بن الربيع الذي يقع في اسر محمد في غزوة خيبر، فهل يفوت عليه فرصة التخلص منه من أجل الظفر بعروسه، ولكن هناك مشكلة ثانية يجب يحلها قبل الإجهاز عليه وهي معرفة أين دفن كنز بني النضير، فلم يتم محاورته في الإسلام أو استتابته ليدخل الدين الجديد بل أن كل ما جرى هو أن أمر محمد الزبير بن العوام بتعذيبه حتى يعترف فكان هذا الجلاد يقدح بزند يستخرج به النار على صدره حتى اشرف على نفسه ثم دفعه النبي إلى محمد بن مسلمة فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة؟ كذلك قتل محمد في هذه الغزوة أخا صفية وأباها حيي بن اخطب، وبعدها قام باصطفاء صفية من السبي بان وضع رداءه عليها، ثم لتدخل دائرة الشهوة النبوية خلال أيام وبعد تمنع (سيرة ابن هشام)
http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes2447.htm
أين نرى الله في كل هذا؟؟
هل في غزو الآخرين بغية سرقة كنزهم وسبي نسائهم؟؟
أم في تعذيب الأسرى بوحشية للاعتراف؟ ألا تشكل هذه الحادثة مبررا تتسابق إليه فروع الأمن في هذا العالم الإسلامي مبررة تعذيبها لسجنائها؟؟
أم في قتل الآخرين بدون مبرر كاسرين مقولة لا تزر وازرة وزر أخرى، فمحمود بن مسلمة قتله مرحب وليس كنانة، فلماذا يقوم محمد بن مسلمة وبأمر من محمد بضرب عنق كنانة بأخيه، وهناك روايات تقول أن محمد بن مسلمة قد قتل مرحب وبذلك يكون قد اخذ بثأره قبل قتل كنانة الذي قتله جمال زوجته؟؟ وألا يشكل هذا مبررا لسجن وقتل الآخرين كرهائن وبدائل عن مرتكبي الفعل؟؟
ثم هل هذه رحمة أم شبق مرضي في ممارسة الجنس مع امرأة ما زالت تسبح بدم أهلها الحار؟؟؟
إني لا أرى إلا الشيطان يسرح ويمرح، أما الله فهو بعيد بعيد، إذا كان هذا هو إلهكم فانه إلهٌ يثير في النفس الغثيان والاقياء.
(للحديث تتمة بل تتمات)
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط