جون نبيل / Mar 05, 2006

اندفع آلاف المسلمين بدافع النفاق في مظاهرة جابت شوارع الناصرة بعد حادث التفجير الذي قام به يهودي متطرف داخل كنيسة البشارة أول أمس الجمعة الثالث من آذار.

 

هذا الانفجار أحدث ضجة كبيرة في الشارع الاسرائلي خصوصا أنّه أوّل حادث اعتداء بهذا الشكل على أحد أهم المقدسات المسيحية في الأراضي المقدّسة.

 

ما يهم في هذه القضية، هو تصرف مسلمي إسرائيل، فما زاد بشاعة الجريمة التي اقترفها هذا الرجل هو ما قام به المسلمون في الناصرة إذ اغتنموا الفرصة وهبّوا للدفاع عن "إخوانهم المسيحيين" بهتافاتهم الهمجية التي اعتدنا على سماعها كلما "دقّ الكوز بالجرة".

 

اندفع الشباب المسلم إلى داخل الكنيسة في محاولة منهم لإيهام الرأي العام أنهم مستاءون من الاعتداء على المقدسات المسيحية؛ طبعا لم يقصّر الأعضاء العرب في الكنيست من النفاق، خصوصا وأن انتخابات الكنيست على الأبواب، فكانت هذه الأحداث بمثابة منبرٍ هامٍّ لدعايتهم الانتخابية، فرأينا الوجوه "المشرقة" كعبد المالك دهامشة المندوب عن القائمة الموّحدة والتي تضم الحركة الإسلامية والذي استغل منبر الحدث للحديث عن تحويل "الجامع الأحمر" في صفد إلى مقر انتخابات لحزب "كديما"؛ ولم ينسَ الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية (الشق الشمالي) من التعليق على الموضوع، وغيرهم كثيرون رأوا بالحدث أرضا خصبة لنفث سمومهم وإبراز نفاقهم كالحديث عن الإخاء والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين.

  

إنّ ما قام به المسلمون مثير للاشمئزاز. الآن يدعون إلى عدم الاعتداء على المقدسات أيّا كانت، لكن أين كانوا حين استفزوا المسيحيين وأرادوا بناء مسجد "شهاب الدين" بمحاذاة كنيسة البشارة، فاستولوا على أرض البلدية وأقاموا خيمة "إزعاج واستفزاز" يعلون فيها أصوات الأذان قدر المستطاع لإزعاج المصلين في الكنيسة.

 

 أين هم من الاعتداءات التي تطول الكنائس في العراق؟؟

أين كانوا عندما دخل المسلمون الإرهابيون للاحتماء بكنيسة المهد في بيت لحم وعبثوا فيها نجاسة؟

أين كان مسلمو إسرائيل من أحداث قرية طرعان قبل حوالي العقد؟ حين اعتدوا على الكنيسة ساعة صلاة الجمعة العظيمة وقتلوا شابا مسيحيّا؟

 

انطلق المنافقون في شوارع الناصرة يحملون أعلامهم الخضراء المكتوب عليها "لا اله إلا الله.."

ليحتجوا على الاعتداء على كنيسة البشارة.

من سألهم أن يقحموا أنفسهم في هذه القضية؟

 

نحن واثقون بالفاتيكان الذي لم ولن يقصر بحقنا مرّة ونحن على علاقة بكل القيادات الروحية في البلاد التي تعرف كيف تتصرف في مثل هذه المواقف.

لا نريد أن ُنباع ونُشترى بأسواق أعضاء الكنيست الانتخابية، كما ولا نريد تدّخل المسلمين كيلا يقولوا يوما: "نحن نحمي المسيحيين" ثمّ يطعنونا بسوء أخلاقهم وبشاعة تصرفاتهم.

كفاكم نفاقا، اتركوا قضايانا نعالجها بأساليبنا الحضارية وبالشكل الذي نراه مناسباً، فليس من شيم المسيحيين الهمجية ولا الاعتداء على من اعتدى علينا. حسبنا أن نقول للمعتديين كما علّمنا مخلصنا يسوع: "يا أبتاه اغفر لهم فإنهم لا يعرفون ما يفعلون".

=============

جون نبيل، الأراضي المقدسة

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط