سيمون جرجي / Nov 11, 2007

قرأنا مؤخّراً مقالاً طازجاً يفتح النفسَ على آفاق "الأكّاديميّة الإكليروسيّة"، سطّره يراعُ الأرشمندريت إيليّا طعمة ونشره في "رسالة الرعيّة" أو "نشرة الأحد" في الرابع من الشهر الجاري تحت عنوان "ديني ودين الآخر":

http://www.alepporthodox.org/ar_index.html

كتبه رداً على مقالٍ للسيّد بسّام درويش منشور على صفحات موقع "الناقد" بتاريخ 28 تشرين الأول 2007 بعنوان "الشيخ محمد بولس اليازجي مفتي طائفة الروم الأورثوذكس في حلب والإسكندرون":

http://www.annaqed.com/ar/content/show.aspx?aid=15976

وقد كان محور نقد السيّد درويش في ردِّه أعلاه، هو كتابة مثل هذا المقال الذي يمجّد ويفخّم "رمضانَ" شهرَ صومِ المُسلمين، بيدِ أَحد أساقفة الكنيسة الذين يُعتبرون خلفاءَ الرّسلِ وحاملين الإيمان المسيحيّ وحماته. ويرّد الأرشمندريت (وسأستبدل لقبه الكنسيّ هذا بلقب الإمام الإسلاميّ لأنّ الثاني يليق فيه أكثر) على هذا "الردّ" قائلاً بأنّ ما قاله فضيلة شيخه المكلّل بعمامة الرياء، هو مجرّد "خطبة" قيلت في مناسبة اجتماعيّة معيّنة، ولا يجوز وضعها في إطارِ "مقال" كيلا تُفهم بأشكالٍ خاطئة متعدّدة. وقبل أن أبدأ أذكّره بقول الشّاعر:

زنِ القولَ من قبل الكلام فإنّما ..... يدلُّ على قدرِ العقولِ التكلّمُ.

فبعد أن ألقى فضيلة الشيخ بولس اليازجي خطبةً لاهوتيّةً إسلاميّةَ الشّكل والمضمون في إفطار دُعي إليه فضيلته، سارعت الصّحف السوريّة والمواقع الإلكترونيّة إلى نشرها كاملةً أو نشر بعضٍ مما جاء فيها. وكي لا يتّهمنا الخصوم بتحريف النّقل والاستشهاد، فإنّ مقالَ السيّد بسّام درويش جاءَ انتقاداً للخطبة الرمضانيّة "شهر رمضان جوّاد وصوّام" حسبما نشرها موقع "المجلس الوطنيّ السوريّ" في صفحته "حوار الأديان":

http://csar-sy.org/arabic/modules/news/article.php?com_mode=nest&com_order=0&storyid=32

ونسي الإمامُ ابنُ الطعمة أنّ الموقعَ نفسَه نشرها مذيّلةً بـ"قلم" شيخه اليازجي دون الإشارة أبداً إلى أنّها "خطبة" أو "كلمة" قيلت في مناسبة معيّنة. ولو كان اتّهامُه صحيحاً لكان اليازجي نفسُه هو السبّاق إلى صفحة التعليقات طالباً من الموقع هذه الإضافة منعاً للالتباس وسوءِ فهمِ القارئ! ولو كان هو أيضاً، أعني سماحته، غيوراً على سمعة شيخه "الأكّاديميّة" و"اللاهوتيّة"، كما يدّعي في هذيه ذاك، لسارعَ إلى الصُّحفِ والمواقع التي نَشرَتْ مقالَه هذا ليؤكّد على أنّها خطبة مائدة من موائد الإفطار الرمضانيّة لا أكثر! كما لم يلحظْ سماحتُه أنّ الكلمة سُبّقت بعبارة "وإكراماً للتقارب المسيحي - الإسلامي ننشر هذا المقال" تأكيداً على أنّه "مقال"، وليس فقط خطبة فاه بها صاحبُها في مناسبة دينيّة إسلاميّة.

لن أتعرّض لهرطقات اليازجي في خطبته، وهو عينه من قال الشاعرُ فيه:

سكتت بلابلةُ الزّمانِ ..... وأصبحَ الخفّاشُ ناطقاً. إذ يكفي ما كتبه بسّام درويش، فهو على إيجازه كافٍ ودال على سوء "الخطبة" أو "المقال" وفوحِ رائحةِ نتنِ "النّفاق" منها؛ بل سأجولُ في متاهات الإمام طعمة (صاحب المنبر الجديد) المُرشدة إلى الباطل.

سارع سماحتُه، أي الإمام ابن الطعمة، إلى الإشارة من بعيد ومن خلال بوقه المكلَّس إلى موقع "الناقد" المعروف (حسب قولِه) "كموقع إلكترونيّ غير وطنيّ ومشهور بتطرّفه ضدّ الإسلام". وأنا أسأله هنا: هل له أن يأتيَنا بحجّةٍ واحدة فقط، يُفنّد فيها ما جاء في الموقع المذكور عن الإسلامِ ونبيّه محمّد؟ وإن لم يفعل كان كحمارٍ جاع فصاح ونهقَ وضجَّ فتأتيه بالشّعير فيُهمهمُ له ويسكتُ ويحشرُ رأسه في سطلِ طعامِه هذا! فإنَّ العينَ قد تنكرُ ضوءَ الشّمس من رمدٍ كالفمِ ينكر طعمَ الماءِ من سقم.

كما ادّعى ابنُ الطعمة الأكّاديميّة العلميّة ومنهجيّة البحث الجامعي في انتقاده للمقال الآنف الذكر، مُشيراً إلى أنّ صاحبَه، أي بسّام، غفل ولم يلحظ "وجود إشارتي الاقتباس". ونحن نردّ تهمته هذه قائلين: لو كنت أكاديمياً حقاً، فقد كان أولى بك، على الأقلّ، ذكر الموقع علناً، واسم المقال موضوع الانتقاد، لا الإشارة إليه بالغمز واللمز، وهذا لا يليق بأكّاديميّ لاهوتيّ مثلك.

ألا يُمكن الاعتقاد هنا أنّ الأسلوب الظلاميّ الذي اتّبعه سماحته جاء خوفاً من السؤال التالي: وأنت يا سيّد كيف عرفتَ بالمقال وبالموقع وهو محجوب في سوريّة؟ أتساءلُ أيضاً ألا يحقّ للسلطات السوريّة الآن إلقاء القبض عليه بتهمة الاطلاع على وثيقة ممنوعة قراءتها في موقع محجوب حرّمته سيوف الرّقابة السوريّة وقانون إعلان "الطوارئ"؟ كيف تمكّن، وبأيّة وسيلة، من دخول "الناقد" المحجوب، ضارباً بعرض الحائط توجيهات وزارة الإرشاد بين "الحلال والحرام"؟ هل هذا يعني أنّ المخابرات السوريّة السّاهرة على أمن المواطن السوريّ، والتي تختار له مأكله ومشربه وملبسه وحتى كتابه (حرصاً على سلامته الصحية والفكريّة)، قد بدأت تفقد السيطرة، بسبب ثقوب في شبكتها الإلكترونيّة؟!!! وخارج هذه الحلبة السوريّة نذكّر الأرشمندريت بأنّ موقع "المجلس الوطني السوري" أورد الكلمات بين "قوسين" وليس "مزدوجين" وبين هذه وتلك فرقٌ عظيم في اللغة والتعبير، فليراجع صيغة النشر من ادّعى المنهجيّة!

وهكذا تمّ النشر أيضاً في كلّ من "موقع العالم الأخباري" قسم الشريعة والحياة:

http://www.alalam.ir/site/assay/lifepage410.htm

وموقع "حركة القوميين العرب" قسم الأخبار:

http://www.alkawmiyeenalarab.net/news.php?action=view&id=286

وموقع "جريدة الثورة" السوريّة:

http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=13048868320070913233347

وعدد آخر من المواقع الإلكترونيّة التي نشرت "المقال" بحسب الصيغة التي ذكرناها قبل قليل.

نعود إلى مقاله ذاك لنقرأ فيه "علماً أن ما جاء مباشرة وصريحاً في الكلمة يحيد تماماً عن فكرة "الإنزال" الإسلامية بخصوص الإنجيل، إذ تقول الكلمة "وأعلن يسوعُ إنجيله..."، ولهذا معنىً عميق في الإيمان المسيحي فالمسيح هو كلمة الله وهو من يعلنها كرازةً وحضوراً".

هل تعني أنّ القرآن يكذب؟ كيف تجاسرتَ وبأيّ صفاقة وجه تجرّأتَ لتقول بكذب القرآن ومحمّد وتعاليمه؟ آه... ستخبرني باختلاف الإيمان! نعم... هذا صحيح! لكنّ الأمر واضح فواحد من الاثنين كاذب: إمّا الإيمان الإسلاميّ بقوله بنزول الإنجيل في رمضان، أو الإيمان المسيحيّ الذي يُعلّم، بشكلٍ لا يقبل الجدل، أنَّ الأناجيل كُتبت بإلهامِ الروحِ القدسِ بأقلام الإنجيليين الأربعة في فترات تاريخيّة متراوحة؟

يتّهم سماحتُه الناقد بسّام ويقول: "لقد اختلط الأمر على المنتقد للكلمة، وهذا يعود لانعدام معرفته اللاهوتية في المجال المسيحي خاصة والإسلامي عامة". وكي نتأكّد من هويّة الذي اختلطت عليه الأمور سنقوم بمراجعة سريعة لخطب ومقالات الشيخ اليازجي المنشورة في الموقع الرسميّ لأبرشيّته الحلبيّة.

إنّ الموقع الرسميّ لأبرشيّة حلب للروم الأورثوذكس

 http://www.alepporthodox.org/ar_index.html

قد كرّس قسماً خاصّا بمطران الأبرشيّة وهو فضيلة الشيخ اليازجي موضوع الحديث. في قسمه هذا سنذهب إلى صفحة "عظات ومقالات" ومنها إلى صفحة "كلمات". يقول فضيلته في خطبة له تحت عنوان "رأي مسيحيّ في اختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلاميّة": "أنّنا ]نحن المسيحيّين[ مرآته ]أي الإسلام[ التي يرى فيها وجهه الحقيقيّ، فيبدِّل فيه ما لا يريده ويحافظ أمامها على ما يودّه في هويّته". ماذا؟!!! هل صار المسيحيّون مرآةَ وجهِ الإسلامِ، فإذا نظر الإسلامُ في مرآته هذه لَشــاهَدَ "وجهاً" "حقيقيّاً" له؟! يا إلهي ارحمني! لا ولَهُ أن يُبدِّل في وجهه الحقيقي، أي فينا نحن المسيحيّين، ما لا يُريده! حسناً إذن... فيسوعك يا ابن الطعمة قد صار عيسى القرآن، وإلهك المصلوب قد غدا نبياً رفعَه اللهُ ولم يُصلبْ بل "شُبّه لهم"، ثالوثك هرطقةٌ وإشراكٌ، وتجسّدُ مسيحِك هذرٌ وهذيان: هذا ما يُريده الإسلام في وجهه الحقيقيّ... قبّح اللهُ وجهَك يا سماحة الإمام وسخّم وجهَ فضيلة شيخك اليازجيّ.

يقول شيخُك أيضاً وأيضاً في كلمةٍ ألقاها في مؤتمر السّلام المنعقد في ألمانيا بتاريخ 7 أيلول 2003 بعنوان "تناغم الأديان وتنافرها... الأسس الفاصلة بين التديّن والأصوليّة": "جميع الأديان ما هي إلاّ مذاهب وطرق توّد وتبغي الوصول إلى تحقيق عيش الناس في أخلاق اجتماعية ترضي هذا الإله. وتعدّد هذه الرؤى مهما تنوع يجب ألاّ يصل إلى التناقض كما يحصل في، حالات خاطئة تفسد الدين عينه وهي، الأصولية الدينية".

هل أصبحت المسيحيّة طريقاً كطريق اليهوديّة والإسلام؟ أنسيت أن ربّك (وحرامٌ عليّ أن أنسبه إليك) قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة"؟ لا طريق إلا هو ولا خلاص إلا به وفيه. هل صارت المسيحيّة مذهباً "تبغي الوصول إلى تحقيق عيش الناس في أخلاقٍ اجتماعيّة تُرضي هذا الإله"؟ ما أبعدك عنها يا جاحدَ النعمة! هل صار يسوعُ وتعاليمُه رؤيةً بين بقيّةِ الرؤى الإنسانيّة؟ انزعْ ثيابَ كهنوتِك وقبلَ أَن تَردَّها اغسلْها بعارِ كلامِك، فقد قال يسوع فيك: "من أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبي في السّماء"!

هل تعيب الآخرين بمنهجهم الأكاديميّ وانعدام معرفتهم اللاهوتيّة يا جاهلاً في أبسط قواعد الإيمان المسيحيّ. اِبْلَعْ مقالك وبِلَّ نشرتك في مائك المنجّسة وبعد أن تنشرها في قبر جوفك المكلّس أخرجها إلى علن خلائك علّ أبناء رعيّتك يشهدون على بطلانك وبطلانها يا مراءٍ قد أطلتَ أهداب ثوبك وسبقتك فريسيّتك إلى منبر المسيح العادل.

 

أكتفي بهذين الشاهدين، وقد تعمّدتُ اقتباسهما من منبر أبرشيّتك الرسميّ، لأؤكّد لك أنّك أنت ذاك الجاهل الذي "يخلط بين الأمور" لأنّك رغم دراستك اللاهوتيّة وإيمانك المسيحيّ تفتقر إلى أدنى العناصر التي يُمكن من خلالها تكوين خطابٍ مسيحيّ صحيح.

 

هذا كان غيض من فيض سماحة الإمام إيليا طعمة بوق ومنبر فضيلة شيخه بولس اليازجي هداهما الله وهدى كلّ من تسوّل له النفس اتّباعهما والانضواء تحت علم فسادهما وفساد إيمانهما. ردّكما الربّ يسوع إلى طريقه وعلّمكما حقّه وأسبغ عليكما قبساً من نور حياته يا قادة بدون بصر وبصيرة.

=============

إني وإذ أشكر السيد سيمون جرجي لردّه على ردّ الأرشمندريت أودّ أن أضيف إلى تعليقه الملاحظات التالية.

 

عندما يقتبس إنسان عبارات من شخص آخر فإنه يفعل ذلك عادة ليؤكّد بها فكرة يؤمن بها أو موضوعاً يطرحه، أما إذا تعارضت هذه الفكرة مع مبادئه فإنّ عليه أن يلفت نظر قرائه إلى أن هذه الفكرة لا تعكس معتقداته، وعلى وجه الخصوص عندما يكون هذا الشخص المتكلم على هذا المستوى من المسؤولية الروحية، وإلا سيكون مصدر عثرة لرعيته. يبدو أن حضرة الكاهن الذي وكّله المطران بالرد على مقالتي قد نسي ما يقوله الإنجيل:

"وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ". (متى 18: 6)

 

ـ يقول الأرشمندريت طعمة في رده أيضاً:

"المؤسف حقاً انه قد سبق لهذا الموقع التهجم بمقالات لاذعة وساخرة على العديد من المطارنة والكهنة خاصة أولئك الذين يعملون في سبيل العيش المشترك والحوار المسيحي الإسلامي بل طال بانتقاده حتى صاحب الغبطة عندما قام بتعليق وسام القديسين بطرس وبولس على صدر أحدى الشخصيات الإسلامية الوطنية، بقوله كيف تعلق صورة القديسين على صدر مسلم!"

 

لقد ألقى حضرة الأرشمندريت على مسامعي درساً عن الأمانة في الاقتباس، وليته أثبت أمانته في ما اقتبسه هو نفسه. لقد جاء في الفقرة أعلاه أنّ هذا الموقع .. "طال بانتقاده حتى صاحب الغبطة عندما قام بتعليق وسام القديسين بطرس وبولس على صدر إحدى الشخصيات الإسلامية الوطنية، بقوله كيف تعلق صورة القديسين على صدر مسلم!"

هنا يجدر الذكر أن المقالة التي يتحدث عنها الأرشمندريت كانت قد نُشِرَت في الناقد في ديسمبر 2003 وهي لشخص أورثوذكسي مخلص لطائفته وحريص عليها كل الحرص إلى درجة أنه كتب لي مؤخراً يطلب مني أن لا أرد على الأرشمندريت.

http://www.annaqed.com/ar/content/show.aspx?aid=15980

وطبعاً، لم يذكر الأرشمندريت اسم كاتب المقالة ولا هو أيضاً قد ذكر اسمي في تعليقه على ما كتبتُ وهذا بحد ذاته لا يعبّر أبداً عن الأمانة في الرد. لكنّ هذا ليس بيت القصيد.  إنّ العبارة التي كتبها الأرشمندريت: "...بقوله كيف تعلق صورة القديسين على صدر مسلم" فهي عبارة لا وجود لها إطلاقاً في مقالة السيد زياد. ج. والذي أحتفظ باسمه الحقيقي بناء على طلبه.

إضافة إلى ذلك، فالسيد زياد لم يعبّر عن امتعاضه لتعليق وسام القديسين المذكورين على صدر مسلم، إنما لتعليقه على صدر شخص مثل مصطفى طلاس متسائلاً عن المآثر التي حققها هذا الرجل الذي أثرى على حساب الشعب السوري حتى يستحق هذا الشرف!

 

هنا، أودّ أن أقول إنّ غايتي من الانتقادات التي أوجهها إلى رجال الدين المسيحي ـ أو التي أنشرها على الموقع لأناس آخرين ـ ليست للتعريض بأحد منهم، فالجميع يعرف مدى احترامي لرجال الكهنوت والقسس من جميع الطوائف. غايتي هي تذكيرهم أن زمن الجزية قد ولّى وأنّ لا أحد يجبرهم على هذا التذلل. لا أحد يطلب منهم أن لا يعملوا من أجل التعايش مع المسلمين ولكن ليس على حساب كرامتهم وكرامة رعيتهم وقبل كل شيء على حساب إيمانهم المسيحي.

لهذا، فليتوقّع المنافقون المتزلفون أن يروا في المستقبل صورهم منشورة على هذا الموقع تزين صدورهم ميداليات خاصة تعطي كلاً منهم حقه!

بسام درويش

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط