مفتي الناقد / May 25, 2015

العلم والصين

سماحة مفتي الناقد

لماذا خصص الرسول صلى عليه وسلم الصين في تشجيعه للمسلمين على طلب العلم وليس غيرها من بلدان الله؟

===============

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير النبيين.

كانت الصين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أبعد البلدان التي سمع بها العرب، ولو كانت أمريكا معروفة آنذاك لربما كان قد خصصها بقوله ذاك عوضاً عن الصين. لذلك، لا يجب أن نفهم من قوله صلى الله عليه وسلم أن بلاد العرب كانت تفتقر إلى العلوم والمعارف، فالله قد أعطى أمة المسلمين كتاباً لم يعطه لأمة أخرى، ضمنه كل العلوم من الطب والفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلك واللغة وغيرها، كما أنطق الرسول أقوالاً تفوق في حكمتها كل عقول البشر، لكنّ الله سبحانه وتعالى لم يكشف هذه العلوم للمسلمين لغرض تشجيعهم على عدم التوقف عن قراءة كتابه الكريم ودراسته وتمحيصه والبحث في أقوال الرسول لاستخلاص المعرفة والخير لهم وللعالم أجمع.

لكنْ، وللأسف الشديد، اكتفى المسلمون بحفظ القرآن الكريم وتحفيظه وتركوا استخلاص ما فيه وما في أحدايث الرسول الكريم من المعارف والعلوم لغير المسلمين الذين سارعوا إلى نقلها إلى لغاتهم وسبقوهم إلى حل رموزها وأسرارها.

على أية حال، إنّ استخدام المسلمين لما اكتشفه غيرهم من هذه العلوم هو أمر لا غضاضة فيه إطلاقاً إذ أنهم هم أصحابها الشرعيون ويملكون حقّ براءتها وهم بذلك أولى بها من غيرهم، والله أعلم!

دار الناقد للإفتاء

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط