بسام درويش / Jan 30, 2002

قالت جماعة تدافع عن حقوق الإنسان، إن منع الإرهابيين الذين اقتادتهم القوات الأميركية إلى غوانتانامو "من تشغيل حواس النظر والسمع والشم واللمس سيجعلهم غير قادرين على التمييز ويعرضهم للهلوسة." كما ذكرت الجماعة بأنه يُخشى بذلك على الأسرى من أن يقعوا "ضحية للهلع وتغير المزاج والوقوع في قبضة كوابيس مرعبة."

************* 

قضى هؤلاء الإرهابيون جلّ سنين عمرهم، إن لم يكنِ العمرَ كلّه، وهم يستخدمون حاسة النظر لقراءة كتب تحوي ما هب ودبّ من تعاليم عجيبة غريبة، وكذلك حاسة السمع للاستماع إلى "حكماء" عصرهم وزمانهم يؤكدون لهم مصداقية هذه التعاليم وألوهيتها.

قضوا جلّ عمرهم وهم يحملقون عيونهم في وجوه أولئك العلماء يحدثونهم، مما بين أيديهم من كتب، عن السحر والجن والعفاريت.

قضوا عمرهم وهم يأملون بأن يروا قرون الشيطان ترتفع بالشمس عند الشروق وتهبط بها عند الغروب. وقضوا عمرهم يحلمون ليلاً ونهاراً بحوريات الجنة وغلمانها المخلدين وخمرها ولبنها وعسلها..

وبعد كل هذا يطلع علينا اليوم من يقول أنه يخشى عليهم من الهلوسة!..

هل هناك حقاً بعد هلوستهم هلوسة؟

أليست هلوسة هؤلاء الأغبياء هذ التي دفعتهم إلى قتل الناس طمعاً في عذارى الجنة وفواكهها؟..

 

هذه الكمامات التي جُعلت فوق عيونهم وآذانهم، إنْ هي إلا رحمة بهم، تساعدهم على فتح حوار مع ضمائرهم، بصمت وهدوء، لعلّهم يعودون إلى الواقع ويعرفون أيّ مبلغ بلغت تعاليم الحقد والكراهية بهم!..

 

يخشون عليهم من تغير المزاج؟..

لكنّ هذا المزاج هو عينه الذي يريد المسؤولون العسكريون أن يغيّروه كي يخلّصوا العالم من خطره؟.. هذا المزاج الذي ينتقل بهم بين لحظة وأخرى إلى فردوسهم الخيالي فما أن يروا ما ينتظرهم فيه من ألوان السعادة حتى ينقلبوا وحوشاً كاسرة على حراسهم يريدون الموت بأي ثمن!   

أحقاً تخشى جماعات حقوق الإنسان عليهم من "الهلع والوقوع في قبضة الكوابيس المرعبة"؟.. أليسوا هم أنفسهم الكابوس المرعب الذي يعاني منه العالم؟

إلى هؤلاء الذين يخشون عليهم من الهلوسة والكوابيس المرعبة أقول:

عودوا إلى الواقع وكفاكم أنتم هلوسة!

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط