بسام درويش / Feb 02, 2004

أصبح أمراً عادياً أن يستفيق المرء كل يوم، فلا يشاهد أو يسمع وهو يتنقل بين محطات التلفزيون، إلا أخباراً جديدة عن أعمالِ قتلٍ وإرهابٍ، وتفجيراتٍ انتحارية، وتدميرِ مبانٍ، ومخططاتٍ لاختطافِ طائراتٍ مدنيةٍ وغير ذلك. أما ما هو ليس بمستغربٍ على الإطلاق، فهو أن يكون ذكر "الإسلام" القاسم المشترك بين كل هذه الأخبار.

لقد أصبح العالم كله يعيش تحت وطأة هذا المذهب الشرير الذي تأسس على الإرهاب وانتشر بسيفه. روسيا والصين والهند وأفغانستان والعراق ولبنان وسوريا وإيران والسعودية وإندونيسيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وأمريكا وإسرائيل ونيجيريا والفيليبين وإلى آخر دولة يتواجد فيها مسلمون.. كلها تعاني من الإسلام.

المعاناة من تعاليم الإسلام لا تقتصر على غير المسلمين، فالحق يقال بأن المسلمين أنفسهم يعانون أيضاً من تعاليمه. فهذه هي الجزائر يذبح أبناؤها بعضُهم البعضَ الآخر، وهاهم المسلمون في العراق وأفغانستان وتركيا والسعودية وغيرها يسقطون قتلى على يد أخوانهم المسلمين. وهكذا.. فكيفما قلّبنا الإسلام، لا نرى عليه إلا صورة الموت!..

تعاليم هذه الملّة، لا تتوقف عند تشجيع أتباعها على إرهاب العالم، أو تؤدي بهم إلى التقاتل فيما بينهم فقط؛ فالذين لا يموتون منهم من جراء الإرهاب أو الرد على الإرهاب، يموتون من الفقر والجوع والمرض والجهل، بالإضافة إلى مئات الألوف الذين يذهبون ضحية الكوارث الطبيعية في ظل أنظمتهم الإسلامية المتأخرة التي يبدو واضحاً أن آخر ما يشغل فكرها هو عمل أي شيء لدرء خطر هذه الكوارث عنهم.

يَقتُلون من أجل هذا الله، ويُقتلون من أجله، ويَغرقون في مياه الطوفانات ويُدفنون تحت الأنقاض ويفطسون بالأوبئة، ولا يرى الناجون منهم فيما يصيبهم إلا قضاء وقدراً مكتوباً لا يُلامُ عليه حاكِم ولا محكوم.  

أما الأمر المحزن حقاً، فهو أنّ الذين لا يموتون من جراء الإرهاب أو الكوارث الطبيعية أو المرض أو الجهل أو الفقر، يموتون قتلى دهساً بالأقدام وهم يؤدون شعائر هذا الدين السخيفة، أو يعيشون على هامش الحياة جثثاً متحركة تُسمّى خطأً بـ "الأحياء"!..

ما يقارب المائتين وخمسين حاجاً مسلماً، لقوا حتفهم البارحة تحت أقدام "أخوانهم" الحجاج وهم يتدافعون لرمي الشيطان بأحجارهم.

ليست هي المرة الأولى التي يموت فيها تحت الأقدام عدد كبير من هؤلاء المساكين الجهلة راجمي الشيطان. ستة وثلاثون منهم (هذا ما تم الإعلان عنه فقط) قُتلوا في العام الماضي. وفي عام 2001 خمسة وثلاثون، و 1426 شخصاً في عام 1990  و 180 شخصاً في عام 1998 و 270  شخصاً في عام 1994، هذا عدا عن الثلاثمائة والأربعين الذين قتلوا في الحريق الذي شب في الخيام المنصوبة حول مكة في عام 1997 أو الأربعمئة الذين قتلوا في أعمال الشغب في عام 1987.

*****

إنّ المرء لا يستطيع إلا أن يشعر بالرثاء لهؤلاء المساكين "المُعتّرين"!..

هل هم حقاً بحاجة للتقاطر كل عام من مختلف جهات العالم إلى هذه المنطقة في مكة، لأجل رمي الشيطان بحجارتهم؟

فقط، لو أدرك هؤلاء المساكين أن الشيطان هو أقرب إليهم حيث هم ـ أينما كانوا ـ من مكة لما احتاجوا إلى تكبّد عناء ونفقات السفر إليها لرمي الشيطان. لو أدركوا أن الشيطان هو ذاك الذي يقف أمامهم في المسجد، يؤمّهم في صلاتهم ويوهمهم بأن عليهم السفر إلى مكة ليرموه بحجارتهم. لو أدركوا أن الشيطان هو بين حروف كل كلمة من كلمات الكتاب الذي يتلون ويجلّون ويُقبّلون. لَعرفوا آنذاك أين عليهم أن يقذفوا بحجارتهم. لا بل، لعرفوا من هم الأحق بأن يٌداس عليهم بالأقدام!  

"هيم هيم.. ساطان بينيهيم.." مثل عبري ترجمته بالعربية الشقيقة: "هُمُ همُ.. الشيطانُ بَينهمُ!!.."

***********

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط