بسام درويش / Feb 14, 2002

ذكرت جريدة واشنطن بوست أنه بعد أن أُودِعَ أسرى القاعدة وطالبان في زنزاناتهم في قاعدة غوانتانامو التابعة لسلاح البحرية الأميركي بكوبا، قام المسؤولون الأميركيون بإعطاء كل واحد منهم شرشفاً وقرآناً ومنشفة إضافية يمكنهم استعمالها كسجادة صلاة إن أرادوا!

**********

لا نعلم إذا كان المسؤولون الأميركيون هم مصدر فكرة إعطاء هؤلاء الإرهابيين قرآناً وسجادة صلاة، أو إذا كان الأمر استجابة لطلب من المسؤولين السعوديين (وهذا هو الأرجح). ولكن، وعلى أية حال، كائناً من كان هو مصدر الفكرة، لا بدّ من القول بأنها فكرة سيئة جداً!..

ربما كان القرار حقاً قراراً من مسؤول أميركي لغاية إلهاء الإرهابيين بشيء اعتادوا على قضاء وقت طويل في ممارسته، كالتفرغ لقراءة القرآن، أملاً بأن يبعدهم ذلك عن إقلاق راحة الحراس، مثل القيام بأعمال تمرد بين الفترة والأخرى. 

ولكن الحقيقة، إنّ ما كان هؤلاء الإرهابيين بحاجة ماسة إليه قبل كل شيء، هو إبعادهم عن كل ما له علاقة قريبة أو بعيدة بالدين. ألم يكن الدين هو الذي أوصلهم أساساً إلى حيث هم؟..

لقد كان من الأفضل لو قام الأميركيون بنصب شاشات تلفزيون كبيرة في زنزاناتهم تعيد عليهم ليلاً ونهاراً مشاهد من الجرائم التي ارتكبها إرهابهم. مشاهد عن الأطفال الذين يتموهم والأزواج الذين رمّلوهم في نيويورك أو أفغانستان أو أي مكان آخر في العالم عانى من إرهابهم.  

ربما كان من الأفضل أن يُعطى هؤلاء الإرهابيين كتباً عن الديانات الأخرى، كالمسيحية أو البوذية أو الهندوسية أو غيرها.. فهم في أمس الحاجة لأن يطّلعوا على ما حُرموا من الاطّلاع عليه من ثقافاتِ وأفكارِ ومبادئ الشعوب الأخرى. هم بأمس الحاجة لأن يعرفوا أن لا أحد على وجه الأرض يدعو إلى إهلاكهم أو يشجّع على كراهيتهم.

ربما لن ينفعهم لا الاطّلاع على فكرٍ آخر، ولا مشاهدةُ آثارِ جرائمهم وجرائم إخوانهم في الإرهاب، حيث أنّ عقولهم لا شكّ في أنها تحجّرت، وضمائرهم لا شكّ في أنها ماتت، ولكن أمراً واحداً مؤكداً هو أنه من الخطأ تغذيتهم بالطعام نفسه!

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط