حسين ديبان / Apr 03, 2006

عقد الشهر الماضي مؤتمر لنصرة نبي العرب في الدنمارك بدعوة من وزارة الخارجية الدنماركية ومؤتمر ثان في العاصمة البحرينية المنامة. كان الهدف من عقد هذين المؤتمرين رد الإساءة المزعومة التي أصابت نبي العرب بعد أزمة الرسوم الكاريكاتيرية وللدعوة لنصرته وتبيان فضائل دعوته وسماحة سيادته وسعة رحمته وشفاعته ودماثة خلقه ولطافة وخفة دمه دون الخوض طبعا بحقائق هذا النبي من قتل وإجرام، ودون ذكر موبقاته التي لاتعد ولا تحصى وكذلك شبقه الجنسي الذي طال الأطفال والعجائز بعد أن أباح كل شيء لنفسه من خلال مجموعة من النصوص الإجرامية التي منحها صفة القدسية وصدقها بإرادته الجهلة الكثيرون في ذاك المجتمع البدوي البدائي، وقبلها عنوة بقوة السيف والغزو القلة العاقلون.

 

مؤتمر الدنمارك رفض حضوره أبوات الإرهاب وعتاته من مخضرمي مهنة الدجل الأرضي والفضائي بزعم أن هذا المؤتمر جاء ليثبط عزائم أبناء أمة محمد بعد أن تحرك الدم في عروقهم وبعثت الحياة في أجسادهم. وياله من دم ذلك الذي تحرك، ويالها من حياة تلك التي بعثت في هذه الأمة، حيث عاث أبناؤها عنفا وتدميرا وحرقا للمؤسسات الدولية والمباني الحكومية، ولم تسلم الكنائس من أياديهم المجرمة. إذاً إقتصر الحضور الإسلامي المحمدي في الدنمارك على مجموعة من الأفاقين الهواة الذين يحاولون ومنذ الأن أن يتفوقوا على معلميهم في تشريع الإرهاب والإجرام، وذلك بالإستفادة من منابر الآخرين وتحت راية جميلة وأخاذة إسمها راية الحوار مع الغرب. ويعلم هؤلاء علم اليقين، أن حوارهم مع الآخر الغربي ماهو إلا نوع من المكر والخديعة، لأنهم لو كانوا جادين في خوض مثل هذا الحوار فقد كان من الأجدى لهم أن يبادروا أولا الى الحوار الداخلي بين بعضهم وبينهم وبين الآخر الذي يشاركوه ذات الديار والبلاد، وإلا كيف سينجح الحوار مع الآخر البعيد بذات الوقت الذي تمارس فيه سياسة القتل والإلغاء والتكفير على الآخر القريب! والأهم من ذلك، كيف سينجح أي حوار سواء مع القريب أو مع البعيد وهم لم يدركوا بعد قيمة الحوار لأنه لا مكان للجدال والحوار في نصوصهم اللّهمّ إلا في حالة الضعف ثم يصبح حوار السيوف والرصاص وجز الرقاب في حالة القوة.

 

كيف لهم أن يتحاوروا وهم أناس تشكل نصوص محمد بالنسبة لهم ثابتهم الوحيد ويقينهم الأوحد ومنتهى علمهم ومعارفهم، وبين أناس تجاوز أغلبهم المقدس الديني منذ عشرات السنين..

 

أي حوار سينجح بين أناس دورهم الوحيد في مجتمعاتهم مصادرة العقول وممارسة التجهيل من خلال مايبثونه كل يوم عبر فضائياتهم من خرافات وشعوذات وهرطقات أعطوها صفة الحقيقة المطلقة، ولا يعلمون شيئا عن الديمقراطية ودولة المؤسسات والقوانين ومقسمين دينياً وقومياً، وبين أناس اعتمدوا منذ زمن بعيد على العقل كقيمة كبرى في ظل مؤسسات احترمت هذا العقل وصاحبه وديمقراطية احترمت حرية الإنسان وحقه في التعبير والإبداع وقوانين صهرت أقواماً مختلفة تحت مسمى الإنسان بعيدا عن التقسيمات العنصرية والطائفية.

 

أي حوار سينجح مابين المنتج لكل شيء من الآخر الغربي وبين المستهلك لكل شيء مما ينتجه ذلك الآخر... بين الإنسان الحر الذي لا يقيده الا ضميره، وبين أناس مكبلين بنصوص لا تسمح إلا بما يُفسد الضمير... أي نوع من الحوار سيكون بين الآخر صاحب العقل وبين من صُودر عقله من قبل وأصبح يقوم بذات الدور مع أبناء دينه.

 

هذا عن مؤتمر الدنمارك الذي ذهب اليه متسولو الإيمان والمؤمنون عبر دموع التماسيح التي سالت من شاشات التلفزة، فماذا عن مؤتمر المنامة الذي روج ودعا اليه شيوخ الإرهاب والدجل والزعيق الذين غطى بصاقهم وجوه مريديهم ومن يشاهدهم ويستمع لهم لهم عبر فضائيات "الجمهور عاوز كده"، وهو للمفارقة غير المثيرة للتعجب ذات الجمهور الذي يرقص على أنغام أتفه الأغاني وأكثرها فحشاً ليعود بعد قليل ليلبس لبوس الإيمان والتقوى والورع، حالهم حال نبيهم الذين تداعوا للدفاع عنه ونصرته والذود عن رسالته..

 

كيف لكم أن تنصروا نبياً كان الغزو مبدأه والقتل غايته والجنس السادي في مقدمة إهتماماته....

ألستم أنتم ذاتكم من يحتفل كل عام بغزوات هذا النبي من بدر الى أحد الى الخندق وغيرها من الغزوات المحمدية البدوية مع ماكان لهذه الغزوات من آثار دموية وتدميرية ومارافقها من احتلال لأراضي الغير من قبل فلول الغزاة الهمج البدويين الذين لم يتورعوا عن ارتكاب أفضع الجرائم.. والإجرام جزء أساسي من طبيعتهم على كل حال..

 

ألستم أنتم من يبرر قتل نبيكم لمئات الآمنين في ديارهم بحجة خرقهم للمواثيق والعهود مع أن الأرض أرضهم والديار ديارهم وأبناء مكة هم من غزاهم، كما ولا تخجلون حين تجدون تبريراً لجرائم خلفائكم الراشدين منهم وغير الراشدين. ألم يصبح المجرم خالد بن الوليد فارس فرسانكم وسيف إلهكم المسلول مع أنه قتل المئات وبينهم مالك بن نويرة حيث نكح زوجته في ذات اليوم الذي قتله فيه وكذلك فإنكم مازلتم تحتفلون ببطلكم المغوار المجرم صلاح الدين الأيوبي الذي قتل الآلاف، وغيره جميع من تولى الخلافة قبله وبعده الذين امتهنوا القتل والإجرام والقمع والجنس المشرعن بنصوص محمدية.

 

ماهو تبريركم لأن يتزوج هذا النبي من سيدة في الأربعين وهو ابن الخامسة والعشرين ومن طفلة لم تتعدى التسع سنوات جُلبت له من فوق الأرجوحة وهو قد تجاوز الخمسين ببضع سنين، ومابين تلك السيدة وهذه الطفلة ومابعدهما الكثير مما جادت له بها نصوصه الأثيرة على قلبه وماتحت صرته..

 

أما بالنسبة لمن دعا لهذا المؤتمر وهو شيخ الإرهاب القرضاوي وكان رئيس هذا المؤتمر وراعيه الرئيسي. أليس هو من تساءل هل يوجد مدنيون غربيون في العراق بعد أن سأله أحدهم عن مبررات قتل المدنيين الغربيين وجز رؤوسهم في تحريض علني ومباشر على القتل وجز الرؤوس..

 

إلا نبيكم والتعرض له.. أما القتل والإجرام الذي ارتكبه هذا النبي الذي كان لكم أسوة في السوء والإجرام ومن بعده خلفاؤكم وأولي الأمر منكم. فلا بأس في ذلك وإنما هو في سبيل الدعوة الى الدين الدموي وعبادة إله الدماء..

 

إلا نبيكم والإساءة له.. أما إكراه الناس على دينكم وتهديدكم إياهم بالقتل فهو مقبول ذلك أنكم تعتقدون وبأس الإعتقاد بأنكم أنتم الوحيدون ببداوتكم وجهلكم على حق وهداية والأخرون بعلمهم ومعارفهم على غي وضلالة..

 

لقد بات اليوم الذي سنشهد فيه نهايتكم ونهاية إجرامكم ونهاية هذا الفصل الأكثر دموية في التاريخ قريباً جداً بعد أن عرفكم العالم أجمع من خلال أفعالكم السوداء والمشينة. لم يمر أسابيع بعد على أزمة الرسوم حتى برهنتم للعالم بأن رسامي الدنمارك قالوا جزءا من الحقيقة فقط لتؤكدوا بقيتها أنتم بأفعالكم من قتل الأبرياء في العراق وغيره من البلدان، الى خطف عشرات الفتيات المسيحيات في مصر، الى تكفير عبد الرحمن الأفغاني الذي اختار لنفسه دينا آخر، الى جنون الفتاوي التي انهمرت كالمطر الأسود من التدخل في العلاقة بين الأزواج الى تحريم التماثيل وتكفير النحاتين والمطالبة بتفريقهم عن نسائهم..

 

لا مكان لوحدانية دينكم وزعمكم في أحقيته في عالم متعدد الأديان... لا مكان لعنصريتكم البغيضة في عالم متعدد الألوان... ولا مكان لأفعالكم الإجرامية في عالم أدرك أنكم لن تتغيروا وقرر مواجهتكم طالما تؤمنون بتلك الأفكار التي تمنحكم حقوقا تتجاوزون من خلالها على حقوق كل البشر المختلفين معكم... آن لكم أن تتعظوا من خسائركم المستمرة التي لن يكون آخرها إنقاذ عبد الرحمن الأفغاني من بين براثنكم... آن لكم أن تقدموا اعتذاراً واضحاص وجلياً عن كل ما اقترفته أيديكم وأيدي أجدادكم الخلفاء وأيدي نبيكم من جرائم دموية بحق الإنسان والإنسانية، وإلا لن يكون لكم مكان في هذا العالم إلا ذاك المكان حيث مربعكم الأول في جزيرتكم الجرباء والجرداء.

حسين ديبان hdiban69@yahoo.com        

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط