هشام محمد / Jul 08, 2010

 

يقام كأس العالم مرة واحدة كل أربعة اعوام.  في كل أربعة اعوام يستقطع البشر شهراً كاملاً لنبذ هموم ومشاكل السياسة والاقتصاد والإرهاب.  تلتف شعوب الدنيا من أقصى الأرض لأقصاها في احتفالية رائعة حول تلك المستديرة الساحرة.  إنه بازار عالمي يضج بالألوان والأعلام والنكهات المتنوعة.  غير أنه من المحزن أن ترى ناساً لدينا لا تقوى أن تتجرد من امراضها الدينية وأوهامها السياسية في اختيار وتشجيع المنتخبات المشاركة.  إنهم لا يقوون أن يحرموا انفسهم من شرب كؤوس المتعة، لكنهم لا يستطيعون خلع قمصان الكراهية وهم يشاركون كمتفرجين في هذا المحفل العالمي.  السطور التالية تضم جملة من المشاهدات والملاحظات المونديالية المتفرقة ولكن ما يجمعها ويوحدها هو التعصب لدين الحق...دين الإسلام.

      

-1-

لي زميل عزيز على قلبي، لكنه يا مسكين...! يعشق ويكره ويطرب ويحزن على ايقاع طبول الدين والسياسة.  قلب تسيره بوصلة التشدد وعيون تحجبها غمامة سوداء.  ألا تشجع الديوك الزرقاء الفرنسية أيها الزميل العزيز؟  معاذ الله!...لقد استفزوا مشاعرنا نحن المسلمين بحربهم على البرقع والنقاب.  طيب، ماذا عن البرتقال الهولندي الفائق المتعة؟  استغفر الله يا رجل!  كيف اهلل لبلاد انجبت متطرفاً دميماً اسمه جيرت وايلدرز تفوح منه رائحة الحقد على الإسلام والمسلمين؟ امممم....بالتأكيد أنك ربما ستصفعني لو قلت لك ماذا عن الفايكنج الدنماركيين.  مؤكد أنك تمزح، لم يبق في هذه الدنيا إلا هؤلاء الأبقار الذين اساءوا إلى الحبيب المصطفى!  صاحبي هذا لا يدع حتى أدق التفاصيل الصغيرة العابرة التي لا تلتقطها العيون.  تخيل أنه مازال يكن كرهاً للاستراليين والأسبان لمشاركتهم الرمزية مع امريكا في "تحرير" العراق من طاغيته المشنوق.  كما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعاطف مع المنتخب الصربي فجراح سراييفو مازالت ترعف في صدره إلى الآن.  طبعاً لا داعي للقول أنه "بالفطرة" يمقت وبشده الأنجليز بسبب تراثهم الاستعماري واتفاقية سايكس بيكو سيئة السمعة، فضلاً عن برودة الأنجليز وتعاليهم على المسلمين كما يدعي!  كما أنه ليس من داعي للقول أن رأسه كاد أن يرتطم بسقف الغرفة من الفرح بعد نجاح النجوم السوداء الغانية في اقصاء ابناء العم سام في الأوقات الإضافية.  غانا تمرغ الأنف الأمريكي في الوحل كما تمرغ من قبل في فيتنام وافغانستان والعراق... إذهب إلى الجحيم أيها الحقير بوش!  هكذا كان صاحبي يقرأ المشهد بكل سذاجة وسطحية.

 

-2-

زميلي هذا ليس باستثناء.  كثيرون منا يحشرون قضايا الدين والسياسة في كل شيء بما فيها كرة القدم التي وجدت للمتعة وللمتعة فقط.  أحد كتّاب الرياضة في جريدة الوطن السعودية كتب مقالا بعنوان "راحوا وأراحوا" بتاريخ 5 يونيو، 2010، حيث قال بالحرف الواحد "...وقد تكون هناك أسباب أخرى أفرحت كثيرين بعد مغادرة منتخبات كبيرة لساحة التنافس، كفرنسا وسويسرا والدنمارك، فجميعها سجلت في الفترة الأخيرة مواقف ستبقى في ذاكرة المسلمين على وجه التحديد، فالأولى منعت النقاب والثانية (سويسرا) منعت بناء المآذن والثالثة (الدنمارك) أساءت للرسول الكريم".  من الجائز أن الكاتب أراد من خلال مقاله الشعبوي التهييجي حلب التعاطف الجماهيري المعبأ بشعارات دينية، أو ربما يكون هو الآخر كمثل زميلي يقحم المقدس في المدنس بمناسبة وبدون.  الإسلام حاضر في كل شيء: في السياسة، في المال، في الفن، في العلم، في البيئة، في الطب، في الملبس والمأكل والمشرب، في غرف النوم ودورات المياه، في لعب الأطفال، في الكلمات والهمسات واللمسات،....،....

 

-3-

كما أن إسلام اللاعبين الأجانب، أو ارتباطهم بمسلمات دائماً ما يستقطب اهتمامات الصحافة وردود القراء.  في المونديال السابق 2006، تعلق الكثيرون بالمنتخب الفرنسي لأنه كما قيل كان يضم حوالي سبعة مسلمين، اثنان منهم متهمان بمعاشرة قاصر فرنسية!  إحدى الصحف المحلية السعودية ابرزت صورة اللاعب الألماني والنجم الصاعد مسعود أوزيل ذي الأصول التركية بصحبة زوجته أو خطيبته الشقراء، وتحت الصورة أنها اعتنقت الإسلام من أجل الارتباط بمسعود.  مرحى! لقد زاد عدد المسلمين بدخول تلك الشقراء دين الإسلام...فألف مبروك!  اتمنى من كل قلبي أن لا يفرق الشيطان حتى لا تسقط مرة أخرى في بئر الظلمات، فتفقد كرامتها وحريتها التي كفلها لها الإسلام، ونخسر نحن المسلمين بالتالي واحداً منا.

 

-4-

أذكر أن احد الكتًاب في جريدة ايلاف الإلكترونية، واسمه سليمان بوصوفه، كتب مقالاً مميزاً تحدث فيه عن عدد من السلوكيات الممجوجة لكثير من المسلمين المقيمين في المانيا الكافرة.  أشار الكاتب إلى ظاهرة خروج بعض الأتراك في مواكب تحدي قبل وبعد أي منازلة للمنتخب الألماني إلى الشوارع حاملين اعلام المنتخب الآخر الذي لاعبته المانيا...هكذا وبكل وقاحة.  في مرة، سأل أحد هؤلاء المتأسلمين الكاتب: من ستشجع؟ فرد عليه: المانيا بالتأكيد.  فقال له مستهزئاً: يا رجل...اتشجع هؤلاء الكفار؟! وكأن المنتخب الآخر، وكان وقتها المنتخب البرازيلي، مسلماً تحفهم ملائكة الرحمن، وعلى سيمائهم علامات السجود من كثرة سجودهم على حشيش الملعب كلما سجلوا هدفاً!  هذا المتطرف الأصولي الذي عض يد البلاد التي اطعمته من جوع وامنته من خوف، انساه حقده وغباءه أن البرازيل هي الأخرى لا تقل كفراً عن الألمان إن لم تزد.  هل نلوم هنا الإسلام السياسي في صناعة تلك النماذج الرديئة؟  نعم، ولكن نلوم أيضاً الألمان وبقية الدول المخدوعة والتي تتعرض للإبتزاز بسبب التزامها الحقيقية بصيانة حقوق الانسان واحترامها الكامل للحريات الفردية...فليحصدوا ما زرعته أيديهم

 

-5-

عنصرية المسلمين - لا يدرك المسلمون أنها متفشية عندهم - في هذا المونديال تجلت وبوضوح أكثر عندما خاضوا في خلافات المدرب الفرنسي مع المهاجم الفرنسي "المسلم" انيلكا (يقال أنه اسمه بلال انيلكا).  هذا المسلم المعروف بمشاكله وسوابقه تلفظ على المدرب بعبارات نابية كانت سبباً مباشراً في اعادته على اقرب طائرة لبلاده، وسبباً في اشعال المعسكر الفرنسي واضراب لاعبيه "المجنسين" عن التدريب.  كنت في كثير من المرات اتعمد قراءة ردود افعال القراء في مواقع الانترنت على هذه الحادثة المشينة بحثاً عن مادة للضحك والتندر.  وكما توقعت، فقد وقف كافة القراء بجانب اخيهم المسلم في تطبيق عملي وحي لحديث النبي "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً".  بعضهم انكر أن يقول انيلكا الفاظ بذيئة لمدربه...والسبب أن المسلم لا ينطق لسانه إلا بكل ما هو خير.  أحدهم كتب أن لحية "الحاج" انيلكا أشرف من هذا المدرب الأحمق العنصري.  إنها بالتأكيد لمؤامرة من مدربه القبيح والعنصري بطرده كونه مسلم يؤمن بالله ورسوله!  وكأن المدرب لم ينتبه إلى إسلام مهاجمه إلا متأخراً.  ردة فعل عفوية وساذجة لا تختلف بتاتاً عن ردة فعلهم عندما قام مجموعة من الإرهابيين المسلمين بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر.  شن المسلمون هجوماً شرساً على المدرب دومنيك واصفينه بالغباء والعنصرية والتخلف وبأنه حمار لا يفقه في الكورة شيء، وهم منذ قليل كانوا يؤكدون أن المسلم الحق لا يمكن أن ينطق لسانه بعبارات قبيحة!

 

-6-

وبما أن صورة الإسلام قد جرى تشوييها من قبل أعدائه ومن "قلة" من المسلمين هداهم الله، وبما أننا كذلك في سباق محموم مع المسيحية في كسب مزيد من الأتباع، فقد قامت جماعات ومنظمات اسلامية بنصب خيام دعوية بالقرب من الملاعب الأفريقية للتعريف بالإسلام الحقيقي الذي جرى اختطافه وتشويه تعاليمه المباركة...فجزاهم الله عنا وعنهم كل خير! 

اشعر بالخجل والعار من تلك الممارسات المعيبة.  إنها كأس العالم وليست بازر للأديان حتى تتجشموا عناء السفر إلى بلاد مانديلا.  لماذا تلاحقونهم بإسلامكم؟  دعوهم يستمتعون، دعوهم يفرحون فلا تنغصوا عليهم بسخافاتكم وأكاذيبكم.  إذا كنتم صادقين مع انفسكم وتخافون على سمعة دينكم، فكفوا يد أخيكم المختبيء في كهوف تورا بورا.  إذا كنتم تريدون أن تقنعوا الآخر بدينكم، فأوقفوا مسلسل الفتاوى المكسيكي الهزلي من رضاع كبير وعرق النبي وبول البعير.  إذا كنتم تريدون أن تجلبوا المزيد من الأنصار، فأسكتوا مدافع التكفير والتكفير المضاد.  كيف تتجرأون على الذهاب إلى هناك ووراءكم بلدان احرقها نار إرهاب صنعتموه ودعمتموه، ومجتمعات طحنتها حراب الطائفية وبعثرتها دعوات التكفير، ونساء دفنتموهم تحت خيام سوداء ووراء جدران التحريم والفتنة.

 

ثم اخبروني عن أي نسخة من الإسلام ستقدمونها إلى "المغرر" بهم من الزوار؟  أهو إسلام النواصب أم الروافض؟  أهو إسلام المعتزلة أم السلفية؟  أهو إسلام الجعد بن درهم والكندي والتوحيدي وابن رشد أم إسلام ابن حنبل والغزالي وابن القيم وابن تيمية؟  ماذا لو سألكم الزائر عن الحريات الدينية في الإسلام، وعن حقوق النساء، وعن موقفكم من المغضوب عليهم والضالين؟  وعن عائشة ابنة التسعة اعوام التي تزوجها النبي؟  بالتأكيد ستلجأون إلى الكذب والمداورة كعادتكم.  ستكتمون الحقيقة في قلوبكم، وستعلقون ابتسامات صفراء على وجوهكم وأوسمة الحداثة على صدوركم.  اجزم لكم فلا فائدة مما تفعلون.  سوف تفشلون كما فشلت من قبل مؤتمرات حوار الأديان.  بدلاً من إهدار المال فيما لا نفع منه اقترح ان تعودوا إلى بلدانكم.  اطفئوا حرائق الطائفية، واعيدوا للعقل اعتباره وحيويته، واخرجوا نساءكم من سجون الحرام والعيب، واحترموا واحبوا غيركم، وبعدها... بشروا بدينكم.

    

-7-

في الختام، ساترككم مع مقتطفات من فتاوى نفيسة سهر على وضعها بعض من شيوخ الأمة ومناراتها الشامخة ممن هالهم انكباب شباب الأمة على ملاحقة جلد منفوخ بدلاً من التفرغ لعبادة الخالق والتدرب على فنون القتال والجهاد من أجل إعادة أمجاد هذه الأمة التي شرفها الله بحمل رسالته للبشر أجمعين.  أرجوكم اقرأوها بصدق وبتمعن وأياكم أياكم الضحك.

 

(1)

جزء من فتوى الشيخ الجليل عبدالله النجدي نفع الله بعلمه في تحريم كرة القدم: 

أن شباب الصحوة إذا كانوا يريدون أن يلعبوا بالكرة . وأنهم لايعرفون الورع ولا يُبالون بالوقت، أو يقولون نريد أن نلعبها ولكن ماهي الشروط والضوابط حتى لانقع في مشابهة الكفار والطواغيت وأعداء الدين من أمريكا وفرنسا وروسيا وأذنابهم. فالجواب أن نقول لهم، إذا أبيتم إلا اللعب بها وضياع الأوقات عليها، فإنه لابد من الشروط التالية والضوابط الآتية :
أولاً : تلعبون الكرة بدون الخطوط الأربعة لأنها من صنيع الكفار والقانون الدولي لكرة القدم الذي أمر بوضعها ورسمها عند اللعب بالكرة .

ثانياً : ألفاظ القانون الدولي الذي وضعه الكفار والمشركين كالفاول والبلنتي والكورنر والقُول (2) كل هذه الألفاظ وغيرها تُترك ولاتقال. ومَنْ قالها منكم يُؤدب ويُزجر ويُخرج من اللعب . ويقال له علانية : إنك قد تشبهت بالكفار والمشركين، وهذا حرام عليك ...
ثالثاً : من سقط منكم أثناء اللعب وكسرت يده أوقدمه أومست الكرة يده فلا يقال فاول ولايُوقف اللعب من أجل سقوطه، ولايعطى من كسره وأسقطه ورقة صفراء ولاحمراء . بل الأمر لتحكيم الشرع عند الكسور والجروح، فيأخذ اللاعب المكسور حقه الشرعي كما في القرآن وأنتم يجب عليكم أن تشهدوا معه على أن فلاناً تعمد كسره .
رابعاً : أن لا تُوافقوا الكفار واليهود والنصارى وخاصة أمريكا الخبيثة بالعدد . بمعنى ألا تلعبوا أحد عشر شخصاً . بل تزيدون على هذا العدد أو تقلُّون.
خامساً : تلعبون بثيابكم أوثياب النوم وغيرها، بدون السراويل الملونة والفنايل المرقمة حيث أن السراويل والفنايل ليست من ملابس أهل الإسلام بل هي ملابس الكفار والغرب فإياك والتشبه بلباسهم .
سادساً : أن يُقصد من لعبكم بالكرة إذا طبقتم الشروط والضوابط تقوية البدن بنية الجهاد في سبيل الله تعالى والاستعداد له في وقتٍ يُنادى للجهاد. لا لضياع الأوقات والأعمار والفرح بالفوز المزعوم .
سابعاً : لاتجعلوا وقت لعبكم، كما هو الوقت المرسوم عند اليهود والنصارى وجميع دول الكفر والالحاد وكذا هو الوقت المعمول به عند نوادي الضلال، فعليكم بمخالفة الكفار والفساق وعدم مشابهتم بشيء .
ثامناً : لاتلعبوا على مدار شوطين، بل شوطاً واحداً كما تسمونه، أوثلاثة أشواط حتى تتم مخالفتكم للكفار والمشركين والفساق والعصاة .
تاسعاً : إذا لم يغلب أحدكم الآخر وينتصر عليه كما تسمونه ويُدخل الجلد بين الأخشاب أو الأحجار، فلا تضعون وقتاً (إضافياً) أو (بلنتيات) حتى يحصل الفوز، لا، بل تنصرفون مباشرة إذ الفوز بهذه الطريقة هو عين التشبه بالكفار وهو عين تطبيق القانون الدولي لكرة القدم.
عاشراً : إذا لعبتم الكرة فلا تضعون أثناء لعبكم شخصاً يتابعكم تسمونه حكماً، إذ بعد إلغاء القوانين الدولية كالفاول والبلنتي والكورنر وغيرها يكون وجوده لا داعي له. بل وجوده تشبهاً بالكفار وباليهود والنصارى ووجوده طاعة في تنفيذ القانون الدولي .
الحادي عشر : ألا يجتمع عليكم أثناء لعبكم مجموعة من الشباب لينظروا إليكم، إذ أنتم اجتمعتم من أجل الرياضة وتقوية أبدانكم كما تزعمون، فلماذا هؤلاء ينظرون إليكم . فإما أن تجعلونهم يشاركونكم في تقوية الأبدان والاستعداد للجهاد كما تزعمون، وإما أن تقولوا لهم اذهبوا للدعوة إلى الله تعالى ومتابعة المنكرات في الأسواق والصحف ودعونا نقوي أبداننا .
الثاني عشر : إذا فرغتم من اللعب بالكرة فإياكم أن تتحدثوا عن لعبكم، وأننا أحسن لعباً من الخصم الآخر، أو أن فلاناً يُحسن اللعب وهكذا . بل يكون همكم وحديثكم عن أبدانكم وقوتها وعضلاتها، وأننا مالعبنا إلا لقصد التدرب على الجري والكرّ والفرّ استعداداً للجهاد في سبيل الله تعالى .
الثالث عشر : من أدخل الكرة منكم بين الأخشاب أو الحديد ثم أخذ يجري لكي يتبعه أصحابه ويُحبونه ويُعانقوه كما يُفعل باللاعب في أمريكا وفرنسا، فهذا يُبصق في وجهه ويُؤدب ويزجر، إذ ما علاقة الفرح والمعانقة والتقبيل بالرياضة البدنية التي تدعونها .
الرابع عشر : الأخشاب أو الحديد الثلاثة التي تضعونها لتدخل الكرة فيها ينبغي أن تجعلونها خشبتان بدلاً من ثلاثة، بمعنى أنكم تنـزعون الخشبة أو الحديدة الفوقية، وكذلك تُنقصون من ارتفاع الأخشاب أو الحديد حتى لاتشبه طريقة الكفار وحتى يتم مخالفة القانون الدولي الطاغوتي لنظام كرة القدم .
الخامس عشر : لاتجعلوا مايسمى بـ (الاحتياط) وهو ما إذا تعثّر أحدكم أدخلتم بدلاً عنه. إذ هذا هو صنيع الكفار في أمريكا وغيرها.

 

(2)

وتلك فتوى أخرى من لجنة الإفتاء الدائمة، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء:

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18951)

س2: ما حكم مشاهدة المباراة الرياضية، المتمثلة في مباراة كأس العالم وغيره؟

ج2: مباريات كرة القدم التي على مال أو نحوه من جوائز حرام؛ لكون ذلك قمارا؛ لأنه لا يجوز أخذ السبق وهو العوض إلا فيما أذن فيه الشرع، وهو المسابقة على الخيل والإبل والرماية، وعلى هذا فحضور المباريات حرام ومشاهدتها كذلك، لمن علم أنها على عوض؛ لأن في حضوره لها إقرارا لها، أما إذا كانت المباراة على غير عوض ولم تشغل عما أوجب الله من الصلاة وغيرها، ولم تشتمل على محظور: ككشف العورات، أو اختلاط النساء بالرجال، أو وجود آلات لهو - فلا حرج فيها ولا في مشاهدتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

(3)

وأخيراً وليس أخراً، فتوى لفضيلة الشيخ حامد بن عبدالله العلي، أدام الله ظله الوارف:

السؤال: هل يجوز الاشتراك في قناة للرياضة لمشاهدة مباريات كأس العالم؟ بالطبع مع مراعاة عدم تضييع الصلاة أو فعل المنكرات.

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
لايجوز.
فقد قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ }، فقد بيّن في هذه الآية أن من أسباب تحريم الخمر، والميسر، صدهما عن ذكر الله وعن الصلاة، فدلّ على أنّ ما يصدّ عن ذكر الله والصلاة، حكمه التحريم، فعموم العلة يعمّم الحكم
قال الناظم : وقد تخصص وقد تعمّم ** معلولها لكنها لاتخرم


ومعلومٌ أن لعب هذه اللعبة على وجه مباح، يختلف عن مشاهدها على النحو الذي ينتشر في الإعلام، فالمشاهدة تشغل عن ذكر الله، وتصـدّ الناس عن الصلاة، بلا ريب، وحتى لو صلّى من تعلق قلبه بها، فإنّـه يخرج للصلاة كارها، متثاقلا، وقلبه متعلق بهذه اللعبة، أشدّ من تعلق الجائع بطعامه، والعطشان بالماء، ويذهب للصلاة منزعجاً قلبُه أشدّ من إنزعاج الحاقن في صلاته، وقد نهي عن صلاة المصلي وهو حاقـن!  إضافة إلى ما فيها من وقوع النظر إلى ما حرّم الله، على وجه لايمكن تجنّبه، وتعلّق القلب بانتصارات وهميّة، لأناس كفّار في لهوٍ، ولعـب، لايبتغون غير هذه الدنيا، وملذّاتها، وهم بالآخرة هم كافـرون، فيُثمر ذلك حبَّهم، واتخاذهم قدوة، وبئس القدوة هم، كما يثمر التشبه بهم، وشغف القلب بثقافاتهم المنحرفة.

مع إنفاق المال تبذيرا لقنوات مفسدة، وإعانتها على فسادها بتلك الأموال. هذا، بينما أمّة الإسلام تُحارب، وتُسحق ليلاً، ونهـاراً، سراً، وجهاراً، فتُسفك دماؤهم، ويُؤسر رجالهُم، وتُنتهك نساؤُهم، وقــد حلّت الجيوش الأجنبيّة في بلادهـم، وسلَبَت منهم دينهم، وغيّرت ثقافتهم،، فكيف يستقيم وهذا هو الحال، أن يُفتى بإباحة الفرح بانتصار هذه الدول الغازية بلاد الإسلام، في لهوهم العابث المختلط بالمجون والفسق، بل الفتوى بإباحة هذا من الجهل .
وكلّ من تفقّـه في أحكام الشريعة وعرف مقاصدها، يعلم أنّ هذه اللعبة وإن كان لعبها في حدّ ذاته ليس من المحرمات لكن مشاهدتها على النحو المنتشر هذه الأيام ليس له وجه في الإباحة، فذرائع تحريمها كثيرة، وهي من أشدّ الوسائل إفسادا للنشأ، وتأثيرها عليهم في غاية السوء، في العقيدة، والأخلاق، وكلّ من كان مسحورا بها، ثم تاب يعرف ذلك ويقرّ به.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا.

affkar_hurra@yahoo.com

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط