حسين ديبان
/
Sep 28, 2007
في شهر رمضان يصبح الحديث عن مغامرات العرب والمسلمين في تايلند ذا نكهة خاصة، ومعانٍ عديدة تُعبر خير تعبير عما آلت اليه الشخصية الإسلامية والعربية من تدهور في القيم والأخلاق، وغياب كُلَي للضمير، وتراجع خطير عن الحد الإنساني الادنى المطلوب للتعامل مع الذات ومع الآخرين، وهذا الذي جرى ويجري في تايلند وفي غيرها من البلدان شرقا وغربا، من أفعال اسلامية وعربية يندى لها الجبين هو نتيجة حتمية لما تربى عليه المسلمون بدءا من سنوات عمرهم الاولى، ولو كانت التربية غير ذلك لحصدنا ورأينا نتائج تُشرف وليس تُخزي، وتدعو للشعور بالفخر بدل الاحساس بالعار، وتكون سببا في رفع رؤوسنا عاليا وليس خفضها أرضا حتى غدونا نحن ومستوى الأرض سيَان، لا بل انزلقنا الى ما دون ذلك بكثير.
ما سأتحدث عنه هنا ليس جلدا للذات، فالذات الإسلامية جُلدت بما فيه الكفاية، ولا أعني عملية الجلد الشرعية أو الجسدية، وانما الذي أعنيه هو ان الذات الإسلامية قد تم جلدها "عقليا" خلال أكثر من أربعة عشر قرنا بتلك النصوص التي تلبست ذات المسلم وأضحت جزءا لايتجزأ منه، بكل ماتحتويه من نزعة دموية، وأفكار عنصرية، وأوهام استعلائية، وحقد دفين حينا وظاهر أحيانا على الآخرين، حتى أصبح المسلم أُس البلاء والوباء أينما حل وارتحل، ونكاد لانجد بقعة جغرافية واحدة يقيم فيها مسلمون إلا وتكون بؤرة للقتل والاجرام بحق الغير تحت مسمى تكفيري، ومرتعا للصوص وقطاع الطرق بدعوى حقهم الشرعي بأموال الكافرين، ومستنقعا للرذيلة والفاحشة بغطاء شرعي يبيح نساء الاخرين لفحول المسلمين بإعطائهن أجورهن حينا وباغتصابهن أحيانا.
هذه قصص واقعية حدثت ومازالت تحدث كل يوم أبطالها مسلمون بينهم رؤساء دول أي "ولاة أمر"، ركبوا على ظهور شعوبهم منذ عشرات السنين ويجهزون أنفسهم الآن لتوريث "الحمار الوطني" لابنائهم كي يواصلوا مسيرة الركوب المظفرة، ومنهم برلمانيون أي "أعضاء مجلس شورى"، لم يعرفوا في تاريخهم إلا كلمة نعم لراكبهم، أما "اللا" فيتذكروها فقط حين تتعلق بحقوق المرأة التي أنجبتهم، ومنهم سفراء ثقبوا آذاننا في الحديث عن المرآة العاكسة للوطن - السفارة - والتي يجب أن تبقى ناصعة، وهي أول ما تتلوث على أيديهم هم وليس غيرهم، ومنهم مذيعون معروفون لا يكفون عن تذكيرنا بالافعال الحسنة الواجب فعلها في هذا الشهر، ولا أعرف متى بدأ المسلمون يفعلون أفعالا حسنة في هذا الشهر، فكل ما أعرفه ويعرفه الجميع هو أن رمضان هو شهر الغزوات والقتل واستباحة دماء الآخرين وأعراضهم وأموالهم، بل ربما أخذ هذا الشهر اسمه المتداول بين المسلمين - رمضان كريم - من كمية الاموال الكبيرة التي سلبها المسلمون في تلك الغزوات، وغير ذلك مما حصلوا عليه من "الجواري والعبيد". هناك ايضا أحداث عديدة ابطالها مسلمون عاديون سآتي على ذكر بعضها.
في شهر نوفمبر عام 2005 غادر رئيس دولة عربية تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية بلاده متوجها الى اليابان في جولة رسمية ستقوده ايضا الى الولايات المتحدة الامريكية، وكان أن هبطت طائرته ترانزيت في بانكوك لبضعة ساعات، ليتضح بعد ذلك أن فندقا فخما جدا قد تم حجزه بالكامل مسبقا للرئيس وحاشيته من أجل أن يقضوا فيه تلك السويعات القليلة. كان أول طلب طلبه الرئيس من قنصله في بانكوك أن يحضر له فتاة تايلندية من فتيات "المساج"، وكان القنصل مثلما اتضح لاحقا خبيرا بأمور رئيسه فجهز له مسبقا احدى الفتيات التايلنديات التي سارع الرئيس لقضاء وقتٍ معها، ليقول بعد ذلك بكل صفاقة وأمام حاشيته "ماذا استفدنا من توقفنا في تايلند.. وأضاف يبدو ان لا شيء مهم في تايلند غير أمور المساج". هكذا يقرر الرئيس ان لا شيء مهم في تايلند بدون أن يكلف نفسه عناء زيارة أي من معالمها التي لاتعد ولاتحصى، ودون اي محاولة لمعرفة كيف تمكنت هذه الدولة من النهوض الاقتصادي العظيم، حتى بات اقتصادها يساوي مجموعة من الاقتصاديات العربية التي تعتبر كبيرة بدون ان يتوفر لها من الثروات الباطنية ما هو متوفر للدول العربية.
تابع الرئيس جولته الى اليابان ومنها الى الولايات المتحدة التي ما ان وصلها حتى أقدم أحد مستشاريه من أعضاء الوفد المرافق على تقديم طلب اللجوء السياسي للحصول على حق الحماية، وأول مافعله هذا العضو هو الاشتراك بمظاهرة للمعارضة في واشنطن، وبما ان الشيء بالشيء يذكر لابد لي هنا من أن أذكر ان ذات الرئيس حين قام بزيارة لاحقة للملكة المتحدة قام أيضا أحد أعضاء وفده الاعلامي بتقديم طلب للحصول على حق اللجوء السياسي. الى هنا تبدو الامور طبيعية وتحصل كل يوم في أرقى العائلات العربية وأشرفها نسبا، ولكن غير الطبيعي هو ان قنصلية تلك الدولة في بانكوك قد تلقت كتابا من مكتب الرئيس بعد عودته من واشنطن بأيام يطلب فيه من القنصل القيام بما يلزم لارسال ذات الفتاة التي قضى معها الرئيس وقتا في بانكوك الى تلك الدولة لتكون بين يدي الرئيس وواحدة من المحظيات في قصره، وللأمانة فقد بذل القنصل جهدا كبيرا في اقناع الفتاة وقدم لها بالطبع بناء على كتاب مكتب الرئيس عرضا مغريا جدا لا يمكن لفتاة في وضعها أن ترفضه، ولكنها رفضته وبشكل مطلق ولم تفلح كل تطمينات القنصل في اقناعها بالموافقة، لان كل العالم في تلك اللحظة سيكون عاجزا عن اقناعها بأن رئيس دولة يتصرف هكذا. وحده الشك من أن يكون هذا الفعل من أفعال شخص بمنصب رئيس دولة هو الذي جعل تلك الفتاة ترفض ذلك العرض وباصرار كبير.
الرجل الثاني في برلمان ذات الدولة وفي زيارة خاصة الى تايلند واثناء وجوده في ناد ليلي لم يخجل من اخراج قضيبه التناسلي ليتبول في الزجاجة التي يشرب منها أمام دهشة واستغراب الحاضرين الذين همَ بعضهم بضرب البرلماني لولا تدخل رجال امن النادي. قد علمنا ان بول محمد للتبرك وبول البعير للتطبب والتشافي ولكن لم يصلنا شيء من كتب التراث الاسلامي عن فوائد بول أعضاء البرلمانات الاسلامية أو أعضاء مجالس الشورى في العالم الاسلامي
برلماني عربي خليجي مسلم جدا، ولحيته تصل الى ما دون صرته، كان على الدوام يعارض منح المرأة حقوقها وخاصة حقوقها السياسية في الانتخاب والترشيح وحقها في تبوأ المناصب القيادية الدنيا أوالعليا، ودائما ما كان يدعم موقفه بآيات من "الذكر الحكيم والسنة النبوية" ففيها الكثير والكثير مما يعزز موقفه الذكوري. تبحث عن هذا البرلماني خارج بلده فتجده في تايلند وتحديدا في مدينة بتايا الساحلية التي تبعد حوالي الساعتين عن العاصمة بانكوك، ولا يمكن أن ترى ذلك البرلماني الا بالشورت في شوارع تلك المدينة ترافقه على الأقل وفي أحسن الأحوال عاهرتان واحدة "يشبكها" بذراعه اليمنى والأخرى بذراعه اليسرى، وفي بعض الحالات يصل عدد العاهرات اللاتي يرافقنه في الشارع الى ستة وأحيانا أكثر من ذلك.
سفير لمملكة عربية تقع على شاطئ الاطلسي ولكي يغطي مصاريف تواجده شبه الدائم في المواخير ذات الخمس نجوم، فإنّ مهمته باتت تنحصر في بيع جوازات السفر الدبلوماسية التي يصدرها هو بالتعاون مع القنصل وباقي موظفي السفارة، حيث يقوم ببيع تلك الجوازات لابناء الجالية العراقية بشكل خاص بعد ان يحصل على تأشيرات دخول اوروبية. هناك اجراء رسمي يقضي بتوزيع بيان على السفارات والقنصليات العاملة في ذلك البلد في حال فقدان جواز سفر دبلوماسي، وتلك السفارة لا تخجل من توزيع ثلاثة أو اربعة بيانات تعلن فيها فقدان جوازات سفر دبلوماسية في الشهر الواحد.
مقدم برامج مسابقات في شهر رمضان عبر تلفزيون عربي خليجي لايصدق ان ينتهي من تقديم برنامجه ذلك حتى يطير الى تايلند ليقضي فيها بقية شهور السنة، حيث أصبح ضيفا دائما على فندق "غريس" له طاولة محجوزة باسمه وهي من اكبر الطاولات في الفندق لتتسع لاكبر عدد من العاهرات، وهذا الفندق بالمناسبة أصبح يُعرف باسم الجامعة العربية كون كل نزلائه من العرب مع توفير كل الاجواء العربية من مأكولات ومشروبات و"نارجيلات" واهم من كل ذلك نادي ليلي بأجواء عربية وبعاهرات من كل شكل ولون وطبعا العربيات في المقدمة. تغيرت طباع عمال هذا الفندق حتى أخذوا كل الطباع العربية الاصيلة من الرشوة بالنسبة لعاملات الاستقبال الى التشبيح والتشليح والسلبطة والبلطجة بالنسبة للحراس وعمال الأمن، أما عاملات التنظيف فأصبحت مهنتهن الرئيسية هي بيع وتأجير الأفلام الجنسية للنزلاء. حال العمال في هذا الفندق لم تكن هكذا سابقا والوضع العام في تايلند لا يسمح بمثل هذه الافعال ولهذا نقول ان المشكلة في هذا الفندق ليست في عمال سيئين ولكن في نزلاء طبَعوا هؤلاء العمال على السوء.
أساتذة جامعات أغلبهم "دكاترة" في كليات شريعة اسلامية وممثلون عرب جلهم من الذين يستهويهم القيام بدور ديني ومسلمون متزمتون وخصوصا من الخليج تجدهم هناك، لتتعرف على حقائق مرة تشعرك بالغثيان من اصحابها وافعالهم، فتعلم حينها ان لا أمل يُرتجى من هذه الامة، وحين اذكر أنّ اغلب هؤلاء من دول الخليج العربي لايعني هذا بحال من الاحوال ان غير الخليجيين "أكثر شرفا وانسانية" من مواطني دول الخليج، ولكن السبب الوحيد هو القدرة المادية التي تتوفر لابناء الخليج بينما يفتقدها المواطنون في بقية الدول العربية، ولو توفرت لهم تلك القدرة المادية لكانوا هناك على اول طائرة أو على أول "بعير" ان لم تتوفر الطائرة.
عجوز خليجي جاء الى تايلند للعلاج وكان من المفترض أن يُقيم فيها خمسة عشر يوما، ولكنه لم يعد الى بلده واهله بعد اكثر من ثلاثة اشهر، مما اضطر معه احد ابنائه للقدوم الى تايلند ليطمئن على والده، فوجده غارقاً بين العاهرات في ذات الفندق، وحين طلب الابن من ابيه العودة معه الى "الديرة" أجابه الاب بانه لن يعود الى هناك بعد أن رأى ما رآه هنا قائلا لابنه بأنه عاش مع أمه أكثر من أربعين عاما ولم يعرف أن القضيب الذكري قابل "للمص" إلا هنا. بالمناسبة هذه الحادثة سبقت فتوى القرضاوي التي تبيح المص واللحس أو "الجنس الفموي" وكذلك سبقت فتوى الطنطاوي باباحة رؤية الافلام الجنسية بين الازواج.
وقع حادث سير في أحد الأيام مما أدى الى وفاة عدد من الشبان العرب وجرح البعض الآخر. مما حدا ببعض العرب لزيارة الجرحى في المشفى للاطمئنان عليهم. أحد الزائرين قال لجريح "الحمدلله على سلامتك" وأضاف قائلا: "هانت" بمعنى ان الخطر زال وانت في صحة جيدة الآن، فما كان من الجريح أن قال له: كيف هانت وأنا قد أخبرت أهلي بأنني ذاهب الى مكة لاداء العمرة وليس "للتعريص" في تايلند. على ذات المنوال فان العرب المقيمين في بانكوك ويعملون كأدلاء للقادمين العرب أو بالاحرى "قوادين" لهم دائما ما يذكرون ان أغلب القادمين الى بانكوك قد كانت محطتهم الاخيرة مكة... ليست صدفة بالتأكيد. بالمناسبة أيضا فإن خمسة شبان من الامارات العربية المتحدة قد لقوا حتفهم في الطائرة التي تحطمت قبل أيام اثناء هبوطها في مطار جزيرة بوكيت في اقاصي الجنوب التايلندي.
أطفال عديدون في تايلند تعرف أن آباءهم عرب من وجوههم، وعندما تسأل أمهاتهم لتتأكد من ذلك تسمع كلاما بذيئا جدا عن المسلمين والعرب وكيف أن الكذب والخداع والغش وغياب الضمير وانعدام الاحساس الانساني هو جزء اصيل من تركيبتهم مثلما ذكرت في البداية. كثير من المسلمين العرب غادروا وتركوا أطفالهم وراءهم بدون حتى أن يكلفوا أنفسهم عناء الاتصال التلفوني على أقل تقدير، وبالطبع فان كثيرا منهم قد غادروا دون ان ينتبهوا انهم تركوا أجنَة في بطون أمهاتهم، في وقت يتجه فيه كل شعوب العالم باتجاه مزيدا من الأنسنة حتى غدا فقدان طفلة بريطانية في البرتغال حدثا عالميا..
هذا غيض من فيض ونماذج قليلة جدا مما يفعله في تايلند أبناء أمة محمد، وهي أفعال تؤشر الى ان لامكان لأمة بهذه الدرجة من الانحطاط والقذارة والسفالة بين أمم وشعوب اليوم، وعلى العالم وشعوبه وحكوماته أن يتنبهوا الى هذا الخطر الاخلاقي - بالاضافة طبعا للخطر الدموي المتمثل في تفجير اجسادهم النتنة أملا في ماخور كبير يدعى جنة تنحصر نعمها في فروج الحوريات ومؤخرات الغلمان - ويقفوا بشكل حازم وجدي للقضاء على هذه الاخطار بأسرع ما يمكن.
ملاحظة: أثناء كتابة هذه الفضائح علمت بان نكرة مسلم سوري على شاكلة هؤلاء الذين ذكرتهم أعلاه قد وجه دعوة عامة "للتبول" على المفكر السوري النبيل نبيل فياض. من جانبي لا أستطيع إلا أن أتساءل بعد هذه الفضائح التي ذكرتها عمّن هو حقاً الذي يستحق ان يبول عليه وعلى أفكاره العالم كله وليس الشعب السوري الكريم فقط؟!!..
حسين ديبان
hdiban69@yahoo.com
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط